ضمن فعاليات المؤتمر الدولى " تراث النوبة المسيحية" بدير السيدة العذراء للرهبان الفرنسيسكان بالمقطم ، والذى نظمه المركز الثقافى الفرنسيسكانى للدراسات القبطية برئاسة الأب ميلاد شحاته ، فى الفترة من 5 إلى 6 فبراير ، أقيم معرضاً للفنون التشكيلية بالنوبة ، رسم لوحاته الفنان محمد الدسوقى الحاصل على الماجستير فى الفنون التشكيلية الشعبية من أكاديمية الفنون . والذى جابت لوحاته معظم دول العالم فى 60 معرض بمصر وألمانيا وفرنسا وجنيف ومعرض دائم بألمانيا مهدى من مصر لألمانيا باسم الفنان محمد الدسوقى ، وله 25 لوحة بمتحف الفن المصرى الحديث بالأوبرا ولوحات بمكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية ، ولوحات بسفارة مصر فى بريتوريا وكوريا الجنوبية . طافت لوحاته معظم محافظات مصر منذ عام 1985 وهو عضو مجلس إداره للعديد من الجمعيات الأهلية والجمعية الأهلية للفنون الجميلة الذى أسسها كمال الملاخ ، وهى ثانى أكبر جمعية بمصر للفنون التشكيلية ، وله كتاب عن التراث الشعبى المصرى فى ليالى رمضان عنوانه " الشموع والفوانيس والخيامية " وأقام ورش عمل للتدريب على أعمال الخيامية وطريقة تنفيذ وحداتها الزخرفية وطريقة صناعة الشموع المستخدمة فى الموروثات الشعبية . البيت النوبى استوحى الدسوقى لوحاته عن النوبة من البيئة النوبية الذى عايشها فى زياراته لقرى النوبة ، غرب سهيل وأبو الريش ونجوع المحمية غرب أسوان وقرية الكارور والسيل ، وقد انعكس هذا على تجسيده لعمارة البيت النوبى ، مما يمثل وثائق معمارية مجسّدة فى لوحات تكشف عن جماليات بوابة المنزل برسوماتها والأطباق الخزفية الملتصقة بالجدران ، وتكوينات داخل المنزل المكون من صحن كبير يشرف عليه مجموعة غرف متجاورة ومطبخ مسقوف بالقباب ومزيرة للشرب منها تنعم بالهواء الدائم للحفاظ على درجة حرارة المياه . وظهرت فى لوحات الدسوقى الزخارف النوبية المكونة من مثلثات متجاورة رسمت بشكل زجزاجى مستوحى من تماوج مياه النيل ورسوم أشجار النخيل وبعض الحيوانات مثل التمساح والأسد المستوحى من تراث مصر القديمة وظهرت فى لوحاته تعبيرات الشمس الساطعة بالنوبة من ظهور الضوء والظل والذى يوحى للمشاهد بالتلاحم مع اللوحة ، وكأنه يعيش داخلها وكان للمرأة النوبية نصيب الأسد فى لوحاته فهى التى حافظت على إحياء التراث النوبى من خلال منتجاتها اليدوية التراثية واستعمالها لإكسسورات بأشكال وزخارف نوبية وتحملها أعباء العمل المنزلى الشاق كما أنها حافظت على معالم اللغة النوبية فى حرصها على التحدث بها . من وحى النيل تنوعت لوحات محمد الدسوقى فمنها لوحات من وحى النيل ظهرت بها المراكب النيلية بالأقصروأسوان وكفر الشيخ ومراكب الصيد ببرج مغيزل بدمياط ، وهى منطقة صيد وتصنيع مراكب وقد صوّر طرق تصنيع المراكب فى لوحاته وأنجز 15 معرض عن قرية القرنة غرب الأقصر لدرجة أن أطلق عليه " أبو القرنة " لتوثيقه بانوراما بيوت القرنة فى لوحاته ، واحتضان الجبل لهذه البيوت وقد هدمت العديد من منازل القرية ولا وجود لها إلا فى لوحاته . حصل الفنان محمد الدسوقى على شهادات تقدير من نقابة الفنانين التشكيليين بمصر والاتحاد العام لعمال مصر والمجلس الأعلى للشباب والرياضة وميدالية أكاديمية الشرطة . أشادت الفنانة المصرية الهندية عبير شاه فى زيارتها للمعرض بالضوء والظل فى لوحات الدسوقى ، وأكدت أنه فنان واعى مثابر عاشق للتراث المصرى بكل ملامحه مجسداً حضارة مصر القديمة فى لوحاته وأشادت إيمان عبد الحميد مفتشة الآثار بالمتحف القبطى بجمال لوحات الدسوقى خصوصاً زخارف الأبواب النوبية وتصويره للمرأة النوبية مما يدل على شدة احترامه للمرأة وتقدير دورها فى إحياء والحفاظ على ملامح النوبة القديمة بفنونها المعمارية وزخارفها ولغتها وارتباط تراثها بمياه النيل رمزاً للعطاء الدائم .
