صدر لي أخيراً كتاب "هاتف الخلافة" وهى شهادة جديدة علي أحداث الفنية العسكرية, بة الكثير من الحقائق التى تهم أى باحث منصف للتاريخ ولرجالة بعيداً عن أضواء الأعلام أو محاولة لإرضاء فصيل بذاته للحصول على مكاسب معنوية وتحقيق بطولة زائفة على حساب صريح القول كما حدث من بعض من تناولوا الحدث بالتحليل الزائف ونسوا بأن الرغوة فوق الصريح, نأمل أن يتناول حقائق الكتاب من يجيد ثبر الأغوار ليعيش الحالة النفسية والعمرية لمن قام بالمذبحة ولمن رفضها. إن مذبحة الفنية العسكرية تعد وبحق أول محاولة انقلاب وأول صدام مسلح مع من تبقى من رموز ثورة 1952م, لذا فهى تعد وبحق اللبنة الأولى لما يسمى الآن بالسلفية الجهادية بل كانت هذة المذبحة ورجالاتها بمثابة المرجع والنبراس لكل من قام بعمل مسلح بعد ذلك , فقتل السادات على يد بعض الشباب عام 81 بنفس فكر ومنهج الفنية العسكرية بل كانت حركات الجهاد عام 1977 وعام 1979 وعام 1981 امتدادا طبيعياً لحركة الفنية العسكرية ثم كان الجهاد المسلح فى تسعينات القرن الماضى ظل أصيل من ظلال الفنية العسكرية ومن تحت عباءة الفنية العسكرية خرج وجدى غنيم وغيرة وأيمن الظواهرى والذى أقنع أسامة بن لادن فيما بعد بتكوين القاعدة, نعم كان عبد الله عزام أمير أسامة بن لادن على علاقة وطيدة ببعض رجال الفنية العسكرية ولقد قابلة غير ذى مرة مؤلف كتاب هاتف الخلافة واستمع لة جيدا وربما تأثر تأًثراً ملحوظاً ببعض أفكارة فى ذلك التاريخ, وخلاصة القول أن تنظيم الفنية العسكرية ومن قبلة الأخوان المسلمين هما الأباب الفعليين لكل الحركات الجهادية داخل مصر وعلى المستوى العالمى , بل ولمن سيأتى فيما بعد, ذبح قيادات الفنية الجنود علي الطريقة "الداعشية" الآن ,حيث كان أميرهم (صالح سرية) يردد دائماً "رايتنا سود كراية أحمد" حيث كتبها بعد ذلك على جدران سجن القلعة حيث كان محتجزاً أثناء المحاكمات, انظر شهادة ذلك الرجل الفلسطينى الذى كان محبوساً فى نفس الزنزانة التى كان يقيم بها صالح إبان التحقيق والتى تحمل رقم 30 سجن القلعة حيث قرأ وشهد بما رأى. نعم كانت قناعتى أن المرحوم حسين الشافعى هو أمير هذا التنظيم لأننى لم أكن أعرف صالح سرية , وظن الظنون من ليس يدرى, لذا أنا الذى أقحمت اسم الشافعى فى القضية ثم عندما سئلت أصررت فى معرض قولى على أننى مرجح فقط لا غير , لكن السادات التقط الخيط وغزل منه شباكاً لتوريط الشافعى وعزلة لكننى وعندما تيقنت من براءة الرجل أصررت على أننى مرجح فقط لاغير ورفضت رفضاً قاطعاً توريط الرجل بلا دليل يقينى الثبوت والدلالة , نعم وكان الصدق منجاة. السادات عندما سمع باتهامى لحسين الشافعي قال "يعملها والله الشافعى ", هذا ما ذكر لى إبان الاتهام وبعد الأفراج عنى وكل لة حساباته التى يبنى عليها قناعاته , فلربما كان السادات فعلاً متوجساً من الشافعى لأسباب ترجع إلية وللتقارير التى ترد إلية كل يوم والتى تزكى هذة الشكوك, الست وأنا من عوام الناس كنت قد تشككت فى الشافعى فما بالك برئيس الجمهورية؟ ربما أكون باتهامى الشافعى قد مهدت الطريق للسادات لكى يعزلة ويأتى بحسنى مبارك نائباً عنه كما أكد لى بعض المسئولين فى ذلك الوقت, ولتبتلى بة البلاد والعباد أكثر من ثلاثين عام , جف فيها ضرع البلاد وهلك زرعها وصارت نهباً إما لمتسلقٍ أوجاهل, أو واقف بالأبواب هاتف الخلافة الذى ما انفك يطاردنى بسبب إعدامات الإخوان عام 54 و65 ومع ظلال الذلة والانكسار الذى عاشه جيلنا إبان نكسة 67 ولهفتنا على قيام دولة الخلافة فى مصر كل ذلك كان الوقود الذى ألهب حماسنا وأقد مضجعنا وأحمى مراجلنا وشد من عزمنا حتى أننا وعن يقيين قد بعنا أنفسنا لله واليوم الآخر حسب ما كنا نعتقد, فبايعت تنظيم الفنية فى الوقت الذى كنت على استعداد أن أبايع أية جماعة تحقق مبتغاى وحلمنا فى إقامة دولة الخلافة. كنت السبب فى مراحل التحقيق الأولى بأن يعتقد السادات أن حسين الشافعي ربما يكون هو أميرالتنظيم, الأمر الذى كان يتمناة السادات لتكون تكأة لعزل الشافعى وبالرغم من تيقنة فيما بعد بأن الشافعى برىء إلا أنة رآها فرصة لأمر كان يتمناة وهو عزل آخر رجالات 52 لينفرد بالسلطة إنفراداً مطلقاً . نعم انا لم أبلغ عن أعضاء التنظيم ولكنى أبلغت الرسالة ، ويتحمل وزر هذا الحادث السادات ورجالة وصالح سرية ومخططيه ولا أتحمل أنا الأمر حيث بلغ السادات أمر المذبحة قبلها بوقت كافٍ ( قبلها بساعتين) ولكنى اصطدمت بغرور السادات والذى كان سبباً فيما فى قتلة, واستعلائه وعدم فهمة الدقيق لمجريات الأمور وهو ما أدى إلى حدوث المذبحة والتى جاهدت ما استطعت لوقفها دون جدوى, حيث مثل موقفى صدمة أدت لأرباك أجهزة الأمن فى ذلك الوقت حيث أنقسموا مع أول معلومة بين مكذب ومتشكك وبين مرتقب لما ستسفر عن الساعات من أحداث وهذا ما أصابنى وقتها بنوع من الثورة والأستهزاء بهم والغضب الشديد عليهم لكنهم كانوا فى حالة من الذهول ربما خوفاً لعلى مستقبلهم الوظيفى وهو ما تحقق بالفعل فيما بعد من قيام السادات بتغيير منظومة الأمن كاملة بدءاً من ممدوح سالم وزير الداخلية وانتهاءاً بأقل رتبة فى الوزارة حيث شهدت هذه الفترة أكبر حركة إحالة للتقاعد فى وزارة الداخلية. نعم رفضت المذبحة لسببين جوهريين: السبب الأول: لا يوجد دليل من الكتاب والسنة يبيح ذبح الحارس بهذه الطريقة وعلى العكس فدليل النهى ثابت لكل حريص على معرفة الحقيقة, فهاكم المصطفى يتبرأ مما فعل خالد بن الوليد عند قتل أناس من بنى المصطلق وكان خالد يشك فى إيمانهم فما بالك بحارس خرج لتوة من صلاة العشاء السبب الثانى: صدمتي حين أختزل حلمى فى إقامة دولة الخلافة على خطة هزيلة مهترئة تتمثل فى حبل ومطواة, وبلا أى استعداد حقيقي وهو ما أعترض علية فيما بعد الكثير من أعضاء التنظيم. والان وبعد هذه السنوات أري أنه لا حل لمصر للنهوض من كبوتها إلا بتطبيق العدالة الاجتماعية بعزم وحزم شديدين مع تشديد وتنفيذ العقوبة على من يخالف , ففى هذا أمن البلاد وآمانها, فلا رشا ولا محسوبية بل عدالة اجتماعية مطلقة فى كافة مناحى الحياة.