نظم بيت السناري الأثري مساء أمس حفلاً مفتوحًا لإطلاق فعاليات جمعية التراث والفنون التقليدية، افتتحت الفعاليات بمعرض للصور الفوتوغرافية يتحدث عن الآثار الإسلامية والحرف التقليدية من إعداد طلبة كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، كما أقيم على هامش الاحتفالية أمسية شعرية غنائية تحت عنوان "جرامافون" لمجموعة من الشعراء والمغنيين "محيط" التقى برئيس الجمعية د.حسام اسماعيل، الذي أكد أن الجمعية علمية هدفها نشر الوعي بالتراث ودراسته، وكذلك نشر الوعي بالحرف التقليدية ودراستها، قائلاً أن عصر جمال عبدالناصر مع الأسف أضاع الحرف التقليدية مع نشر التعليم المجاني، والجمعية تريد إحياء هذه الحرف من جديد، بالإضافة إلى إقامة ورش عمل ودورات تدريبية للشباب من أجل التدريب على الحرف. وتعد احتفالية أمس هي أولى الفعاليات الرسمية للجمعية، التي حصلت على التصريح الرسمي في شهر يوليو 2014، وبجانب هذه الأنشطة أعلن رئيس الجمعية أنه سيصدر عنها كذلك مجلة علمية محكمة، ومنشورات كتب علمية عن التاريخ أو الآثار بكل فروعه، بالاضافة إلى الاهتمام بالمأثورات الشعبية، حيث يتم توقيع بروتوكول تعاون مع مركز المأثورات الشعبية، وعمل دراسات عنه وطبعها حتى لا ينساها الناس، لأننا نريد تذكير المصريين بتراثهم. عرض طلبة كلية فنون تطبيقية في بداية الاحتفالية فيلماً تسجيلياً عن كنيسة العذراء مريم بالمعادي، التي عبرت منها العائلة المقدسة فزادتها سحرا وجمالا كما يشير الفيلم، وأوضح أن الكنيسة يزينها مجموعة من الأيقونات مثل مار جرجس، السيدة العذراء وهي تحمل المسيح، القديسة باربارا، القديسة دميانا، وغيرهم، كما يوجد بالكنيسة يعض اواني المذبح ترجع للقرن الثاني عشر. وأوضح أحد قساوسة الكنيسة كما أشار الفيلم التسجيلي، أن المكان له تاريخ قبل مرور العائلة المقدسة به، يقال أن المكان اسمه "منف" ومنه تم التقاط سيدنا موسى من النيل، وفي عام 1976 رأى بعض الناس كتاب مقدس كبير يطفو على النيل، ونزل أحدهم ليلتقطه فوجده مفتوح على نص يقول "مبارك شعب مصر". وأشار مسئول الكنيسة أن رحلة العائلة المقدسة جاءت بأمر إلهي، كما يشير "إنجيل متى"، قائلاً أن الكنيسة تعد مزاراً لكل المصريين، لما فيها من بركات العائلة المقدسة. أما الفيلم الآخر الذي عرضته الجمعية في أولى فعاليتها، فجاء عن أحد رسامي الشارع، وبالتحديد في شارع المعز، تحدث عن نضاله بالفرشاة ضد أعداء الفنون، وحبه لرسم لوحات الشرق التي تعبر عن الفن العربي الأصيل. لافتاً إلى أنه كان ينقطع أحياناً عن الرسم ثم تناديه موهبته من جديد. وأوضح الفنان أن المرسم حياته، يناضل فيه بالفرشاة التي وصفها بأنها أداة ضد الجهل، قائلاً أن القراءة والاطلاع هما طريق الثقافة، مستشهداً بمثل ايرلندي يقول: "ليس عيبا أن تسير بلا حذاء لكنه من العيب حقا أن تسير بلا كتاب". قائلاً أنه يحب ما يفعله متمنياً أن يكون سبباً في الارتقاء بذوق المصريين.