قال أستاذ التاريخ بجامعة ستانفورد الأمريكية، جوئل بينين، إن الحركات العمالية في تونس ومصر لعبت دورا كبيرا في تأطير الاحتجاجات الشعبية على امتداد عقود وصولا إلى الانتفاضات الشعبية سنة 2011. وأطاحت ثورة يناير/كانون الثاني عام 2011 بالنظامين المصري والتونسي عقب اندلاع احتجاجات شعبية عارمة في البلدين طالبت بالتغيير والحرية. وأوضح بينين، أثناء إلقائه محاضرة، اليوم الأربعاء، بمركز الإسلام والديمقراطية (جمعية مستقلة) في تونس العاصمة، أن "الحركات النقابية في مصر وتونس على مر التاريخ كان لها أثر بارز سواء في الوقوف الى جانب تحركات العمال وتأطيرها أو تحقيق مكاسب اجتماعية من خلال قيادة إضرابات عمالية". وأضاف جوئل بينين أن "حضور نقابات البلدين في المشهد السياسي خلال الانتفاضات الشعبية كان مختلفا إذ لم يتمكن اتحاد نقابات العمال في مصر من التأثير في المشهد السياسي واقتصر حضوره على النزول للمشاركة مع الشعب في ميدان التحرير نظرا لارتباطه بالدولة". وتابع: "في تونس كان الأمر مختلفا فالإتحاد العام التونسي للشغل كان أكثر استقلالية ما ساعده على تأطير المظاهرات الشعبية المطالبة بالإطاحة بالنظام وفتح مقراته للمعارضين والنشطاء عندما كانوا مطاردين من قبل أجهزة الشرطة علاوة على الدور الكبير الذي لعبته النقابات بعد الانتفاضة وخاصة في الحوار الوطني". وقاد الإتحاد العام التونسي للشغل أكبر منظمة نقابية في تونس عام 2013 مبادرة الحوار الوطني بهدف الوصول إلى توافق وطني عقب اندلاع أزمة حادة بين الترويكا الحاكمة (حركة النهضة ،حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ،التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات) والمعارضة، إثر اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في 6 شباط/ فبراير عام 2013 والنائب بالمجلس التأسيسي محمد البراهمي يوم 25 يوليو/تموز 2013. من جهة أخرى، أشار بينين إلى أن التحركات الاجتماعية والإضرابات قد تضاعفت عقب الانتفاضات في البلدين إذ سجلت مصر 2239 اضرابا سنة 2013 لكن هذا الرقم تقلص بشكل مفاجئ ليصل سنة 2014 الى 240 فقط ما يثير الريبة وفق قوله، في إشارة الى تغيير نظام الحكم في البلد. أما تونس فقد عرفت حسب قوله آلاف الإضرابات العمالية بعد انتفاضة 2011 و ذلك نتيجة "تغول النظام الليبرالي". ويعتبر المؤرخ اليهودي جوئل بينين من أشد المنتقدين لإسرائيل ويتهمها بأنها "دولة استعمارية" وهو أستاذ لتاريخ الشرق الأوسط بجامعة ستانفورد الأمريكية، ألف لعديد من الكتب من بينها "معاداة الصهيونية، معاداة السامية الطائفة اليهودية فى مصر" و"الهوية اليهودية المصرية"، و"العلم الأحمر بين مصر وإسرائيل".