بعد الأزمة التى أثيرت مؤخرا بين الروائى الجزائرى الكبير واسينى الأعرج ، و الروائى الجزائرى بوعلام صنصال بشأن التشابه فى عنوان و فكرة منجزهما الروائى الأخير ، حيث اتهم الأعرج صنصال باقتباس روايته الأحدث التى ستصدر قريبا عن دار الآداب بعنوان «2084: العربي الأخير» ، و تحويرها بعنوان مشابه إلى «2084: نهاية العالم» التي أعلنت دار غاليمار عن صدورها في الموسم الفرنسي الأدبي المقبل . و رد الروائى الجزائرى واسينى الأعرج على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ، على الحوار الذي أجرته الحياة مع الروائي بو علام صنصال بشأن التشابه في الفكرة والعنوان الواردين في منجزيهما الروائي الأخير قائلا : مرة أخرى أكبر في صديقي الروائي الكبير موقفه ورده ودفاعه وهو حق من حقوقه كما كان من حقي إثارة تساؤلي حول تطابقات استغربتها حتى ولو كانت وليدة الصدفة؟ أشكره أنه لم يسقط ضحية لحرب شعواء أحيانا لا ترتكز على الحقيقة الموضوعية أو حتى على سبب الإشكال. تمنيت أن يكون نقاشا موضوعيا حول مسألة مدمرة للثقافة العربية. أردت أن اقول في هذه الكلمة الموجزة أني ولا مرة اتهمت صنصال بالسرقة الأدبية لأن امرا مثل هذا يقتضي قراءة نصين لم ينشرا حتى الآن ولن ينشرا إلا مع بداية الموسم الأدبي. و يتابع : لكني سجلت دهشتي من تشابه فجأني فقط ولم أكن أنتظره. الآن المسألة بين أيدي القراء الذين عليهم الصبر حتى شهري سبتمبر ونوفمبر. و شكر الأعرج صنصال على رده ، مشيرا أن كلاهما يختلف فى المواقف الثقافية بخصوص ما يتعلق بالعرب والقضية الفلسطينية تحديدا، لكن هذا حقه ويتحمل مسئوليته التاريخية كما تحملت مسؤوليتي يوم زرت فلسطين ، مؤكدا قوله أن كلاهما ليسا فى حاجة إلى شهرة لخلق حرب وهمية، لهذا شكره لأنه أخرص الذين حملوا السيوف وركضوا نحو الأشخاص بدل الإشكال وتحليله. و الجدير بالذكر أن الروائى صنصال قال فى حواره مع صحيفة "الحياة" أن هذا الاتهام عبثى ، و لا يصح لروائى يقدره كواسينى أن يطلق تلك الاتهامات جزافا قبل أن يطلع على الرواية ، قائلا : إذا كان يحقّ لأحدٍ أن يتهمني بالسرقة الأدبية في ما يخصّ روايتي الجديدة فهو الكاتب الراحل جورج أورويل ، هو يعرف جيداً رائعته ولن يخفى عليه التطابق أو التشابه في نقاط كثيرة بين روايته وروايتي، ومنها العنوان: «2084» بدلاً من «1984»، و«العين الكبيرة» مكان «الأخ الكبير» . و أضاف البطل في روايتي «آتي» يقترب في ملامحه من بطل أورويل «ويلسون»، أما الفكرة العامة فهي أيضاً واحدة، محورها بطل يتمرّد على نظام شمولي يفرضه الديكتاتور (الأخ الكبير/ العين الكبيرة)، وكلاهما يذهب في بحثٍ عن الحقيقة والحرية. كما أشار أن في رواية «1984»، الإيديولوجيا السائدة هي الاشتراكية بينما في روايتي «2084» ترتبط الإيديولوجيا بدين يُعرف ب «القبول»، والتسمية هنا آتية من معنى الموافقة والرضوخ، مؤكدا أن روايته لا علاقة لها بالعرب ولا بالإسلام ولا حتى بكوكب الأرض ، و أنه اختار عنوانا فرعيا لروايته هو «الأسلمة والتعطش الى السلطة في العالم العربي». أما عن فرضية أن يكون واسيني الأعرج هو من سرقه ، فأجاب صنصال بالنفى ، قائلا : كيف يُمكن لأحدأن يسرق كتاباً لم يُنشر بعد؟ يستحيل أن تتوارد مثل هذه الفكرة إلى ذهني لمجرّد أنّ ثمة تطابقاً بين عنواني الروايتين، ولا أظنّ أنّ الهدف من وراء هذا السجال الذي فتحه واسيني الأعرج هو إحداث ضجة إعلامية لأنّ كلينا لا تنقصة شهرة».