لجأ العلماء البريطانيون إلى إطلاق حملة للتمويل الجماعي لاستكمال أول دراسة علمية من نوعها لتصوير مخ شخص "تورط" في تعاطي عقار الهلوسة "إل إس دي". ويشرف على هذه الدراسة - التي تجئ في إطار مشروع بحثي عن المهلوسات يقول العلماء إنه قد يحدث ثورة في فهم المخ البشري - علماء أعصاب بكلية "لندن" الملكية يحتاجون الآن إلى نحو 25 ألف جنيه استرليني (38 ألف دولار) للانتهاء من هذا المشروع، طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء "رويترز". وقال العلماء في بيان بلندن، إنه عند اكتمال العمل البحثي فإنه سيتمخض عن أول صور في العالم للمخ البشري بعد تعاطي عقار الهلوسة وسيكشف النقاب عن طريقة عمل العقار بغية الاستعانة به في علاج أمراض كثيرة تضعف الجسم منها إدمان الكحوليات والاكتئاب والقلق. وقال ديفيد نات أستاذ في الطب النفسي وعلم الصيدلة النفسي بكلية "لندن" الملكية: "على الرغم من الإمكانات الهائلة لهذا العقار في مجال التعمق في فهم المخ إلا أن جانب الحرج السياسي أوقف البحوث". واتهم الممولين والحكومات بإقحام السياسة في مجال العلوم الواعدة التي تعود بالفوائد الجمة. ويعتبر عقار الهلوسة "إل إس دي" - واسمه الكيميائي ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك - واحداً من أقوى العقاقير في مجال العلاج النفسي واستخدم إبان خمسينات وستينات القرن الماضي كعقار مكمل للعلاج النفسي لمختلف الأمراض. ويبدو أن هذا العقار يحطم الدفاعات النفسية ويساعد المرضى على التحرر من القيود توطئة لتقبل العلاج. لكن تم حظر العقار فيما بعد وأصبح استخدامه غير مشروع في كل مكان تقريباً - بما في ذلك الولاياتالمتحدة وأستراليا ونيوزيلندا ومعظم أرجاء اوروبا - بموجب معاهدة الأممالمتحدة لمواد العلاج النفسي لعام 1971. ويعني هذا الحظر أن أصبح من الصعوبة بمكان على العلماء إجراء بحوث على آثار العقار على البشر. وغالباً ما يصف من يتعاطون عقاقير العلاج النفسي أحوالهم بعد تعاطيها بالشعور بحالة من "انبساط الوعي" وجلاء الرؤية كأنهم يعيشون حلماً. وتضمنت هذه الدراسة إعطاء 20 متطوعاً جرعة صغيرة من عقار الهلوسة "إل إس دي" مع الاستعانة بأحدث تقنيات التصوير لرصد آثار العقار على المخ. وتمول هذه الدراسة حالياً بمبلغ 100 ألف جنيه إسترليني من مؤسسة "بيكلي" وهي مركز بحثي في المملكة المتحدة يكرس جهوده للأبحاث ذات الفوائد الطبية في مجال عقاقير العلاج النفسي.