بحثت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي اليوم سياسات إدارة الرئيس باراك أوباما، في محاربة تنظيم داعش داخل سوريا والعراق ومدى فعالية برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية. جاء ذلك خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي أعرب فيها النائب الديمقراطي عن ولاية فلوريدا تيد داتش عن إحباطه جراء ما وصفه عدم الاهتمام بالجبهة السورية في هذا الصراع قائلاً إننا لن نتمكن من إضعاف ومن ثم تدمير داعش في نهاية المطاف، ما لم نتعامل في الوقت ذاته مع مشكلة نظام الأسد، والذي أفسح المجال لنهوض داعش بالدرجة الأولى. حالة الإحباط التي أعرب عنها داتش كانت انعكاسا لحالة من التشكيك، بدأت تسود في الأوساط السياسية والبحثية الأمريكية خاصة بعد تمكن داعش من السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار العراقية ومدينة تدمر التاريخية والنفطية في سوريا، وهو ما عبر عنه آنتوني كوردسمان رئيس مجلس آرلي أي بيرك للاستراتيجيات، التابع لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية مستقل في شهادته أمام مجلس الشؤون الخارجية أمس الأربعاء قائلاً علينا أن ننظر أبعد من داعش والنصرة ونركز على التوتر الأوسع في كل من سوريا والعراق. وانتقد كوردسمان برنامج التدريب والتسليح الذي تنفذه الولاياتالمتحدة في تركيا والأردن والعراق وقطر قائلاً بالنسبة لقضية سوريا، فالمسألة أكثر صعوبة بكثير، بطريقة أو بأخرى هنالك جبهة النصرة، والدولة الإسلامية، والأسد وربما بعض المجاميع الإسلامية الصغيرة جداً والتي هي أكثر اعتدالاً، ولذا فإنه لم يتضح لي كيف يمكن أن يكون لتدريب 5000 متطوعٍ في السنة أي تأثير على هذا الوضع سواء أكان مدنياً أو عسكرياً. أما ماثيو سبنس وهو مستشار سابق لسياسات الشرق الأوسط في وزارة الدفاع فقد تحدث عن برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية قائلاً أحد أغراض البرنامج هو خلق ظروف لتسوية سياسية، القضية التي نواجهها الآن، كما أعتقد، هو أننا وقبل أن نبدأ بعمل عسكري ضدَّ الأسد بشكل فعلي، علينا أن نكون مدركين بشدة لما سيحدث في اليوم الثاني أي بعد سقوط الأسد والسنين التي ستتبعها، وحالياً أعتقد أننا بحاجة إلى عمل المزيد لتقوية المعارضة لفعل هذا قبل أن نبدأ جهداً متناسقاً بمطاردة الأسد. وعلى الصعيد نفسه رفضت الخارجية الأمريكية اليوم تأكيد تقارير عن عن وصول 7000 مسلح إيراني وعراقي إلى العاصمة السورية دمشق للدفاع عنها. وأضافت مستشارة وزير الخارجية الأمريكية ماري هارف خلال الموجز الصحفي الذي عقدته من واشنطن نحن نعلم أن نظام الأسد يتلقى دعماً من إيران، وقد مكنه من مواصلة فعل ما يفعله، وقد انتقدنا هذا علانية مراراً وتكراراً، لقد فرضنا عقوبات على الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية بسبب هذا السلوك، لكنني لا استطيع تأكيد هذه التقارير. من جهته وصف المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي جوش إيرنست اليوم الوضع في سوريا بأنه صورة معتمة، وذلك في رد على سؤال صحفي يتعلق بدعم قوات النظام السوري لداعش موضحاً بقوله لقد شاهدنا بعض التقارير الإخبارية تتحدث عن احتمال قيام القوات الحكومية في بعض الأماكن بتحركات من مصلحة قوات داعش. وعقب في موجزه الصحفي من واشنطن قائلاً كذلك شاهدنا تقاريراً بأنه في أماكن أخرى من سوريا قامت حكومة الأسد بتنفيذ ضربات ضد قوات داعش، مؤكداً على أن تضارب هذه التقارير إنما يشير إلى الصورة الأكبر للوضع داخل سوريا، كما تعلمون المتطرفون تمكنوا من تحقيق نجاحات داخل البلاد، ولهذا فإنَّ الولاياتالمتحدة مستمرة في سياستها بضرورة أن يتنحى الرئيس الأسد وأن يسمح بتحول سياسي في البلاد.