تجري شركة "نوكيا" محادثات لشراء "الكاتيل لوسنت" الأصغر حجماً لصناعة معدات الاتصالات في صفقة تدمج بين أضعف شركتين بالقطاع لكنها قد تفرض تحديات بشأن خفض التكاليف والتغلب على المعارضة السياسية. وقالت الشركتان الفنلندية والفرنسية في إعلان مشترك إنهما تجريان "مباحثات بلغت مرحلة متقدمة" بخصوص "الاندماج الكامل الذي سيأخذ شكل عرض شراء بالأسهم تقدمه نوكيا إلى الكاتيل لوسنت"، طبقاً لما ورد بوكالة الأنباء "رويترز". وحذرت الشركتان من أن المناقشات قد تنهار في النهاية، وعلى مدى السنوات الماضية اعتبر اندماج الشركتين أمراً محتملاً. ويوجد توافق كبير بين الشركتين فيما يتعلق بمنتجاتهما ومناطق عملهما وسوف يساعدهما الاندماج على خفض التكاليف في ظل سعيهما للحاق بركب الشركتين الرائدتين "أريكسون" السويدية و"هواوي" الصينية. وتعتزم "نوكيا" توسيع وجودها في السوق الأمريكية الرئيسية التي تعتبر فيها "الكاتيل لوسنت" مورداً رئيسياً لشركتي الاتصالات "إيه تي آند تي" و"فيرايزون". غير أن تاريخ عمليات الاندماج في القطاع لا يخلو من عثرات لأسباب منها صعوبة خفض التكاليف في أنشطة البحث والتطوير التي لا تستطيع فيها الشركات التخلي عن منتجات تعتمد عليها شركات الاتصالات العالمية. وأشار بعض المحللين والمستثمرين إلى احتمال معارضة الحكومة الفرنسية التي قالت من قبل إنها تعتبر قطاع الاتصالات قطاعاً استراتيجياً وتنزعج من عمليات تسريح الموظفين التي غالباً ما تصاحب صفقات الاستحواذ الرامية لخفض التكاليف. ولم يصدر تعليق فوري من وزارة الاقتصاد الفرنسية. ويعمل نحو ستة آلاف موظف لدى "الكاتيل" في فرنسا من بين إجمالي 52 ألف موظف على مستوى العالم بينما يبلغ عدد موظفي "نوكيا" نحو 62 ألفاً. وارتفع سهم "الكاتيل" بنسبة 14% صباح يوم الثلاثاء، في حين هبطت أسهم "نوكيا" 6%. وتبلغ قيمة مجموعة "الكاتيل" نحو 11 مليار يورو بناءً على سعر إغلاق السهم، أول أمس الإثنين، بينما وصلت قيمة "نوكيا" إلى حوالي 29 مليار يورو قبل إعلان أمس الثلاثاء. وجاء البيان رداً على تقارير إعلامية تقول إن الشركتين استأنفتا محادثات الاندماج المتقطعة التي بدأت منذ سنوات في قطاع يعتبره المستثمرون والمسؤولون التنفيذيون في حاجة لمزيد من عمليات الاندماج.