يلعب المعلم دوراً كبيراً في اكتشاف قدرات وميول طلابه ، ونقاط القوة والضعف لديهم ، والمعلم الناجح هو الذي يتعلم من طلابه الطريقة التي يعلمهم بها ، مراعياً في ذلك الذكاءات المتعددة لديهم ، والانتباه إلى وجود طرق وأساليب تتفق مع فئة من الطلاب لا تتناسب مع الآخرين ، لوجود فروقات في القدرات والميول ، حتى يتمكن من إيصال المعلومة بطريقة صحيحة . فقد رأى "جاردنر" – صاحب نظرية الذكاءات المتعددة - أن وعى المعلم بنقاط الدخول لأي موضوع يساعده على تقديم المعلومات الجديدة ، ويمنح الطلاب الفرصة لاكتشاف نقاط الدخول الأخرى ، بما يسمح بتطوير وجهات النظر المتعددة ، التي تربط بين الفرد وعقليته ، وتقوده في النهاية إلى التفكير الفعال والإنتاج المثمر . ولذا ينبغي أن يعرض المعلم مادته الدراسية داخل الفصل الدراسي في شكل نمط يرتبط بأنواع الذكاءات المتعددة ، ولذا تُعد أفضل نصيحة للمدرسين لمراعاة الفروق الفردية هي استخدام مدى واسع وعريض من استراتيجيات وأنشطة التدريس مع طلابهم ، وهذا المدى تقدمه نظرية الذكاءات المتعددة ، فالمدرس يمكنه استخدام ثماني طرق لتقديم المحتوى التعليمي ، بحيث يتم توفير فرص متساوية للطلاب في نطاق غرفة الصف بما يمكن الطلاب من استخدام عقولهم بشكل جيد ، وتنمية ذكاءاتهم ، وإشباع حاجاتهم المعرفية بطريقة حية ومشوقة ، وتعكس بالنسبة للمدرس الهيكل الذي يقدم من خلاله طرائق التدريس الجيدة ، وفهم كيف ولماذا تستخدم هذه الطرق بالذات دون غيرها ؟ ولذا تتمثل أهمية استخدام نظرية الذكاءات المتعددة في الفصول الدراسية للأسباب التالية : - تساعد الطلاب على فهم قدراتهم وقدرات الآخرين . - تبين للطلاب كيفية استخدام نقاط قوتهم ليتعلموا ، وليعملوا على تنمية نقاط ضعفهم . - تساعد الطلاب على بناء الثقة بالنفس من خلال إحساسهم بالمسئولية عن تعلمهم . - تساعد الطلاب على التعلم أكثر ؛ وذلك لأن التعلم للفهم واكتساب الخبرة وليس للحفظ فقط . - تقيم بشكل دقيق امتلاك الطلاب للمهارات الأساسية ، والتوصل للمستويات العليا . - خلق مناخ إيجابي يولد الدعم والمساندة للارتقاء بمستوى الطلاب . - التطور والتوسع في استراتيجيات التدريس . - الدعم والمساندة للارتقاء بأهداف المناهج . - تنمية علاقات المعلم مع الآخرين لما تولده من فهم المعلم لطبيعته . باحث في العلوم النفسية والسلوكية والاجتماعية