نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، رسالة قالت إنها لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، دافيد بن غوريون، عام 1948، أوعز فيها بمنع المواطنين الفلسطينيين العرب من العودة إلى منازلهم التي هُجروا منها، في مدينة حيفا، شمالي البلاد، خلال الحرب التي اندلعت في ذلك العام. ونشرت الصحيفة صورة لرسالة مؤرخة بتاريخ 2 يونيو/ حزيران 1948، وجهها بن غوريون، أول رئيس وزراء في إسرائيل (1948-1954)، إلى سكرتير مجلس عمال حيفا، أبا حوشي، الذي تولى لاحقاً رئاسة بلدية المدينة، طلب منه فيها عدم السماح للعرب بالعودة إلى منازلهم. وكتب بن غوريون في نص الرسالة: "نمى إلى مسامعي أن السيد ماريوت (القنصل البريطاني في حيفا، سيريل ماريوت) يعمل على إعادة العرب إلى حيفا، أنا أعرف ما يعنيه عمل السيد ماريوت، ولكن حتى نهاية الحرب لسنا معنيين بعودة العدو، وعلى كل المؤسسات العمل وفقاً لذلك". ويتناقض نص هذه التعليمات مع الرواية الإسرائيلية التي تقول بأن المواطنين الفلسطينيين العرب هجروا منازلهم طواعية خلال حرب 1948، وأن إسرائيل لم تمنعهم من العودة إليها. وجاءت رسالة بن غوريون بعد أسابيع قليلة من حرب 1948 التي استولت خلالها إسرائيل على الجزء الأكبر من أرض فلسطين التاريخية، وأعلنتها على أنها دولة إسرائيل. وقد خضعت فلسطين للانتداب البريطاني في الفترة ما بين 1917 وحتى 1948. ويقول موقع " فلسطين في الذاكرة "، غير الحكومي، إن "المنظمات الصهيونية احتلت حيفا في 21 أبريل/نيسان 1948 نتيجة اعتداء مباشر من قبل القوات الصهيونية، وتم تطهير المدينة عرقياً بالكامل". ويقول المؤرخ الفلسطيني، عارف العارف، في كتابه "النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود" إنه كان في حيفا في العام 1945 حوالي 138 ألف نسمة نصفهم من اليهود والنصف الآخر من العرب. ومدينة حيفا هي ذات أغلبية يهودية الآن، إذ يبلغ عدد سكانها، وفقاً لمركز الإحصاء الإسرائيلي، 270 ألف نسمة من بينهم 35 ألفاً من المواطنين الفلسطينيين العرب. هذا ومن المقرر بيع الرسالة الأصلية في المزاد العلني في إسرائيل، الأسبوع القادم.