خبير إيراني: طهران تصر على رفع العقوبات عليها بشكل كامل

قال خبير إيراني رفيع المستوى، إنه تم إحراز تقدم في المفاوضات الجارية حالياً مع القوى الغربية بشأن البرنامج النووي لطهران، مشيراً إلى أن المفاوضين يبحثون الآن في إيجاد حلول وسط تُرضي كافة الأطراف.
جاء ذلك على لسان محمد شريعتي، مستشار الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، والخبير بالشؤون الإيرانية، في حديث هاتفي مع وكالة الأناضول، اليوم الخميس.
وقال شريعتي: "الاتفاق لم يُنجز بعد، خاصة فيما يتعلق برفع العقوبات بشكل كامل عن إيران أو تعليقها، ومدة عدم توسعة أجهزة الطرد المركزي، وعددها، ونوعيتها، وقدرتها على التخصيب، ولكن ما أستطيع قوله هو أن هناك تقدماً في بعض المواضيع يبعث على التفاؤل".
وفي هذا الصدد، أوضح شريعتي أن بلاده "تُصر على رفع العقوبات كاملة، كما أنها ترفض حتى هذه اللحظة، مدة ال10 سنوات التي طرحتها القوى الغربية لتجميد أنشطتها النووية".
غير أنه أشار هنا إلى أن المفاوضين يبحثون الآن عن إيجاد حل وسط يضمن الاتفاق على مدة تتراوح ما بين 5 و 10 سنوات، خاصة وأن بلاده تريد مدة قليلة.
ونوه شريعتي، إلى أن رئاسة بلاده، قالت أمس الأربعاء، إنه "إذا لم يكن هناك اتفاقاً، فإن طهران ستكون في حل من الاتفاقية المؤقتة مع القوى الغربية، والتفتيش الصارم، وسقف تخصيب اليورانيوم".
وأمس الأربعاء، اختتم وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ثلاثة أيام من المفاوضات النووية في سويسرا مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، أكد في أعقابها أن الاتفاق النهائي حول برنامج إيران النووي يجب أن يحظى بموافقة المجتمع الدولي، دون الإعلان عن موعد محدد للقاء الجديد، وذلك قبل توجه كيري إلى السعودية في زيارة يلتقي خلالها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
ووضعت إيران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، والصين) مهلة حتى أواخر الشهر الجاري، للتوصل إلى اتفاق إطار، فيما وضعوا مهلة حتى يونيو/حزيران المقبل للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني.
ويهدف المفاوضون للوصول إلى حل مسائل الخلاف في ملف النووي الإيراني ، والتي تتعلق بحجم التخصيب، وآلية إلغاء العقوبات المفروضة على طهران.
وعلى صعيد انعكاسات الاتفاق في حال تم إنجازه على صادرات إيران من النفط والغاز المتوقفة بفعل العقوبات الدولية، قال شريعتي: " المهم هنا ليس التصدير، بل الإنتاج، ورأس المال في النفط والغاز، إيران تعاني منذ سنوات من قلة الاستثمارات النفطية في الخارج، والتكنولوجيا في قطاع توليد النفط".
وأضاف: "لذلك نتحدث عن اتفاق كامل، يشمل رفع العقوبات بشكل كامل عن إيران".
وفي معرض سؤاله عن الانعكاسات السياسية للاتفاق المرتقب، لفت شريعتي إلى أن طهران وعلى لسان مسؤوليها أكدت على أن المحادثات الجارية حالياً، محصورة في الموضوع النووي، لكن لا شك بأن هذا الاتفاق في حال أُنجر فإن ذلك سيكون له انعكاسات سياسية.
وفي هذا السياق قال: "لاشك بأنه سيكون هناك تقارباً ذهنياً أكثر بالنسبة لإيجاد حلول لبعض المسائل في المنطقة، وخاصة في سوريا، واليمن، والعراق".
شريعتي حذر في هذا الشأن، من أن عدم التوصل لاتفاق شامل "قد يؤثر سلباً على المحاور بالمنطقة، وقد تحدث هناك صدامات أقوى من الوضع الحالي".
ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية، ولا سيما خليجية، وغربية، طهران بدعم الحوثيين (الذين يسيطرون على صنعاء منذ سبتمبر/أيلول الماضي، ويتبعون المذهب الزيدي الشيعي) بالمال والسلاح، ضمن صراع بين إيران والسعودية، جارة اليمن، على النفوذ في عدة دول بالمنطقة، بينها لبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران.