عزا نازحون من أهل الأنبار أسباب نزوحهم من مناطقهم إلى مدينة بغداد والمدن الأخرى إلى الخوف من تنظيم (داعش) وأساليبه الترهيبية وغياب متطلبات العيش الكريمة في مناطقهم. وقال النازح لطيف الجميلي 45 عاما لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ):"نزحنا من مدينة الفلوجة وهربنا إلى بغداد بعد أن اختفت الحياة في مدينتنا منذ دخول تنظيم داعش وسيطرته عليها". وأضاف الجميلي أن "أعمالنا توقفت وأصبحنا لا نملك قوت يومنا لشراء الأكل والملبس لعوائلنا". وأكد في أن "عناصر التنظيم قتلوا الحياة وأعادونا إلى زمن ما قبل الإسلام فضلا عن حرماننا من أبسط مقومات الحياة وكذلك تنفيذ عقوبة الإعدام بمجرد الشبهة". وأشار إلى أن جميع سكان المدينة ممتعضون وغير راضين عن هذه التصرفات، لكن لا أحد يجرؤ على الاعتراض لأنه سيعرض نفسه إلى القتل،مضيفا أن "تلك التصرفات أجبرت معظم السكان وأنا منهم على الخروج من المدينة لإنهاء معاناتنا المعيشية والنفسية وإيجاد ملاذ آمن لنا". ويمارس تنظيم داعش عشية سيطرته على أغلب مدن ومناطق الأنبار عمليات قتل للسكان المدنيين بمجرد الشك ، فضلا عن عمليات الاعتقال للمواطنين العزل على قضايا تحت مبررات مخالفة الشرع أو التعاون مع الأجهزة الحكومية، الأمر الذي دفعهم لقتل آلاف الأشخاص واعتقال كثيرين آخرين. وقال الناشط الحقوقي صهيب نواف ل (د.ب.أ):"تنظيم داعش أعدم أكثر من ستة آلاف عراقي في الأنبار خلال سيطرته على مدنها منذ مطلع العام الماضي ، وهذا العدد مثبت لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة". وتحولت الحياة في المناطق التي سيطر عليها التنظيم في الأنبار ونينوى وصلاح الدين وأجزاء من ديالى إلى أراض جرداء انعدمت فيها أبسط مقومات الحياة ومنها حركة التجارة والنقل ، وأصبح الناس أسرى في منازلهم خوفا من الإرهاب الذي يمارسه عناصر التنظيم ضدهم، فضلا عن اغتصاب البيوت الفارهة وإسكان عائلاتهم فيها تحت حجج واهية.