اهتمت الصحافة الأجنبية بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر، التى بدأت أمس الاثنين 9 فبراير 2015، في زيارة هي الأولى له إلى القاهرة منذ 10 سنوات، من المقرر أن تستغرق يومين. اهتمت الصحف الأجنبية بالزيارة، حيث نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريراً للكاتب البريطاني روبرت فيسك بعنوان "لقاء العقول في القاهرة"، قال فيه إن "بوتين لديه الكثير من المواضيع ليناقشها مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي". وأوضح فيسك أن بوتين سيلاحظ "التشابه في حكمهما الاستبدادي الذي يلاقي انتقادات غربية". وأضاف كاتب التقرير أن بوتين وصل إلى القاهرة الليلة الماضية لإجراء محادثات حول صفقات تجارية وبيع أسلحة ودبابات بمليارات الدولارات ولبحث إمكانية انضمام حليف جديد في "ملف مكافحة الإرهاب". وقال فيسك إن "بوتين" الذي سحق المقاتلين المسلمين في الشيشان، يساعد الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، "ستكون فرحته كبيرة بالالتفاف حول السيسي الذي قضت محاكمه بإعدام المئات من مناصري الإخوان المسلمين". وأشار فيسك إلى أنه على السيسي تذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أرسل برسالة تهنئة له عندما قام الأخير بسحق الإخوان المسلمين، كما أن بوتين سيكون مسروراً للغاية إذا نجح في تأليف حلف "روسي - سوري – مصري" ضد الإرهاب. أما صحيفة الجارديان فرأت أن زيارة بوتين إلى مصر خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وستكون بمثابة رسالة قوية للولايات المتحدة. ونوهت الصحيفة إلى أنه بينما يكافح دبلوماسيون روس وغربيون للتوصل إلى اتفاق سلام للصراع في أوكرانيا، فإن بوتين سيقضي مساء اليوم في دار الأوبرا في القاهرة. وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماعات المقرر عقدها اليوم، من المتوقع أن تدور حول إنهاء استخدام الدولار الأمريكي في التجارة الثنائية بين مصر وروسيا. ونقلت الصحيفة ما قاله "إتش إيه هيلير" المختص بشؤون مصر في مدرسة كينيدي في جامعة هارفارد: " أن اهتمام السيسي في استضافة بوتين ينصب على إظهار أنه ليس لسياسة الولاياتالمتحدة الخارجية أي فضل عليهما". وأشارت الصحيفة إلى انه بالرغم من وقوف الولاياتالمتحدة بجانب الحكومة المصرية، إلا أنها أثارت غضبها بتعليق تسليمها طائرات الأباتشي، مشيرةً إلى أمل في إمكانية ملء روسيا هذا الفراغ في المستقبل. وقال "بن جودا"، مؤرخ إخباري لحياة "بوتين" ومؤلف كتاب "الإمبراطورية الهشة"، إنه وسط المفاوضات التي تركته مع عدد قليل من الأصدقاء، يريد بوتين إظهار أنه ما زال لديه حلفاء، مضيفًا أن زيارته تعتبر طريقة لتقويض أمريكا. واستهلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية تقريرها الذي جاء تحت عنوان "أبو الهول روسيا يلتقي قيصر مصر الجديد"، عن زيارة بوتين للقاهرة والتغطية الإعلامية التي حظيت بها تلك الزيارة من قبل وسائل الإعلام المصرية. وقالت الصحيفة إن صحيفة الأهرام أفردت في إحدى صفحاتها أول أمس الأحد صورة كبيرة للرئيس بوتين وهو عاري الصدر واصفة الرئيس الروسي ب "بطل من هذا الزمان"، أما النص الذي كان مصاحبا لتلك الصورة فكان متملقا وشمل ملفا مكونا من 1000 كلمة عن بوتين الذي كان أحد الأفراد في جهاز الاستخبارات والذي طور نفسه ليقود روسيا في أعقاب الحرب الباردة. وكررت تلك القصة رواية مشابهة لتلك التي تروج لها وسائل الإعلام المصرية بعد 30 يونيو 2013 وهي: أن ضابط الاستخبارات العسكرية المتواضع "السيسي" أجبِر على أن يصبح رئيسا بسبب فوضى الربيع العربي. وترى وسائل الإعلام المصرية أن تشابه الخلفية العسكرية لكل من السيسي، القائد السابق للاستخبارات العسكرية، وبوتين ساعد على تغذية الافتراضات التي تقول إن روسيا ستكون حليفا أكثر تقاربا وملائمة عن الولاياتالمتحدة، بالنسبة لمصر. وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى القاهرة، مساء أمس، في زيارة تستغرق يومين، هي الأولى له للقاهرة منذ 10 سنوات، وكان في استقباله بالمطار الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتعد زيارة بوتين، هي الثانية له، والأولى لرئيس روسي إلى مصر منذ 10 سنوات، حيث كانت آخر زيارة له في أبريل، إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. ومنذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، شهدت العلاقات المصرية الروسية تقاربا ملحوظا، حيث شهد العام الماضي اتفاقا مبدئيا بين روسيا ومصر بشأن صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي، وهى من الصفقات الأكبر على مدى أعوام كثيرة، والتي تشمل أنظمة صاروخية خاصة بالدفاع الجوي ومروحيات هجومية لمصر، وذلك خلال زيارة قام بها السيسي إلى قاعدة سوشي الروسية، في أغسطس الماضي. وفي تصريحات سابقة للسيسي تعليقا على تقارب مصر مع روسيا وما إذا كان مؤثرا على العلاقات المصرية الأمريكية، قال إن "علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدةالأمريكية إستراتيجية، ومهمة"، مضيفا: "مصر تدير علاقاتها بشكل متواز مع الجميع، ولا تتبع لا سياسة الاستقطاب ولا سياسة المحاور، والعلاقة مع روسيا ليست جديدة ولن تكون على حساب العلاقة مع الولاياتالمتحدة أو غيرها".