رواية وحيدة، إلا أنها أثمرت لصاحبها 4 جوائز إحداها عالمية، خلال نحو شهرين، في حين تركز نشاط صاحبها في الجانب الأكاديمي. الأديب والروائي التونسي، شكري المبخوت، وروايته الوحيدة "الطلياني"، حصل لأجلها أخيرا على الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة بتونس. الرواية الصادرة عن "دار التنوير" (دار نشر لبنانية وتونسية ومصرية) في 344 صفحة و12 فصلاً، حصلت في وقت سابق على الجائزة العالمية للرواية العربية بوكر 2015، وعلى "الكومار الذهبي" للرواية التونسية، وعلى جائزة الإبداع الأدبي في معرض الكتاب في تونس (من 27 مارس/أذار إلى 5 أبريل/نيسان). مريد البرغوثي، رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية بوكر، قال عند إعلان فوز الرواية، "بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى، مدهشة كبداية روايته ذاتها". المبخوت ولد عام 1962 في حي باب سويقة بالعاصمة تونس، أحد أعرق أحياء مدينة تونس العتيقة، وهو أب لبنتين. علاقة المبخوت بالأدب ليست محصورة في روايته الوحيدة "الطلياني"، لكنها بدأت في الثمانينات برحاب دار المعلمين العليا بسوسة (شرق) طالبا في كلية نخبة طلبة الآداب واللغات في تونس. كان شكري المبخوت، طالبا من طلبة أقصى اليسار التونسي، في جامعة كانت لها قوانينها الخاصة أواخر عهد الحبيب بورقيبة وبدايات عهد زين العابدين بن علي. واقع العمل الطلابي حينها، جعل من كل الفصائل السياسية والفكرية، تتصارع سلميا في أغلب الأحيان من أجل إقناع جماهير الطلبة برؤاها وأطروحاتها، عدا طلبة الحزب الحاكم آنذاك (الحزب الاشتراكي الدستوري ثم التجمع الدستوري الديمقراطي مع بن علي)، حيث قابل طلبة تونس منع الحزب الحاكم الديمقراطية داخل البلاد، بمنع طلبته من النشاط داخل الجامعة. أكمل شكري دراسته في الجامعة وحصل على الدكتوراة وأصبح مدرسا اللآداب العربية ثم عميدا لأكبر كليات الآداب وأعرقها في تونس، وهي كلية الآداب بجامعة منوبة، مدة 6 سنوات ثم رئيسا للجامعة منذ يوليو 2011 وحتى اليوم. ولعل المبخوت، استلهم تفاصيل روايته من تلك الأحداث التي برزت في ذلك العهد الثري بالنشاط الطلابي والسياسي. وتدور أحداث الرواية حول حياة طالب يساريّ (عبد الناصر الطلياني) كان فاعلاً وشاهداً في الجامعة التونسية وخارجها أواخر عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (يوليو 1957 - نوفمبر 1987) وبداية عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (نوفمبر 1987 - يناير 2011). وتتناول الرواية أحلام جيل نازعته طموحات وانتكاسات وخيبات، في سياق صراع بين الإسلاميّين واليساريين ونظام سياسيّ ينهار. وفي تصريحات سابقة، أوضح المبخوت أن روايته "الطلياني" لن تكون الأخيرة وستتلوها أعمال روائية أخرى. والمبخوت يعتبر رئيس الجامعة الوحيد في تونس، الذي جعل لجامعته مجلة تجمع بين نشر المقالات الأكاديمية ومتابعة الأحداث الجامعية والطلابية، من خلال مجلة "أكاديميا" التي أسسها بعد توليه رئاسة الجامعة.