عينت السلطات الأوكرانية يوم السبت 31 مايو، رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي، محافظا لمنطقة أوديسا في جنوبأوكرانيا، في خطوة أثارات انتقادات من جانب روسيا. وأعلن الرئيس الأوكراني بترو بورشينكو عن توقيعه مرسوما يمنح ساكاشفيلي الجنسية الأوكرانية، بهدف الدفاع عن سيادة اوكرانيا، لاسيما أن عددًا كبيرًا من المشاكل لا تزال موجودة في منطقة أوديسا وتحتاج للحل. من جهته، وعد ساكاشفيلي بالعمل من أجل إحداث تغيير حقيقي يحتاج إليه الجميع. وعلقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على الخطوة بالقول إن الرئيس الأوكراني لجأ إلى رئيس جورجيا السابق - عدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة - لمساعدته في حكم منطقة استراتيجية يطمع الانفصاليون الموالون لموسكو في السيطرة عليها. الرئيس الجورجي السابق ميخائيل سآكاشفيلي رد فعل روسي وفي أول رد فعل من جانب موسكو على منح ساكاشفيلي الجنسية الأوكرانية وتعيينه محافظاً لمنطقة أوديسا، أدان "مجلس الاتحاد الروسي" الخطوة، ووصفها بأنها "خطوة جديدة من جانب السلطات في كييف نحو انهيار أوكرانيا". وفي تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية أعاد أندريه كليشاس، رئيس اللجنة الدستورية في المجلس، إلى الأذهان أن سآكاشفيلي يعد سياسيا مستقيلا ويتم التحقيق في مخالفاته في جورجيا نفسها، وذلك بعد أن "طرق باب قيادة الجيوش.. لكنه اضطر إلى الفرار". وأعرب كليشاس عن اعتقاده بأن تعيين سآكاشفيلي في هذا المنصب "خطوة جديدة من قبل السلطات في كييف نحو انهيار أوكرانيا". ورأى دميتري ميدفيديف، رئيس وزراء روسيا، أنه من الضروري أن يواسي أوكرانيا بمناسبة تعيين سآكاشفيلي رئيسا لمقاطعة أوديسا. وقال ميدفيديف عبر موقع "تويتر" إن تعيين سآكاشفيلي رئيسا لأحد أهم الأقاليم الأوكرانية "يكشف عن مدى التعاسة التي تواجه أوكرانيا". أما إيغور بلوتنيتسكي، رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية" (المعلنة من جانب واحد شرقي أوكرانيا) فاعتبر تعيين سآكاشفيلي "صفعة للشعب الأوكراني" من قبل الرئيس بوروشينكو، قائلاً إن هذا الأخير "لا يرى على ما يبدو أن هناك مرشحين جيدين من بين الأوكرانيين لرئاسة منطقة أوديسا". من جانبه انتقد أوليغ لاشكو، رئيس الحزب الراديكالي الأوكراني، تعيين الرئيس الجورجي السابق في هذا المنصب الإداري المهم. وكتب لاشكو على صفحته في موقع فيسبوك، أن إقدام بوروشينكو على تعيين أجانب في مناصب رفيعة داخل البلاد "يهين الأمة الأوكرانية، لأنه بذلك يقر أن الأوكرانيين أنفسهم غير قادرين على بسط النظام في دولتهم"، ويضيف بسخرية: "وماذا لو بحثنا عن رئيس للدولة في الخارج؟". رئيس الحزب الراديكالي الأوكراني أوليغ لاشكو توتر في المنطقة ويزداد التوتر في المنطقة جراء القتال الدائر بين القوات الحكومية والانفصاليين، فخلال شهر مايو، لقي 48 شخصا حتفهم في أعمال عنف بين مؤيدي الجانبين، غالبيتهم من الموالين لروسيا الذين لجأوا إلى مبنى نشبت فيه النار بعد أن ألقى خصومهم قنابل حارقة عليه. وكان بوتين أعلن قبل عام - في خطاب له - أن أوديسا تشكل جزءا من مشروع "نوفوروسيا"؛ أي روسيا الجديدة التي يرغب بإعادة بنائها. وتحت حكم ساكاشفيلي، خاضت جورجيا حربا قصيرة مع روسيا عام 2008 بشأن إقليمي "أوسيتيا الجنوبية" و"أبخازيا"، اللذين أعلنا انفصالهما عن جورجيا بدعم من موسكو. وكان ساكاشفيلي غادر جورجيا بعد تولي غورغي مارغفيلاشفيلي رئاسة جورجيا أواخر عام 2013، بعد توجيه اتهامات رسمية له ب"الفساد"، وإعلانه "مطلوب قضائيا" لإهداره نحو 5 ملايين دولار من المال العام، لكن أوكرانيا رفضت الشهر الماضي طلب جورجيا بتسليمه. وسكان أوديسا من الناطقين بالروسية، وقاوموا النزاعات الانفصالية التي أدت إلى إنشاء منطقتين انفصاليتين في دونيتسك ولوجانسك شرق أوكرانيا، إلا أن منطقة أوديسا شهدت انفجارات عدة غامضة استهدفت منظمات موالية لأوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية. وتعتبر أوديسا منطقة استراتيجية في أوكرانيا، إذ أنها تقع على ضفاف البحر الأسود، وتطل عليها شبه جزيرة القرم التي انضمت إلى الاتحاد الروسي مؤخرا، كما أنها قريبة من منطقة ترانسنيستريا في مولدافيا؛ وهي دولة انفصالية موالية لروسيا. أندريه كليشاس، رئيس اللجنة الدستورية في مجلس الاتحاد الروسي من هو ساكاشفيلي؟ ميخائيل نيكوليزيس دزي ساكاشفيلي سياسي جورجي، هو الرئيس الثالث لدولة جورجيا بعد انتخابات يناير 2004، وأعيد انتخابه مرة أخرى سنة 2008. ويعتبر قائد حلف شمال الأطلسى "الناتو"، ولد في العاصمة الجورجية تبليسي لأب طبيب وأم تعمل أستاذة جامعية لمادة التاريخ إبان الحقبة السوفيتية التي كانت تحكم جورجيا. تلقى ساكاشفيلي تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه ثم ذهب للدراسة في أوكرانيا وفرنسا قبل أن يلتحق بكلية للحقوق في أمريكا الأمر الذي مكنه من إجادة عدة لغات. انتخب رئيسا لجورجيا خلفاً للرئيسة بالنيابة نينو بورغانادزه ثم استقال بعام 2007 ليتقدم للانتخابات الرئاسية وينتخب ثانية بعام 2008. وهو يعد أول أجنبي ينصب محافظاً في أوكرانيا، مما ينذر بموجة جديدة من المواجهات بين روسياوأوكرانيا المدعومة غربياً بحسب محللين.