مع بدء الاحتفال ب"الفالنتاين" أو "عيد الحب" الذي يوافق، اليوم السبت، تتشتت أذهان العشاق في تونس بحثا عن هدية تجمع بين التفرد والرمزية، وتكون وسيلة تقرب للمحبوب. زوج من "طيور الحب" أو "طيور العشاق" مثل الهدية المميزة للطالبة التونسية رُميساء المرسني (21 عاما)، والتي حرصت في هذه المناسبة على أن تكسر نمط الاختيارات في الهدايا من الكتاب لعلبة الشوكولاتة إلى طيرٍ يجمعها مع خطيبها. تقول رميساء لوكالة الأناضول: "اختيار الهدية كان مرده أن خطيبي مولع بالطيور وهو مرب ولع لها، وفضلت طيور العشاق لأنها وكما يحكى عنها مثال يحتذى به في العلاقات الزوجية لوفائها لبعضها البعض". وتتابع: "سأقدم هذه الطيور لخطيبي وأوصيه برعايتها وأن يناديها بأسمائنا ويهبها كل الحب؛ لأنها رمز لدوام العمر بيننا، وقد وعدني بذلك". وهذا النوع من الطيور بدأت تربيته وتدجينه في تونس حديثا، وهو من طيور الزينة ذات المنقار المعقوف والتي يتم جلبها من دول أفريقيا الوسطى، وتتميز بتعدد ألوان ريشها وتأقلمها بسهولة مع مربيها والبيئة التي يتواجد فيها وبمعدل أعمار نحو 10 سنوات. "زوج العشاق يختار بعضه البعض، ويواصل بقية حياته جنبا لجنب، وفي حال إذا ما افتقد أحدهما (سواء بالموت أو يتم إبعاده) يدخل الشريك الآخر في فترة حزن شديد لا تتجاوز أياما ليموت تبعا لحبيبه"، يبين رياض مصدق، مربي هذا النوع من العصافير منذ سنين. وفي الحديقة الخلفية لمنزل رياض تسكن أزواج العشاق بسلام في قفص متوسط الحجم تلقى من رياض كل الرعاية والسهر على نظافتها وطعامها ودوائها ما تطلب الأمر ذلك. المربي، الذي يخصص أوقاتا طويلة مع عصافيره تفوق أحيانا أوقاته المخصصة لعمله، يبين العديد من خصال هذا النوع من الطيور، قائلا : ‘'ذكر هذه الطيور يشكل أبا مثاليا لفراخه حيث يعمل جاهدا كامل اليوم بين العش ومكان الطعام جيئة وذهابا لأكثر من 50 مرة يجلب القوت لها، كما يسهر طيلة حضن البيض من قبل الأنثى على إطعامها في العش، وهذا سلوك مثالي يحتذى به الأزواج". وفي "سوق المنصف باي" بالعاصمة تونس حيث تعرض أنواع شتى من الحيوانات بما فيها الطيور للبيع، تصدح أصوات باعة هذا النوع "العشاق للعشاق" و"العشاق لمن يبحث عن المحبة"، ويزدحم الشارع بالمارة من الفضوليين المعجبين بالطير وبالمقبلين على شراء زوج ولو بلغ ثمنه 50 دولارا. وعندما تكبر الفراخ تدريجيا يعمد رياض لإخراجها من القفص، ويمسكها مداعبا رأسها بأنامله، وكأنه يحاول أن ينمي عندها غريزة الحنان والوئام منذ الصغر، متحاشيا منقارها الحاد الذي لا يرحم.