بدأت أرض الفيروز مع إشراق شمس اليوم (25 أبريل) عاما جديدا في تاريخ استرداد أرضها وتحريرها من دنس الاحتلال الإسرائيلي، فقد مر 33 عاما على تحرير سيناء يوم استردت مصر تلك البقعة الغالية من أرضها بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها وما زالت الدماء تخضب رمالها حتى الآن، تحررت أرضها من الاحتلال الإسرائيلي ولكنها ما زلت تئن من الإرهاب. اليوم تحتفل مصر بالذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير سيناء بوابتها الشرقية، أرض الأنبياء المباركة وحائط الصد وخط الدفاع الأول عن أمنها القومي وتلك الذكرى هي رمز نضال شعب مصر الأبي، وأيقونة إيمانه وإصراره، ووحدة نسيجه الوطني، فأرضها لم تفرق بين دماء الشهداء المسلمين والمسيحيين، اختلطت دماء الذين جادوا بأرواحهم لتروي تراب الوطن، في معركة مقدسة ظلت نموذجا يدرس في العلوم العسكرية حتى الآن. كانت استعادة سيناء ومن بعدها طابا ملحمة وطنية رائعة تضافرت فيها جهود مخلصة بدافع وطني لكافة مؤسسات الدولة العسكرية والدبلوماسية والقانونية، فضربت بذلك مثالا رائعا وقدمت نموذجا يحتذى لما يجب أن يكون عليه التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة لتحقيق صالح الوطن، وأكدت صلابة الإرادة المصرية وقدرتها على صيانة تراب الوطن. وفي مرحلة البناء الراهنة، فمصر في أمس الحاجة إلى التعاون والتنسيق بين كافة المؤسسات لتحقيق التنمية الشاملة المنشودة، هذا ما أكدته كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي المعبرة التي ألقاها بمناسبة عيد تحرير سيناء لهذا العام، حيث عبرت عما يشعر به كل مصري أصيل يعتز بمصريته مختتما كلمته بتحية إعزاز وتقدير لشهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بحياتهم وجادوا بدمائهم في معركة الكرامة التي حررت أرض سيناء ولكل يد مصرية تسعى حاليا لحماية سيناء وتطهيرها مما تعاني منه من إرهاب غاشم يستهدف النيل من أمنها، ولرجال القوات المسلحة البواسل، ولكل من فاضت روحه وخضبت دماؤه أرض سيناء لترويها فتطرح أمنا وسلاما. سيناء أرض الأنبياء والديانات السماوية، هي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض، وهي قطعة غالية على مصر ضحى الكثير من الشباب بحياتهم من أجل عودتها لحضن الوطن، وهذه القطعة الغالية هي جزء لا يتجزأ من الكيان المصري ككل ولا يدرك قيمته ولا يضحي بحياته من أجلها سوى أبناء مصر البررة الشرفاء، ومنحها الله الكثير من المقومات والثروات الاستراتيجية لتكون منجم مصر، والجزء المهم في ملف التنمية.
