مشهد سيدي معاذ، هو احد المساجد التي انشئت في عهد الدولة الايوبية في مصر ويقع في حي الدراسة بالقاهرة . أنشأ ضريح سيدي معاذ المكون من القبة الضريحيّة والمئذنة، أبو الغضنفر أسد الفائزي الصالحي وزير الخليفة الفاطمي الفائز سنة 552 ه (1157م)، كما هو ثابت على اللوحة التأسيسية الرخام المثبتة فوق باب الضريح. والتي تتضمن " أمر بإنشاء هذا المشهد المبارك الأمير المعظم عصام الدين سيف أمير المؤمنين أبو الغضنفر أسد الفائزي الصالحي ابتغاء لمرضاة الله وطلباً لما عنده من أجره وثوابه في سنة اثنين وخمسين وخمس مائة رحمة الله عليه" . مساحة الضريح مربعة تقريبا مقاسها 6×5.5 مترا وارتفاع الضريح 4 أمتار تقريبا. وقد استطاع المهندس المعمار واضع تصميم الضريح أن يتحاشي مشكلة بناء قبة فوق مبنى غير مربع باستخدام المقرنصات بمهارة في أركان غرفة الضريح من أعلى مع استخدام النوافذ القنديلية في رقة القبة ثم بنى فوقها قبة مفَصّصة. تم تجديد القبة الضريحيّة بالكامل سنة 866 ه (1461م) في عصر السلطان المملوكي خوشقدم (1461 -1467م). وقد أمر السلطان ببناء مسجد على المشهد. بجانب القبة الضريحية مئذنة مبنيّة من الآجر تتكون من بدن مربع ارتفاعه 12.76 مترا طول ضلعه 2.50 متر يعلوه قاعدة مثمنة بنى فوقها طابق مثمن قطره 2.50م بكل ضلع من أضلاعه فتحه مستطيلة للاضاءة والتهوية. يعلو الطابق المثمن رقبة مثمنة بارتفاع 80 سم تعلوها قبة مفصصة ارتفاعها 1.50 متر ويبلغ ارتفاع المئذنة 17.50، وتشبه مئذنة الجيوشي مع اختلاف بسيط هو أنها تخلو من الطبق المربع الثاني. تعد مئذنة مشهد سيدي معاذ المئذنة الفاطمية الوحيدة المتبقية من القرن الثاني عشر الميلادي، وتمثل آخر مرحلة من مراحل تطور المآذن الفاطمية. والامام معاذ هو الشريف معاذ بن داود بن محمد بن عُمَر بن داود ابن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ابن الامام علي بن أبي طالب. جاء الى مصر مع والده الشريف داود الذي وفد الى مصر برفقة السيدة نفيسة ابنة الإمام حسن الأنور. قضى سيدي معاذ طفولته وشبابه خلال العصر الطولوني وتوفي سنة 295 ه (907م) ودفن في قرافة السيدة نفيسة أو في القرافة الصغرى، وقام أبو الغضنفر أسد الفائزي الوزير الفاطمي بنقل رفاقه وإعادة دفنه في ضريحه الحالي بالدراسة. وقد اهتم وزارء وخلفاء الدولة الفاطمية ببناء المشاهد والأضرحة لأهل البيت وخاصة أحفاد الامامين الحسن والحسين.