قال الدكتور وليد شوقي مؤسس منظمة "الدواء للجميع"، إن قيمة الدواء المهدر في مصر تقدر سنوياً بحوالي مليار جنيه مصري، مشيراً إلى أن المستهلك يقوم عادةً بشراء كمية من الدواء زائدة عن حاجته مما يؤدي في النهاية لعدم إستخدامها قبل تاريخ إنتهاء صلاحيتها، بالإضافة إلى ذلك في كثير من الحالات لا يستهلك المريض كل الدواء الذي يصفه له الطبيب، كما أن كثير من الأدوية في مصر يتم تناولها دون إرشاد طبيب. وأوضح شوقي خلال الاحتفالية التي عقدتها إحدى شركات الأدوية مع مؤسسة "اشوكا" الوطن العربي، أن الهدف الحقيقي من مبادرة "نحو صحة أفضل"، هو وضع نظام يسد الثغرة بين الحاجة الماسة للحصول على الدواء وإهدار كميات هائلة من الأدوية في مجتمعنا، لتصل إلى عدد أكبر من المرضى الذين يحتاجون للدواء في جميع أنحاء مصر كالريف والصعيد والمناطق النائية. وقام شوقي بوضع نظام يعتمد على الجهود المجتمعية في جمع الفائض في الأدوية وفرزها وتوزيعها على الأسر محدودة الدخل في مصر، وذلك بالإستفادة بالفائض من الأدوية لدى الأسر القادرة، والصيدليات، وشركات الأدوية، مشيراً إلى أن تبرعات الأدوية المستعملة خلال السنوات الثمانية الماضية شهدت إرتفاعا كبيراً، مما ساعدة على توسيع دائرة المستفيدين من مشروعه ليصل عدد المستفيدين الذين يحصلون على علاج شهري إلى 400 مستفيد في مصر عام 2014 وحتى الآن. ويسعى لإيجاد حلول للتحديات التي يواجهها مثل، توفير أماكن ملائمة لتخزين الأدوية، وإنشاء قاعدة بيانات للمستفيدين من منظمة "الدواء للجميع"، كما سيركز جهوده لتدور حول محورين أساسيين؛ أولهما إنشاء صيدليات داخل الجامعات، وثانيهما دعم سياسات التأمين الصحي بهدف تسهيل إجراءات الحصول على الأدوية، وهو ما يعتزم تحقيقه من خلال إقامة شراكات مع المستشفيات والشركات ذات الصلة. وقام شوقي بإنشاء مراكز متخصصة في مجال مراقبة الجودة في جامعتي مصر الرئيسيتين، جامعة القاهرة وعين شمس، واللتان تستقبلان أكبر عدد من طلاب كلية الصيدلة من جميع أنحاء الجمهورية، وتحرص هذه المراكز على ضمان المهنية فى مراقبة الجودة حيث تتبع نظاماً تخضع بموجبه الأدوية الفائضة عن الحاجة للفحص والفرز من قبل الطلاب المتطوعين من كلية الصيدلة. وأوضحت الدكتورة إيمان بيبرس نائب رئيس مؤسسة "أشوكا" العالمية ، أن مشكلة المخلفات الطبية تعد من المشكلات المؤثرة في بلد كبير مثل مصر تعاني نسبة كبيرة من أفراده من إنخفاض الدخل وعدم القدرة على تحمل تكاليف الأدوية باهظة الثمن، مشيرة إلى أن هناك خطط يعتزم وليد تنفيذها لتسد جزءاً من الإحتياجات المجتمعية من خلال إعادة توجيه مسار مخلفات الأدوية، لتتم الإستفادة منها في 10 صيدليات تعليمية جديدة بجميع أنحاء الجمهورية (وقد تم إنشاء خمس منها بالفعل ويعمل بها في الوقت الحالي).