أعلن رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (مستقل) عبد الرحمن الهذيلي اليوم الثلاثاء عن إطلاق حملة عالمية لمساندة عائلات المفقودين ممن هاجروا بطريقة سريّة. وقال الهذيلي خلال لقاء مع أسر المفقودين في مقر المنتدى بالعاصمة تونس إنه "سيتم إطلاق حملة عالمية وبعث مراسلات إلى المنظمات والشبكات دائمة العمل مع المنتدى في كامل أنحاء العالم لتحريك الملف الذي بقي معطلا منذ 4 سنوات وحتى الساعة أمام تجاهل الحكومات المتعاقبة على البلاد". من جانبها، قالت فاطمة الكسرواي والدة أحد المفقودين، للأناضول "غادر ولدي رمزي الولهازي البلاد يوم 1 مارس/آذار 2011 بصحبة مجموعة تضم 22 شابا في اتجاه السواحل الإيطالية ونحن على يقين تام بأن أبناءنا أحياء يرزقون وبحوزتنا صور وتسجيل مصور يثبت ذلك." وأضافت أن "العائلات سئموا الانتظار فقد مرت 4 سنوات كاملة دون الحصول على إجابة شافية والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم فهناك من أقدم من أسر المفقودين على قتل نفسه أو أقعده المرض بسبب طول الانتظار". وأوضح الهذيلي أن ملفات المفقودين المسجلين لدى المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذين هاجروا بصفة سرية باتجاه السواحل الايطالية خلال فترة ما بعد ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011 وتحديدا شهر آذار/مارس يبلغ ال500 ملف. واستدرك بالقول إن "هذا الرقم يتعلق بالمسجلين فقط لدى المنتدى لكنه يفوق 1500 ملف إذا ما أُخذ بعين الاعتبار غير المسجلين". وشاب اللقاء حالات من التوتر والاحتقان في صفوف عائلات المفقودين وصلت إلى حد إقدام امرأة على محاولة الانتحار بخنق نفسها بمنديل أمام مرأى ومسمع الجميع. ولايزال ملف المفقودين في موجة الهجرة السرية التي شهدت ذروتها في الأشهر التي أعقبت ثورة 14 يناير 2011 معلقا رغم تتالي الحكومات على البلاد. ويعتزم أهالي المفقودين اعتماد خطوات تصعيدية في الأيام القادمة من خلال تنظيم اعتصام والدخول في إضراب عن الطعام أمام ما اعتبروه تراخ ومماطلة في التعامل مع هذا الملف.