أكد رئيس الحكومة المصرية المهندس إبراهيم محلب، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السعودية تأتي في إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين في ظل علاقات الأخوة وحماية الأمن القومي العربي. وأشاد المهندس محلب في حوار مع صحيفة «الأسبوع»، بتطور العلاقات بين مصر والسعودية، مؤكدا أن مواقف الملك سلمان بن عبدالعزيز الداعمة لمصر ليست مجالاً للمزايدة، خاصة أن دوره في دعم هذه العلاقة ليس وليد التو أو اللحظة، وإنما هو وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي يعود إلى فترة تطوعه في الدفاع عن مصر عام 1956. وأشار إلى أن الرئيس السيسي سوف بحث مع شقيقه الملك سلمان كافة تطورات الأوضاع والتهديدات التي تواجهها المنطقة على يد التنظيمات الإرهابية والمخططات التي تستهدف الأمة. وأثنى رئيس الوزراء، بالدور الخليجي في دعم المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في شهر مارس الحالي، قائلاً: «لقد تلقينا حتى الآن موافقة 60 دولة على المشاركة وبحضور 2000 ضيف ومستثمر من البلدان العربية». وقال محلب إن الحكومة سوف تتقدم ب 22 مشروعاً استثمارياً كبيراً إلى المؤتمر وسبعة مشروعات مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص، بالاضافة إلى سبعة مشروعات أخرى للقطاع الخاص، متابعاً أن هناك 70 فرصة استثمارية أخرى سوف تجرى دراستها بعد المؤتمر الاقتصادي. وشدد رئيس الوزراء على أن المفاجأة القادمة هي في مشروع محور قناة السويس الذي يبلغ 142 كيلو مترا، حيث سيكون حجم المشروعات الاقتصادية والاستثمارية في هذا المشروع مهولاً ومذهلاً، على حد قوله. وأكد إبراهيم محلب أن مصر مقبلة على مرحلة هامة في تاريخها، مشيراً إلى أن استقرار الأوضاع في مصر واصطفاف الجماهير حول القائد سوف يجعل من مصر دولة عملاقة خلال ثلاث سنوات فقط. وتابع رئيس الحكومة: «إن المصريين يعيشون لحظة تاريخية فارقة، وأن الشعب المصري يواجه تحديات عديدة، إلا أن من يعرف هذا الشعب يدرك مدى قدرته على التحدي والتصدي، وهو الشعب الذي استطاع أن يستعيد دولته رغم الإرهاب، وأن يُفشل المؤامرة رغم خطورتها، وأن يلتف حول قائده، ويحدث حالة من الاصطفاف الوطني أبهرت الجميع». وأوضح أن القيادة والحكومة لا تعرف الطريق إلى اليأس أو الإحباط، قائلا: «رغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة، إلا أن الحكومة تسعى حثيثا من أجل سد الطريق أمام أية أزمات قد تؤثر على الحياة اليومية والمعيشية للمواطنين». وأضاف «إننا نتابع كل كبيرة وصغيرة ونقدم التقارير إلى الرئيس حول هذه المشكلات أولاً بأول، خاصة أنه يسأل عن كل كبيرة وصغيرة، فلا أحد منا يغادر مكتبه إلا في وقت متأخر من الليل». ولفت المهندس إبراهيم محلب إلى إن من يدرس تاريخ الشعوب الأخرى مثل ألمانيا واليابان اللتين تعرضتا تحديدًا لظروف أمنية واقتصادية صعبة أدت إلى انهيار الدولة، يدرك أن إرادة الشعوب قادرة على فعل المستحيل. ونوه إلى أن الشعب المصري هو شعب منتمٍ إلى أرضه وبلاده، وهو ينسى مشاكله ويلتف حول قيادته في الأزمات، وهذا هو ما حدث في مصر بعد الثالث من يوليو. وقال رئيس الوزراء إن «الدور الذي قام به الجيش المصري والشرطة المصرية في مواجهة الإرهاب كان دوراً فاعلاً ومتميزًا وقويًا، حيث تصدى هؤلاء الرجال الشجعان للمؤامرة، وقدموا أغلي التضحيات في مواجهة الإرهاب في سيناء وفي كل مصر». وأستطرد محلب: «لقد استطاعت مصر خلال الفترة الماضية أن تخرج من عنق الزجاجة، حيث كان المستهدف هو إسقاط الدولة وانتشار الفوضي، إلا أن إرادة الشعب ومؤسسات الدولة المختلفة والتفاف الجميع حول الرئيس السيسي استطاع أن يجهض المؤامرة، خاصة بعد أن ثبت أن المخطط لا يستهدف مصر فقط، بل يستهدف المنطقة بأسرها». وأشاد إبراهيم محلب، بالدور الذي قامت به طلائع من الجيش المصري ضد عناصر الإرهاب في ليبيا ثأرًا لأبنائنا الذين ذبحوا علي أيديهم، وقال إن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بوصفه القائد الأعلي للقوات المسلحة، السريع والمفاجئ أحدث حالة من الارتياح الكبير في الشارع المصري، وأعطى الطمأنينة للمصريين مجدداً بأن خلفهم قائداً وجيشاً لا يمكن أن يسمحا بالتفريط في كرامة مصر وأمنها واستقرارها. وأبدي المهندس إبراهيم محلب دهشته من انتقاد البعض للرد المصري على الإرهاب في ليبيا، قائلاً إن «مصر لم تخالف القانون الدولي في دفاعها عن أمنها وعن أبنائها، خاصة أن ميثاق الأممالمتحدة يعطي للدول الحق في الدفاع الشرعي عن نفسها، كما أن الرد جاء بالتنسيق مع الحكومة الليبية الشرعية، وطالب محلب بعض أطراف المجتمع الدولي بالتخلي عن الازدواجية في المواقف تجاه ظاهرة الإرهاب، وطالب بضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة وتجفيف المنابع التي تدعم الإرهاب في ليبيا أو في مصر أو في أنحاء المنطقة والعالم بأسره». وأوضح «لقد حذر الرئيس السيسي أكثر من مرة من أن الإرهاب لا وطن له، كما حذر الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه من أن العالم قد يكتوي بنار الإرهاب؛ ولذلك رأينا وشاهدنا ما جري في فرنسا، وهو أمر أدانته مصر بكل شدة، وأبدت استعدادها للتعاون مع الحكومة الفرنسية في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم». وأشار محلب إلى إن قانون الكيانات الإرهابية الذي صدر مؤخرًا سيجري تفعيله علي الفور والهدف منه هو تجفيف منابع الإرهاب واتخاذ الإجراءات الحاسمة لمواجهة هذه الكيانات التي تشارك بشكل مباشر في دعم الإرهاب. ولفت: «إن مصر دولة تحترم الدستور والقانون، وأن القضاء المصري قضاء عادل ونزيه ومستقل، ولذلك يتابع هذا القضاء كل كبيرة وصغيرة علي أرض مصر»، وقال إن الحكومة لا تتستر علي أي تجاوزات أيا كانت، وهو ما أكده الرئيس أكثر من مرة، إلا أن التحقيق في ذلك يرجع إلي القضاء وليس إلي أي أحد آخر. وأضاف محلب: إن «مصر مصممة علي إجراء الانتخابات البرلمانية لإنهاء الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل». وقال محلب «إن نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تقل أبدًا عن نزاهة الانتخابات الرئاسية». وأبدى محلب تفاؤله بالمرحلة القادمة علي الصعيد الداخلي والعربي، قائلاً «إن وعي المصريين والعرب بخطورة ما يجري هو العامل الحاسم في مواجهة التحديات التي تستهدف الأمة، وأن المؤتمر الاقتصادي القادم في مصر سيمثل نقلة نوعية هامة في مسار خارطة الاستثمار والتنمية في مصر». وتوقع محلب مزيدًا من التعاون بين مصر وأشقائها في المنطقة وكذلك الحال مع الدول التي تدرك أهمية مصر والأمة والتصدي لمخاطر الإرهاب الذي لا يريد أمنًا ولا استقرارًا.