أشارت مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية "جارتنر"، إلى أن معدلات النمو الكبيرة للبيانات المستمدة من أجهزة الاستشعار المقرونة بالخوارزميات المتطورة والذكاء الاصطناعي قد باتت تعمل على تمكين الآلات الذكية من اتخاذ قرارات تجارية كبيرة وهامة بشكل متزايد ما يؤدي إلى تراجع مستوى السيطرة والتحكم البشري. وقال ستيفن برينتس، نائب الرئيس وزميل مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: "ستصبح الآلات الذكية، في ظل تنامي قدراتها، من البدائل المثالية للقوى العاملة البشرية، والقابلة للتطبيق في ظل ظروف معينة، الأمر الذي ستنعكس تداعياته على قطاع الأعمال، وبالتالي على مدراء تقنية المعلومات. وقد أظهرت دراسة مؤسسة جارتنر الخاصة برواد الأعمال والمدراء التنفيذيين للعام 2015، انقساماً متساوياً في الآراء حول هذه المسألة، كما أنها أشارت إلى أن رواد الأعمال قد بدؤوا يتنبهون للتقدم الذي أحرزه هذا القطاع، وأضحوا على معرفة تامة بأن التهديدات التي تطال العمل المعرفي هي حقيقية واقعية". وأوضح برينتس أنه مع تنامي قدرات الآلات الذكية وتوفرها بأسعار معقولة، ستتمكن من الانتشار على نطاق أوسع وعلى عدة مستويات في الكثير من الصناعات، لتحل بذلك محل بعض القوى العاملة البشرية. كما تشير توقعات مؤسسة جارتنر خلال السنوات الخمس القادمة إلى أنه سيتم الاعتماد بشكل حتمي على الآلات الذكية من أجل اتخاذ المزيد من القرارات الهامة في قطاع الأعمال، ما يرفع مستويات القلق من إمكانية "عدم إيقافها"، أو خروجها عن نطاق السيطرة. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر النمو الهائل في استخدام أجهزة الاستشعار، سواءً المادية منها أو الافتراضية، للآلات الذكية المزيد من "الإدراك" والتفاعل مع العالم المادي، ما يمكنها العمل بشكل مستقل لدعم أهداف العمل، وحصر مهام مدراء تقنية المعلومات بالتركيز على المخاطر والفرص المتاحة. ويُشار إلى أنه في الأيام الأولى لانطلاق عالم الحوسبة، قام المشغلون البشر ب "تغذية" النظام بالبيانات ذات الصلة، وبالتالي السيطرة على نحو فعال بمعرفة وإدراك الآلات للعالم المادي المحيط بها. ومع توفر أجهزة الكمبيوتر منخفضة الكلفة بشكل كبير، وارتفاع معدل الربط الشبكي، وشبكات أجهزة الاستشعار، وتقنية إنترنت الأشياء، تقوم عمليات الحوسبة حالياً بجمع البيانات التي تدور حول العالم المادي دون أي تدخل مباشر من قبل البشر (على خلاف ما كان عليه الأمر عند مرحلة إطلاق الأنظمة وأجهزة الاستشعار). كما أن أعداد أجهزة الاستشعار، التي يقوم كل منها بجمع البيانات بطريقة آلية، تنمو بوتيرة متسارعة، حيث تشير توقعات مؤسسة جارتنر إلى أنه سيتم ربط أكثر من 25 مليار جهاز بأجهزة الاستشعار بحلول العام 2020، ما سيخلق ارتفاعاً هائلاً في آلية جمع هذه البيانات الخلفية.