كد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل أن تشكيل القوة المشتركة بمثابة ميلاد جديد للجامعة العربية، وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أن القمة العربية تميزت بوجود إرادة لمواجهة التحديات التي تهدد الامن القومي العرب. وأشار العربي وشكري، خلال المؤتمر الصحفي المشترك في ختام القمة العربية التي انتهت فعالياتها اليوم الأحد بمدينة شرم الشيخ، إلى صدور عدد من القرارات المهمة عن القمة والتي تغطي كافة جوانب العمل المشترك. وقال وزير الخارجية المصري إن النقاشات لم تكن نابعة من اختلاف ولكن من رغبة لإثراء العمل المشترك وتحصين قراراتنا من التأويلات مضيفا : "وحرصنا علي أن يكون ذلك منهجنا حتي يمكن تحويل القرارات الي واقع ملموس فيما تلاحقنا التحديات من كل حدب وصوب". وأوضح أن تشكيل القوة العربية المشتركة يأتي لتجسيد قدرة الأمة علي ردع الطامعين وتأكيد وجود هوية عربية تملك زمام الحاضر، كما كان الوضع في اليمن محورا رئيسيا في مناقشات القمة، حيث أكد القادة حرصهم علي استعادة الشرعية الدستورية استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي . وقال "تابعنا القضايا في ليبيا وسورية والعراق وبالطبع القضية الفلسطينية التي تزداد الإرادة العربية كل يوم لإنهائها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة"، مؤكدا أن مصر وهي تتولي رئاسة الدورة تدرك التحديات وهي عازمة علي بذل كل جهد لتكون هذه الدورة نقطة انطلاق لتفعيل الرؤي العربية. ومن جانبه أوضح نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن ما تم اتخاذه من قرارات حول صيانة الأمن القومي العربي يعد أهم ما صدر عن القمة والقرار الخاص بإنشاء القوة المشتركة يتحدث عن خطوات محددة لإنشائها وهو أمر مهم وميلاد جديد لجامعة الدول العربية التي تتهم بأنها مجرد منظمة للكلام دون أفعال علي الارض. وأضاف أن هذا أمر غير صحيح وهناك قرار هام لما يعانيه العالم العربي من اضطرابات وتهديدات غير مسبوقة من التنظيمات الإرهابية، لافتا إلي أنه تمت دعوة فريق رفيع المستوي من رؤساء أركان القوات المسلحة للاجتماع خلال شهر والمشاركة اختيارية وهناك تحديدات زمنية لكافة الخطوات اللاحقة . وكشف العربي عن أن الاتصالات بدأت بالفعل لتفعيل هذا الأمر ولأول مرة وجدت الدول العربية أن هناك تهديدات ويجب أن يكون هناك رد فعل جماعي . ولفت إلى أنه تم بحث موضوعات أخري خلال القمة مثل حقوق الإنسان وتم الانتهاء من الإطار الأساسي للمحكمة العربية وحول الأزمة السورية، قال شكري إن "الاوضاع في سورية احتلت جزءا كبيرا من مناقشات القادة وهناك إجماع علي ضرورة دعم المسار السياسي والعمل من أجل مستقبل يتم خلاله تمثيل كافة الأطياف السورية". من جانبه، قال العربي "يحب أن نعترف أنه ليس هناك جديد وكنت في اجتماع مع الأمين عام للام المتحدة بان كي مون وقال لي إن كل الأطراف قد فشلت ويجب أن يكون هناك تغيير في منهج الحل، يقرره الشعب السوري نفسه وبعد ثلاثة أعوام هناك مشاكل عديدة، وبان كي مون ذكر لي أن الاممالمتحدة ومجلس الامن فشلا، والجامعة العربية لم تقصر وهذا أمر يرجع إلي طبيعة العلاقات الدولية، وأكبر دليل القضية الفلسطينية التي فشلنا في حلها حتي الآن بسبب دعم الدولة دائمة العضوية لإسرائيل". وعن الأزمة اليمنية، أكد شكري أن الاوضاع في اليمن كانت محل اهتمام بالغ بين القادة كما أظهرت وجود قدر عالي من التوافق فيما بينهم واستعادة الاستقرار وهذا كله يَصْب في مصلحة استقرار ووحدة الأراضي اليمنية وعدم اللجوء للعنف ورفض الانقضاض علي الشرعية وكان هناك توافق حول البيان الذي صدر من القمة. وشدد شكري على أن "العمل العسكري للائتلاف كان محل تقدير نظرا لأن التدخلات في الماضي من قبل قوي غير عربية أثبت التاريخ أنها لم تؤت ثمارها وتأتي لتحقيق مصالح غير عربية ومسألة أن الصراع بين السنة والشيعة غير مطروحة ولامجال لتزكية الطائفية ولا يجب ان ننساق وراء من يحاولون تزكية ذلك". وجدد العربي نبذ الجامعة للتفكير بطريقة الفوارق الطائفية معترا أن هذا الموضوع يأتي من دول تحاول اذكاء ذلك. وبالنسبة للقوة العربية المشتركة، أكد العربي أنه لا يوجد وسيلة لإرغام أي دولة في العالم المعاصر علي شيء إلا مجلس الأمن "ولكننا لدينا دول بها جيوش اتفقت علي العمل مع بعض وآليات التنفيذ واضحة من خلال تحديدات زمنية وهناك موافقة جماعية علي المبدأ"، مشددا على ان هناك تدخلات من الجيران للمنطقة وتحديدا من إسرائيل وتركيا وإيران . وأضاف شكري أن الائتلاف الذي تشكل لمواجهة الأوضاع في اليمن يختلف عن القوة المشتركة المقرر تشكيلها فهو ليس تنظيما دائما. وعن ما يطرحه الرئيس الفلسطيني بتشكيل تجمع ثلاثي عربي من مصر والكويت والمغرب للذهاب إلي الكونجرس وإقناعه بإقامة الدولة الفلسطينية، قال شكري: "اهتمت القمة بالاستماع لخطاب الرئيس عباس وما طرحه من مقترحات وافكار وستكون محل اهتمام في اجتماع لجنة المتابعة الأسبوع القادم". ولفت شكري الي أن كافة الدول العربية تتواصل مع اعضاء الكونجرس لشرح القضية الفلسطينية وفكرة وجود وفد عربي لطرح القضية يتوقف علي الطرف الاخر وتقديمه الدعوة لبحث هذا الامر . وأضاف العربي أن البيان المهم للرئيس محمود عباس نقطة للانطلاق وأهم ما فيه هو تزايد الدعم للقضية الفلسطينية علي مستوي العالم ولا شك أن عودة نتنياهو عقبة يجب التغلب عليها، كما أننا ولأول مرة نشعر بشقاق بين الإدارة الامريكية وإسرائيل وهي أمور يجب الاستفادة منها . وعن تفعيل القرارات الاقتصادية، أوضح العربي أن قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي لا تصدر عن القادة ولكنها نتاج عمل خبراء وقدمت مشروعات عملاقة والمطلوب هو التركيز علي الاستفادة من ذلك. وردا علي سؤال حول سبب عدم التحرك لدعم الشرعية في ليبيا مثلما حدث في اليمن وما سبب التحفظات القطرية المستمرة، قال شكري "الشق الأخير يوجه لقطر، وموضوع المصالحة لم يبحث خلال مداولات القمة وفيما يتعلق بعودة السفراء أعلم أن سفير الدوحة كان ضمن الوفد المرافق لأمير قطر ولكن ليس لدينا علم إن كان عاد الي بلده أم بقي في مصر". وأشار إلى أن مصر دائماً تعمل علي دعم التضامن العربي وان تكون علاقاتها بكافة الدول العربية على ما يرام. وعن موقف دعم الشرعية في ليبيا، قال شكري إن "هناك تحركات مستمرة لدعم الشرعية في ليبيا وتوفير احتياجات الشعب الليبي وتوفير احتياجات جيشه"، لافتا الي القرار الذي صدر مؤخرا من مجلس الامن بتحرك مصري دعمته كافة الدول العربية، مؤكدا أن هناك شرعية قائمة وقادرة في ظل الدعم إلي دعم الاستقرار والوضع في ليبيا لم يصل الي ما وصل اليه في اليمن".