استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القهرة الدولى للكتاب ، الكاتب والروائي الكبير محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، لمناقشة أعماله المسرحية الكاملة والتي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، أدار الندوة الناقد الأدبي الدكتور أسامة أبو طالب أستاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون ، بحضور المخرج المسرحي فهمي الخولي. مسرح الواقعية والكادحين فى البداية قال الدكتور أسامة أبو طالب أن تجربة سلماوي في المسرح تجربة واقعية، فهو لا يعطى ظهره لأحداث الأوطان الواقعية، والتي تعد عصب تجاربه وكتاباته. وأشار أبو طالب إلي أنه سبق ووجه ل"سلماوي" تهمة التأثر بالآخرين، ولكنه تراجع عن ذلك لأنه اكتشف أنه لا قيمة لكاتب إذا لم يعِ الحاضر ويعرف أن أجداده الموتى موجودون في كتاباته. وأكد أبو طالب أن الكاتب الكبير نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، لم يستطيعا كتابة مسرحًا جيدًا على الإطلاق، لأنهما كانا عقليات سردية وحكائية في المقام الأول، أما تجربة الكاتب محمد سلماوي، فى المسرح تجربة واقعية، فهو لا يعطى ظهره لأحداث الوطن، كما أن مسرحياته مثيرة للجدل والدهشة ، ويحاكى من خلالها أفعال البشر. وأضاف أبو طالب إن "سلماوي" يتميز بتفرد أسلوبه ولذلك أصبح متفردا عنهم ، وامتاز مسرحه بالفن الحقيقي، مثل مسرحية "فوت علينا بكرة" و"اللى بعده"، مشيرا إلى أنه يمكن أن يسمى سلماوي بالكاتب " العبثي "، وخاصة انه يتعرض كثيرا لبعض ملامح المسرح الذهنى، ، وارتبطت أعماله بالطبقة الكادحة. وأوضح أبو طالب إن الكتابات النقدية لأعمال "سلماوي" كتبها كبار الكتاب والمثقفين منهم الدكتور لويس عوض، وجابر عصفور وغيرهم ومن المهم ان نعرف رأي هؤلاء الكتاب فيه. سلماوى و عبد الناصر من جانبه قال المخرج الدكتور فهمى الخولى، إن مسرح "سلماوي" امتاز بأنه مسرح الفن الحقيقى، ويمتاز بالجملة الحوارية الرشيقة الملخصة والمكثفة، وارتبط مسرحه بأحلام الطبقة الكادحة برغم قربه من الطبقة البرجواتية القريبة من الأرستقراطية، كما أنه مؤمنا بكل ما جاء على لسان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأشار الخولي إلي إن سلماوي تميز وانفرد بأسلوبه، مضيفا إن "سلماوي" تعرض لصراع الفكر الصهيوني مع الفكر الناصري، وكان أول صراع قد قابله في بغداد في صيف 1987، حيث تم حذف العديد من الجمل من النص الخاص به، بل تم رفضه نهائيًا، لكن تم تقديمه بعد ذلك على مدى 6 أشهر كاملين دون انقطاع، داعيًا محمد سلماوي بأن يعود لكتابة المسرح ثانية، بعد أن أخذته الصحافة والسياسة. وأوضح الخولي إن سلماوي اختار منهج ممتع في كتابة مسرحياته وهو ما يسمى " بالشهادة الشخصية"، كما قدم رؤية نقدية عميقة لهذا المسرح الذي ساهم في صناعته . وقال إن سلماوي جمع بين حرفة الكتابة السياسية وموهبة كتابة الأدب والفن . المسرح الغائب الحاضر فيما قال الكاتب الكبير محمد سلماوي، إنه لم يترك المسرح، إنما المسرح تركنا جميعًا، متسائلاً: "أين هو المسرح اليوم، ونحن نكتب مسرح لمن ؟ "، مشيرًا إلى أن الكاتب أسامة أنور عكاشة بدأ بكتابة المسرح، ثم تحول لكتابة الدراما، بعدما وجد الاهتمام بالتليفزيون أكبر من المسرح، ولنفس السبب توجه لكتابة الرواية، والمجموعات القصصية، ولكنة يتمنى أن يعود المسرح إليه، وإلى جمهوره الكبير، الذى يتطلع لنهضة مسرحية مثلما كانت فى بدايتها. وأشار سلماوي إلى الجائزة السنوية لكتاب المسرح تحت عنوان "جائزة محمد سلماوى لشباب المسرحيين"، قائلًا: إنها جائزة يمنحها للشباب تحت أقل من 40 سنة، جاءت فكرتها بعدما حصلت على جائزة الدولة التقديرية، فقرر وضع المبلغ المالى الذى حصت عليه منها كوديعة فى البنك، وأن يكون ريعها السنوى، كجائزة سنوية، يمنح مع القيمة المادية شهادة، وميدالية برونزية، مضيفًا أن الغرض منها تشجيع الكُتاب المسرحيين الشباب، الذين لا يرون النور بسبب ما يعانى منه المسرح من أزمات متعددة.