قررت السلطات القضائية المغربية الاثنين، ترحيل 22 مهاجرا إفريقيا إلى بلدانهم، على خلفية غرق عنصر أمني مغربي (عبد العالي الملقط)، خلال تدخله لمنعهم من عبور مضيق جبل طارق، انطلاقا من سواحل مدينة طنجة، أقصى شمال غربي البلاد، يوم الجمعة الماضي، بحسب مصدر قضائي. وقال المصدر لوكالة "الأناضول" ، مفضلا عدم نشر اسمه، إن "قرار الترحيل، جاء تطبيقا لتعليمات النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية (محكمة من الدرجة الأولى) بمدينة طنجة، بعد إحالتهم عليها من طرف المصالح الأمنية المختصة، التي باشرت التحقيق معهم عقب اعتقالهم متلبسين بمحاولة مغادرة الشواطئ المغربية على متن قارب مطاطي". وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن هؤلاء المهاجرين، وضمنهم امرأتين، هم من دول كوت ديفوار، والكاميرون، وغينيا، مشيرا إلى أنه لم تتم توجيه أية تهمة إليهم بشأن مقتل العنصر الأمني الغريق، لعدم ثبوث الأدلة ضدهم. وقال رجل أمن مغربي، عاين الحادثة ورفض ذكر اسمه، للأناضول إن رجل الأمن الذي قضى فجر الجمعة الماضية، ترك سلاحه عند زميله، الذي كان يرافقه في حراسة شاطئ "بلايا بلانكا" (الشاطئ الأبيض)، وتعقب المجوعة التي كانت بصدد مغادرة الشاطئ عبر قارب مطاطي، وسط مياه البحر، حوالي الساعة الخامسة فجرا (4 تغ)، قبل أن يختفي عن الأنظار. وأضاف أن قوات الإنقاذ تمكنت من انتشال جثته بعد حوالي 6 ساعات من غرقه. من جهته، قال عبدالسلام النوينو، صاحب مقهى مجاور لشاطئ "بلايا بلانكا" في حديث للأناضول، إنها المرة الأولى التي يقع فيها حادث من مثل هذا النوع في هذا المنطقة (شاطئ بلاية بلانكا) المعروفة منذ سنوات، باعتبارها نقطة انطلاق للمهاجرين الأفارقة الذي يبحرون في اتجاه الأراضي الإسبانية. وأضاف النوينو أنه في صباح يوم الجمعة شاهد أعداد من رجال الأمن المغربي على ساحل "بلاية بلانكا" ينتشلون جثة عنصر الأمن الذي قضى خلال ملاحقته لمهاجرين غير شرعيين كانوا يحاولون الإبحار في اتجاه الأراضي الإسبانية.