قال "سلطان العرادة"، محافظ مأرب، شرقي اليمن، إن "السلطة المحلية واللجنة الأمنية الموسّعة بالمحافظة، ستتخذان تدابير أمنية لحفظ أمن واستقرار المحافظة"، معتبرا أن حبس وإخضاع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بالقوة "لا يعني انتهاء شرعية مؤسسات الدولة". وفي تصريح خاص للأناضول، قال "العرادة"، إن "السلطة المحلية واللجنة الأمنية الموسعة بالمحافظة، هما الجهتان اللتان تملكان الشرعية لإدارة شؤون المحافظة، ولا تقبلان أن تتلقيا أي أوامر من سلطة الانقلابيين"، في إشارة إلى جماعة الحوثي. وأضاف، أن "حبس الرئيس هادي، أو اخضاعه بالقوة من قبل المسلحين الحوثيين لا يعني انتهاء شرعية الدولة اليمنية، بما في ذلك شرعية السلطات المحلية والأمنية في البلاد، لأن هذا الأمر فُرض بالقوة، وما بُني على باطل فهو باطل". وتابع "لا يمكن القبول بالذل وهيمنة المليشيات المسلحة التي قفزت على الدستور وعلى الشرعية وضربت بعرض الحائط كل الاتفاقيات السابقة، بدءاً ببنود المبادرة الخليجية، مروراً بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وانتهاءً باتفاق السلم والشراكة". وكان بيان صادر عن اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب، وصف ما قام به الحوثيون ب "الانقلاب الواضح على الجمهورية والوحدة اليمنية، وعلى شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته خالد بحاح"، مندداً ب"الحصار المفروض عليهما وعلى الوزراء والقادة من قبل المسلحين الحوثيين". وأشاد البيان ب"المواقف الرافضة التي أبدتها الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب، وكذا مجلس التعاون الخليجي والدول الأخرى تجاه إعلان الحوثي"، داعياً إلى الدول الراعية للتسوية السياسية إلى "تحمل مسؤولياتها تجاه الوضع في اليمن". ويأتي هذا بعد يومين من إعلان ما يسمى "اللجنة الثورية"، التابعة لجماعة "أنصار الله" "الحوثي"، في القصر الجمهوري بصنعاء، ما أسمته "إعلانا دستوريا"، يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية. ويعيش اليمن فراغاً دستورياً منذ استقالة هادي وحكومته في ال22 من الشهر الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته. وتكمن أهمية محافظة مأرب، في وجود حقول النفط بها، ومنها يمتد الأنبوب الرئيس لضخ النفط من حقول "صافر" بالمحافظة، إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي البلاد، كما يوجد بها أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، إضافة إلى وجود محطة مأرب الغازية التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية بالطاقة الكهربائية. كل هذه الميّزات لمحافظة مأرب، جعلتها محل أنظار الكثير من القوى المتصارعة في البلاد، وعلى رأسها جماعة الحوثي، وتنظيم "أنصار الشريعة" فرع القاعدة في اليمن.