قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن "روسيا ومصر وقعتا بروتوكولا للتعاون العسكري واتفاقا حول تشكيل لجنة روسية مصرية مشتركة خاصة بالتعاون العسكري التقني". وأضافت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أن "اللجنة المشتركة للتعاون العسكري عقدت أول اجتماع لها صباح الأربعاء برئاسة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ونظيره المصري صدقي صبحي". وأوضحت الوزارة أن "الجانبين بحثا نتائج التعاون العسكري التقني بين البلدين في عام 2014 الماضي وآفاق التعاون في هذا المجال في العام الجاري". ووفق البيان، فإنه تم توقيع ثلاث وثائق بين البلدين عقب الجلسة الأولى للجنة المشتركة؛ الأولى اتفاقية حول التعاون الثنائي في المجال التقني العسكري، والثانية بروتوكول بين حكومتي البلدين حول التعاون العسكري، والوثيقة الثالثة هي بروتوكول الجلسة الأولى لهذه اللجنة. وأضافت أن "زيارة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري إلى روسيا ستختتم يوم الخميس 5 مارس". وقبل توقيع الوثائق المذكورة قدم وزير الدفاع الروسي هدية لضيفه المصري عبارة عن عدد من صحيفة "برافدا" صادر عام 1964، نٌشر فيه خبر حول قرار مجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية بمنح الرئيس المصري جمال عبد الناصر لقب بطل الاتحاد السوفييتي، وقد قلده حينها الزعيم خروشوف شخصيا وسام "لينين" وميدالية "النجمة الذهبية"، حسب مراسل "الأناضول". وفي 28 فبراير الماضي، توجه وزير الدفاع المصري، صدقي صبحي، إلى روسيا، في زيارة "تستغرق عدة أيام، بهدف زيادة أوجه التعاون العسكري والأمني، ونقل وتبادل الخبرات العسكرية والتدريب بين القوات المسلحة لكلا البلدين"، بحسب بيان للجيش المصري. وتوقفت وسائل الإعلام الروسية عند زيارة وزير الدفاع المصري إلى موسكو والمحادثات التي أجراها مع نظيره الروسي. ونقل موقع "روس بالط" الإخباري عن وزير الدفاع الروسي قوله إن "التعاون الروسي-المصري في المجال التقني-العسكري يجب أن يحقق تطوراً جديداً نظراً للتاريخ الغني المشترك للعلاقات بين البلدين". أما صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الرسمية الروسية، فقد اعتبرت إنه وعلى الرغم من أن الوثائق التي تم توقيعها عقب المحادثات بين وزيري الدفاع الروسي والمصري، إلا أن هذه الوثائق تحمل أهمية خاصة من عدة جوانب. ولفتت الصحيفة إلى تأكيدات وزير الدفاع الروسي حول عزم روسيا الثابت على مواصلة التعاون النشط مع مصر "في المجالات التقني –العسكري، والاقتصادي، والإنساني، والثقافي، وكذلك في قضايا ضمان الأمن، ومواجهة الإرهاب، والجهاديين". وتابعت "روسيسكايا غازيتا" أن مصر "كانت تحل مشاكلها حتى الآونة الأخيرة على حساب الدعم المالي الأمريكي بصورة رئيسية. وترى روسيا أنه من الصواب بناء العلاقات مع الشركاء على اسس المنفعة المتبادلة. وهناك الكثير من الأسلحة والتقنيات العسكرية السوفييتية من صناعة روسية لدى الجيش المصري، وحسب معطيات مركز تحليل الاستراتجيات والتقنيات، فإن نسبة هذه الأسلحة بلغت 60% في وسائل الدفاع الجوي، وقد عفا الزمن على الجزء الأكبر من هذه الأسلحة، ويُستبعد أنها قابلة للتجديث". ومضت قائلة: "هناك بعض النماذج التي يبدو تحديثها أمر واقعي ومقبول. أما احتياجات العسكريين المحليين (المصريين) بوسائل الدفاع الجوي قصيرة ومتوسطة المدى فقد تم تأمينها بفضل تزويد روسيا لمصر بمنظومات (تور-إم-12) و (بوك-إم)، والمدافع الصاروخية المضادة للطائرات (بانتسيري-إس). الأمر ذاته بالنسبة للمقاتلات من طراز (ميغ-29) و(سو-30)، وغيرها من التقنيات عسكرية". وكان الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والروسي فلاديمير بوتين التقيا في القاهرة في 10 من شهر فبراير الجاري لمناقشة عدد من القضايا الدولية والعسكرية والتعاون النووي. ووقعت مصر وروسيا على مذكرة تفاهم لإقامة أول محطة نووية في الضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية، ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون فى مجال الاستثمار. ومنذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، شهدت العلاقات المصرية الروسية تقاربا ملحوظا، حيث شهد العام الماضي اتفاقا مبدئيا بين روسيا ومصر بشأن صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي، وهى من الصفقات الأكبر على مدى أعوام كثيرة، والتي تشمل أنظمة صاروخية خاصة بالدفاع الجوي ومروحيات هجومية لمصر، وذلك خلال زيارة قام بها السيسي إلى قاعدة سوشي الروسية، في أغسطس الماضي. وفي تصريحات سابقة للسيسي تعليقا على تقارب بلاده مع روسيا وما إذا كان ذلك مؤثرا على العلاقات المصرية الأمريكية، قال الرئيس المصري إن "علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدةالأمريكية إستراتيجية ومهمة". وأضاف: "مصر تدير علاقاتها بشكل متواز مع الجميع، ولا تتبع لا سياسة الاستقطاب ولا سياسة المحاور، والعلاقة مع روسيا ليست جديدة، ولن تكون على حساب العلاقة مع الولاياتالمتحدة أو غيرها". وفي وقت سابق، اتفق وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والمصري صدقي صبحي خلال مباحثات عقداها في موسكو الثلاثاء 3 مارس، على إجراء مناورات عسكرية بحرية في البحر الأبيض المتوسط العام الجاري.