ألقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين كلمة أمام القمة العربية فيما يلي نصها: "فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الحضور الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، انه لمن دواعي سرورنا أن نشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وأن نهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسي على استضافة هذه القمة بما سيسهم في قيادة سفينتنا العربية الى بر الامان بكل حكمة واقتدار، في ظل ظروف صعبة والدقيقة من تاريخ أمتنا ، فمصر وعلى مر العصور كانت ولازالت هي السند للعرب وصاحبة الريادة للدفاع عن قضايا أمتنا ومصالحها ، شاكرين فخامته والشعب المصري الشقيق على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال . ونتقدم بالشكر أيضا لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لما بذله سموه من جهود ومبادرات كثيرة تصب في مصلحتنا وتعبر عن آمالنا وعن مبادرته الدائمة في العمل على رأب الصدع وتعزيز اللحمة مما ادى الى نتائج مثمرة وملموسة خلال فترة ترأس سموه الدورة السابقة فله منا عظمي الامتنان والتقدير. كما نقدر الجهود الكبير التي يقوم بها معالي الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية الذي لم يدخر وسعا في متابعة القضايا العربية وتقديم المقترحات وألافكار البناءة لمصلحة العمل العربي المشترك ، ونشيد بدوره الهام في اتخاذ الخطوات المطلوبة من أجل انشاء المحكمة العربية لحقوق الانسان ، كما نتقدم له ولجميع العاملين في الامانة العامة للجامعة الشكر على الاعداد الجيد على هذه القمة . الاخوة الكرام ، ان اجتماعنا هذا يعبر عن التئام الشمل العربي وينقل للعالم بأسره أن العرب متحدون في مواقفهم ويتبادول الرؤي فيما بينهم ويأخذون قرارتهم بحكمة وروية ويحرصون على تنفيذها بأمانة وشفافية وصدق احساسا بالواجب القومي ولمواجهة التحديات الجسام في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا . ولعل أهم هذه التحديات ما يواجه اليمن الشقيق من أوضاع وتطورات متسارعة ومؤثرة على أمننا القومي ادت الى استجابتنا والاشقاء العرب لدعوة اخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية بتلبية طلب فخامة الرئيس اليمن عبدربه منصور هادي بالتدخل العسكري الفوري وبتأييد دولي كبير لاعادة الامن والاستقرار والشرعية باليمن الشقيق كإجراء حازم لابد منه تمليه علينا المسئولية التاريخية ويستند على ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك وتأكيدا منا على التضامن العربي مع اليمن وقيادته الشرعية، وحرصا على سيادته واستقلاله ووحدة شعبه وارضيه وحماية محطيه الاقليمي في باب المندب وبحر العرب التزاما منا في حفط السلم والامن الدوليين وحرية الملاحة والتجارة العالمية .. مؤكدين أن هذ الخطوة لم تتخذ إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل والجهود الاقليمية والدولية لاحتواء الازمة واهمها المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية التي توافق عليها جميع اليمنيين . الاخوة الكرام من منطلق حرصنا على امن واستقرار المنطقة من جميع النواحي فاننا نؤكد على أهمية اعتماد مبدأ انشاء قوة عربية عسكرية مشتركة في اطار المواثيق العربية والدولية تكون مهمتها التدخل السريع لرد اي اعتداء يهدد امن وسيادة ايا من دولنا العربية ، وفي هذا السياق فاننا نؤكد أيضا على موقفنا الرافض لانتشار اسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الاوسط واهمية اعلانها منطقة خالية من هذه الاسلحة ومحاربة التطرف الفكري والتشدد المذهب وانتشار الارهاب البغيض المتعدد الاشكال والشعارات في المنطقة . الاخوة الكرام ان كانت قضايانا وتحدياتنا متعددة ومتشعبة فان مواقفنا هي ذاتها ثابتة لاتتغير وفي مقدمتها التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدسالشرقية ، طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربي ، وضرورة وقف الاستيطان ورفع الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة ، كما اننا نؤكد على حق الامارات العربية المتحدة في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من قبل ايران وفقا لمبادرة سلمية بالتفاوض أو باللجوء الى محكمة العدل الدولي. نؤيد حق اخواننا في سوريا والعراق وليبيا في الحفاظ على سيادة دولهم وسلامتها الوطنية وبناء نظامهم السياسي بحرية واستقلال دون تدخل من اي قوة خارجية . اصحاب الجلالة والفخامة والسمو أن التحدي الذي يواجه أمتنا بالغ الصعوبة والخطورة وعلينا أن نكون على مستوى هذا التحدى كقوة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص يسند بعضه بعضا ، ونسأل الله سبحانه وتعالي ان يسدد على طريق الخير والحق خطانا وهو ولي التوفيق".