اتفقت مصر والسودان على تشكيل لجنة مشتركة لصياغة آلية التكامل بين البلدين وتحديد الأولويات ووضع برنامج استرايجي لحصاد المياه في منطقتي الدمازين والقاش بالسودان، ووضع حلول عاجلة لاستغلال مياه الأمطار وزيادة الموارد المائية بإنشاء سدود والعمل على حصاد الأمطار. جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الزراعة اليوم /الاثنين/ حول نتائج زيارة الدكتور صلاح الدين هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى إلى جمهورية السودان الشقيق، والتى بدأت أمس للاعداد لاجتماعات اللجنة العليا الرئاسية المشتركة بين مصر والسودان، وتعقد على مستوى الرؤساء، حيث يتم الاستفادة القصوى من حضور ممثلي الوزارتين للاتفاق على الأطر والنتائج التي تحقق مصلحة البلدين. وأشار البيان إلي أن الجانبين اتفقا على المضي بقوة للتعاون في البرنامج الاستراتيجي للتعاون الزراعي والمائي بين البلدين، فضلا عن تكوين آلية جديدة للتكامل بين البلدين في مجالات الانتاج الزراعي والحيواني والري عن طريق تكليف الفنيين من البلدين بوضع هذه الآلية وصياغتها مع تحديد أولويات التعاون في هذه المجالات، كما تم الاتفاق أيضا على إعداد برنامج استراتيجي لحصاد المياه في منطقتي الدمازين والقاش بين وزارة الري في البلدين، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الاوسط. ونقل البيان عن الدكتور إبراهيم محمود وزير الزراعة والغابات السوداني تأكيده علي عمق العلاقات بين البلدين، وأن البلدين أقامتا تكاملا زراعيا بينهما في السبعينيات أي قبل وقوع الأزمة العالمية للغذاء بثلاثة عقود. وقال الوزير السوداني "إن الرئيس السوداني عمر البشير وجه بضرورة تفعيل التكامل مع مصر الشقيقة من خلال مشروعات مشتركة تخدم مصلحة الشعبين، فضلا عن السعي بكل جهد لتطوير التعاون المشترك لتحقيق الأمن الغذائي للبلدين، معربا عن أمله في أن تحقق تلك الاجتماعات أهداف القيادة السياسية في البلدين، وأن تكون انطلاقا حقيقيا نحو التكامل الزراعي الشامل". وبدوره، أكد الدكتور صلاح هلال على أهمية توطيد سبل التعاون والعلاقات المشتركة مع دول حوض النيل وخاصة الشقيقة السودان، قائلا "إنه لا يكرم المرء في بيته، مشيرا إلي أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تقتضي بضرورة تفعيل التعاون والتكامل المشترك مع السودان لعمق الروابط التاريخية بين البلدين، وأن لديه اهتماما خاصا بسفر وزيري الزراعة والري المصريين إلى دولة السودان من أجل تذليل أية عقبات لدعم التعاون الزراعي. وأشار إلى ضرورة تحديد الأولويات، والتي يأتي في بدايتها الانتاج الحيواني، وكذلك تقليص العجز في المحاصيل الزيتية وخاصة عباد الشمس الذي يمكن زراعته في السودان، مشيرا إلى إمكانية الاعتماد بشكل رئيسي على الزراعة التكاملية للوصول إلي أعلى استفادة من التعاون، خاصة وأن الزراعة التكاملية سيكون لها ميزة نسبية عالية حيث إنشاء مصانع ليكون هناك قيمة مضافة على المحاصيل المنزرعة، وكذلك إقامة مصانع لتدوير المخلفات الزراعية لهذه المحاصيل واستخدامها في الأعلاف اللازمة لإقامة مزرعة انتاج حيواني ومن ثم إنشاء مجزر، مما سيعمل على تشجيع الاستثمار بين البلدين، مضيفا "أن تطبيق النماذج الناجحة هو عنوان العمل من جديد". ونبه الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري على ضرورة البحث عن حلول لاستغلال مياه الأمطار وزيادة الموارد المائية بإنشاء سدود والعمل على حصاد الأمطار لتوفير المياه بشكل دائم ومستمر، مشيرا إلي أن هذه هي الزيارة السادسة له للسودان خلال أقل من عام، معربا عن أمله في أن تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق لمزيد من التعاون بين البلدين.