شعبان يوسف: المركز فكرة عبقرية..واستمرار لنجاحات مجاهد خالد عزب: نحتاج إلى 100 مركز مثل هذا الغيطاني: المكتبة لها قداسة خاصة في نفسي رئيس قصور الثقافة: وجود إصدارات دور النشر الخاصة بالمركز سيجتذب قراء أكثر جمال الغيطاني يوقع أعماله وسط كوكبة من المثقفين احتفالاً بميلاد وزير الثقافة: الغيطاني أحد أعمدة الأدب المصري على أنغام المزمار البلدى والآلات الشعبية افتتح د.عبد الواحد النبوى وزير الثقافة، والدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب المركز الدولى للكتاب بشارع 26 يوليو خلف دار القضاء العالي، بحضور نخبة من المثقفين والكتاب منهم الكاتب جمال الغيطانى، الناقد شعبان يوسف والناقد د. حسين حمودة والكاتب الصحفى أسامة عفيفى والفنان عمرو فهمى، ونبيل عبد الفتاح وفريدة الشوباشى، ومحمد بدوى. كما حضر الافتتاح عدد من قيادات وزارة الثقافة منهم حلمى النمنم رئيس دار الكتب، د.محمد عفيفى رئيس المجلس الأعلى للثقافة، د.أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة، والناشر عادل المصرى نائب رئيس اتحاد الناشرين، والناشر محمد رشاد، والناشر محمد هاشم، وعدد من الإعلاميين. يقام المركز الدولى للكتاب على مساحة 900 متر مربع مقسمة على ثلاثة أدوار، وقد تم تجهيزه على أعلى مستوى ويضم قاعة لحفلات التوقيع وقاعة للإطلاع، والقراءة المجانية ومقهى ثقافى، ويتم عرض لمنتجات صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وعرض لمنتجات الحرف البيئية والمشغولات اليدوية لصندوق التنمية الثقافية، ويضم أيضا قاعة إطلاع للأطفال والرسوم الفنية بالدور الأرضى، ويضم المركز الدولى للكتاب بالإضافة إلى إصدارات هيئة الكتاب عرض كتب قطاعات وزارة الثقافة مثل المجلس الأعلى للثقافة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، صندوق التنمية الثقافية، المركز القومى للترجمة، بالإضافة إلى إصدارات عدد من دور النشر منها دار الشروق، الدار المصرية اللبنانية، دار أطلس، دار ميريت، دار أخبار اليوم، دار العين، مجمع اللغة العربية، وغيرها. من جانبه وجه د.عبد الواحد النبوى الشكر للدكتور أحمد مجاهد وقال أن ما حدث بالمركز الدولى للكتاب هو مجهود جبار وأتوقع أن يأتى إليه عدد كبير من الرواد، وفى إطار الاحتفال تم تكريم الكاتب الكبير جمال الغيطانى وإعطائه درع هيئة الكتاب وإهدائه بورتريه بريشة الفنان عمرو فهمى بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده السبعين. قال د.أحمد مجاهد: نحتفل اليوم بالكاتب الكبير جمال الغيطانى الذي شرفت بالعمل معه منذ أن كنت رئيسا لهيئة قصور الثقافة، وكان رئيس تحرير سلسلة "الذخائر" وأصدرنا معا "ألف ليلة وليلة"، وأشرُف الآن بأنه عضو مجلس إدارة هيئة الكتاب، كما أنه رئيس تحرير سلسلة الجيش المصرى وهى فكرته فى الأساس. وقال د.عبد الواحد النبوى: أن الثقافة تحارب التطرف والإرهاب، ولي ذكريات مع هذه المكتبة حين كنت أفكر فى شراء أفضل الكتب بأفضل خصم، وأضاف النبوى: نحتاج لمثل هذه المكتبات فى جميع أنحاء مصر ، ودكتور أحمد مجاهد يعمل على إقامة منافذ بيع فى جميع المحافظات، وفى الخطة الاستراتيجية سيقام فرعين جديدين لهيئة الكتاب أحدهما بوسط الصعيد والثانى بوسط الدلتا وسيقام بكل منهما مطبعة، لطبع الكتاب في نفس اللحظة والقضاء على مشكلة التوزيع، كما نقوم بدراسة كبيرة للتسويق لكتب قطاعات وزارة الثقافة على مستوى المحافظات. كما أعلن الوزير عن تقديم خصم 50% على إصدارات وزارة الثقافة الموجودة فى المركز الدولى للكتاب، لمدة أسبوع بمناسبة يوم الكتاب العالمي، قائلاً: بجانب إقامة المركز الدولى للكتاب، فإن الوزارة تسعى لافتتاح 27 مكتبة فى 27 محافظة أخرى، وكذلك إنشاء 50 منفذ بيع لكتب الهيئة العامة لقصور الثقافة. ولفت الوزير إلى إعداد دراسة للتسويق، قائلاً: هناك 575 قصر ثقافة، الفعال منهم حوالي300، كل قصر منهم ستتاح به كتب وزارة الثقافة، مضيفاً أنه منذ أول يوليو سيتم إتاحة 100 منفذ تباعا. وأكد النبوي أن الروائى جمال الغيطانى هو أحد أعمدة الأدب المصرى التى تفتخر بها مصر، وهو رمز للحضارة وقوة مصر ونعيش معه عبق التاريخ، والغيطانى هو قيمة وقامة قدم لنا الروايات وقرأ لنا المقريزى وقدم لنا كل شئ بشكل مبسط. أضاف النبوي: أن الجميع تربى على أدب الغيطاني وتقاس عظمة الأمم بما أنجبته من عظماء قدموا للحضارة الإنسانية من العلم والأدب والفنون، ما جعلها ترقى وتكون على درجة عليا من التقدم. وأشار إلى أن يرامج الغيطاني التليفزيونية التي كان يأخذنا فيها إلى عبق التاريخ في الجمالية والحسين، مؤكداً أن جيل كبير من الأدباء الشبان سيسيرون على نفس دربه، ويتلمسون النور في الخطوات التي وضعها، قدم لنا روايات وقرأ لنا المقريزي بشكل سهل، وقدم النبوي التحية والشكر للغيطاني بعدد سنواته السبعين التي ستتضاعف لآلاف السنين. أما جمال الغيطانى فوصف هذا الحدث باللحظة الفارقة فى حياته وقال: أنه يرتبط تكريمى فى عيد ميلادى بافتتاح مكتبة مثل هذه، والمكتبة عبارة عن منارة، لها عندي قداسة، فكنت دائماً أشعر بنوع من الرهبة أثناء دخولي دار الكتب. قائلاً: سعيد لأني أنفقت 16 عاما في كتابة دفاتر التدوين، التي لم تقرأ بالشكل الكافي، واليوم تم طباعة 7 دفاتر في مجلدين اثنين فقط. وعن أعماله الكاملة التى قام بتوقيعها فى الحفل قال الغيطانى: أنفقت حتى الآن ستة عشر عام فى كتابة دفاتر التدوين، وأظن أنها لم تقرأ بشكل جيد مع أنها طبعت فى المانياوفرنسا، واليوم تم طباعتها فى هيئة الكتاب، واتمنى أن يكون عيد ميلاد الكاتب إعادة لتقييمه وما أضافه أو حتى ما أخطأ فيه. والأعمال الكاملة لجمال الغيطانى الصادرة عن هيئة الكتاب تشتمل على مجلدين للأعمال القصصية، وثلاثة مجلدات للأعمال الروائية هى دفاتر التدوين على مجلدين يضم المجلد الأول خلسات الكرى، دنى فتدلى، رشحات الحمراء، نوافذ النوافذ، والمجلد الثانى يضم أعمال نثار المحو، رن، من دفتر الإقامة، والمجلد الثالث كتاب التجليات الأسفار الثلاثة. كما تحدثت الكاتبة فريدة الشوباشى حول تجربه نشر كتاب "الزينى بركات" للكاتب جمال الغيطانى فى فرنسا، وكيف انتشر الكتاب بسرعة مذهلة على المستويين الرسمى والشعبى مشيرة أن الغيطانى يعد سفيرا للأدب المصرى فى العالم أجمع، من جانبه قال نبيل عبدالفتاح أن الغيطاني كان أحد اللذين وقفوا ضد تغيير الطبيعة المصرية، وأحد الذين غيروا في خريطة السرد المصري العربي، وارتقى مستواه الفني إلى المستوى العالمي، وخرج عن الأساليب المالوفة في اللغة، فلغته متميزة، كما أنه يعد "ذاكرة الجيل"، ليس فقط كذكريات بل هو روح المدينة. في حين قال الناقد د.حسين حمودة: أن إعادة إحياء هذا المركز من جديد، هو حدث ثقافي وجزء من إنجازات الهيئة، واختيار الغيطاني في الافتتاح امتداد لهذا الحدث، فأعماله الكاملة كنز حقيقي، قائلاً: عندي أمل في ألا تكتمل أعماله أبدا ويظل إبداعه متجددا دائماً. وقال الناقد والشاعر شعبان يوسف: نحتفل بكاتب عظيم يشغل مساحة أدبية ليس فقط في الأدب المصري بل الغربي عموما، وفي سن العشرين نشر الغيطاني في مجلة "القصة"، قصة قصيرة عقب عليها الناقد الكبير علي الراعي وذكر في التعقيب أن القصة متأثرة برواية "الطريق" لنجيب محفوظ، لكن الغيطاني لم يعجبه هذا التعقيب، فكتب مقالة طويلة عن القصة وجوهرها، مما جعل الراعي يقدم له كتبه وصاروا اصدقاء. وفي سن الرابعة والعشرين، قدم الغيطاني مجموعة أحدثت إنقلاباً، بعنوان "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" نستطيع من خلالها أن نقرا التاريخ الجميل والصحيح لمصر، وهكذا أيضاً رواية "الزيني بركات"، مشيراً إلى أن الغيطاني له أعمال كثيرة لم يسلط عليها الضوء بعد. وفي تصريحات خاصة ل"محيط"، قال الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ ناصف رئيس هيئة قصور الثقافة أن المركز خطوة مهمة ليس فقط لهيئة الكتاب، بل لكل قطاعات وزارة الثقافة، مضيفاً: سعيد لأني أقف أمام إصدارات هيئة قصور الثقافة، وعرض كتبنا في سياق محترم وجذاب، معتبراً افتتاح المركز نقلة نوعية في توزيع الكتاب. يواصل: عرض إصدارات دور نشر خاصة أمر جيد للقارئ، لأنه يجتذب نوعية مختلفة من القراء، ترى إصدارات مختلفة، قد يأتي القارئ لشراء عنوان محدد فتجتذبه عناوين أكثر، فيرى مثلاً كتاب مثل "على هامش السيرة" لطه حسين بعشرة جنيهات، ويقارن بين سعره في قصور الثقافة وخارجها فيبدأ البحث عن عناوين أكثر، وهذا ما نريده، مشيراً إلى أن افتتاح المركز الدولي للكتب، يساعد على خفض سعر الكتب، حيث يحمس دور النشر الخاصة على أن تخفض من سعر الكتاب، حين ترى أن بجانبها كتب عالمية وعربية بأسعار قليلة - يقصد كتب قطاعات وزارة الثقافة -، فيكون هناك نسبة وتناسب في الأسعار. من جانبه قال د.خالد عزب مدير المشروعات بمكتبة الإسكندرية ل"محيط"، أن مصر تحتاج إلى 100 مكان مثل هذا المركز في السنوات القادمة، لأن الجاذبية في عرض الكتاب تساعد على تسويقه، أيضاً وجود أنشطة ثقافية في المكان يجعله مكاناً حياً يتفاعل مع القارئ. وأشار عزب إلى وجود أزمة في منافذ توزيع الكتب في مصر، لأن عددها نسبة إلى عدد سكان مصر قليل جداً، قائلاً أن المنافذ القديمة في حاجة إلى تجديد وصيانة . وصف الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف، فكرة افتتاح هذا المركز بأنها "عبقرية"، قائلاً ل"محيط" أن جزء من تطوير أحمد مجاهد في هيئة الكتاب وجود منفذ بهذا الشكل والكفاءة ليطور من توزيع الكتاب، وتحرير المواطن العادي من المقرات الضيقة أو البعيدة، وتقربه من الكتاب، ليست فقط من إصدارات الهيئة بل من كتب دور النشر الخاصة، وهذا كان مطلباً من مطالب المثقفين أن تتعامل الوزارة مع مؤسسات المجتمع المدني، وهذا يتحقق بشكل كبير في المركز، ولفت إلى أنه حين يحدث بيع وأرباح، سياسهم ذلك في خفض أسعار الكتب.