قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الأربعاء، إن دعوة الرئيس المصري لزيارة برلين في مطلع شهر حزيران/ يونيو القادم لا تزال قائمة. وتتمسك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بلقائها المخطط مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في برلين، رغم إلغاء رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت لقاءه المزمع مع السيسي خلال زيارته لألمانيا. وتابع أن مصر تعد "طرفا فاعلا على نحو مهم للغاية في المنطقة العربية" ويمكنها الإسهام في تحقيق الاستقرار بالنسبة للنزاع في الشرق الأوسط مثلا، وأكد أن الحكومة الألمانية تعتزم مواصلة المحادثات معها. يذكر أن لامرت أعلن أمس الثلاثاء أنه ألغى لقاءه مع السيسي بسبب أوضاع حقوق الإنسان في مصر. ومن المقرر أن يزور السيسي برلين في الثالث والرابع من حزيران/يونيو المقبل. وقال المكتب الصحفي التابع للبرلمان الألماني أمس إن لامرت، المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، بعث بخطاب إلى السفير المصري في برلين بهذا الخصوص، وعزا فيه هذه الخطوة إلى "انتهاكات حقوق الإنسان في مصر". وكتب لامرت في خطابه للسفير المصري: "بدلا من تحديد موعد للانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها، نشهد منذ أشهر اضطهادا منظما للجماعات المعارضة واعتقالات جماعية وأحكاما تصل إلى السجن المؤبد وعددا لا يصدق من أحكام الإعدام". وتابع لامرت أنه نظرا لهذا الموقف "الذي لن يسهم لا في إحلال السلم الداخلي في البلاد ولا في تطور ديمقراطي " فإنه لا يرى أساسا لعقد محادثات مع الرئيس المصري. وقال لامرت اليوم لقناة "دويتشه فيله" الألمانية إنه لايوجد هناك تطور ديمقراطي واضح في مصر، وأشار إلى أن هذه الظروف تنزع أي أساس لإجراء محادثات مع السيسي في الوقت الحالي. وتابع أنه كان يأمل قبل الزيارة في ظهور إشارة للاستعداد لمواصلة التطور الديمقراطي، ولكن في واقع الأمر تتصاعد الملاحقة لجماعات المعارضة منذ شهور، كما تم إدانة كل القيادة المنتخبة في عام 2012 تقريبا بأحكام شديدة القسوة. وبالنظر إلى ميركل، قال لامرت إن الموقف الذي يتخذه برلمان يمكن أن يختلف عن الموقف الذي تتخذه حكومة، وأشار إلى أنه من الصائب بلا شك أن تبقى الحكومات على اتصال مع بعضها البعض في أي حالة. ولكن انطلاقا من هذا المنطق قال لامرت أيضا: "يمكن أن تتعاون البرلمانات مع بعضها فقط، وليس هناك برلمان في مصر". ولهذا السبب أشار إلى أنه لا يعرف ما "يمكن الحديث عنه"، بصفته رئيس لبرلمان منتخب،مع رئيس دولة لا يتم إدارتها بشكل ديمقراطي للآسف. ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شايفر، إن هناك الكثير من اختلافات الرأي في الحوار بين الحكومة الألمانية والحكومة المصرية. وأوضح أن الحكومة الألمانية تعطي أهمية "لضرورة أن يكون كل ما يحدث في مصر في اتجاه العودة لديمقراطية حقيقية"، وأشار إلى أن ذلك ينطبق أيضا على الانتخابات البرلمانية.