قال مارتن لوثر كينج"الظلم في أي مكان يهدد العدالة في كل مكان"، كما قال أيضا"التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار،بل صمت الأخيارعلى ذلك" وأعتقد ان لوثر كينج لو كان علي قيد الحياة ورأي مايحدث في مصر لكان زاد علي مقولته أن التراجيديا الأسوأ والأكبر هي تبرير الإضطهاد والعنف الذي يرتكبه الاشرار،ففي مصر وفي مصر فقط يستطيع القائمين علي الأمر إيجاد المبررات وتحويل الأمور وتغيير الحقائق في خلال دقائق من الحادث حتي قبل أن يتم التحقيق في الحادثة،فلننفي ونبرر أولا ونري ما يمكن فعله لاحقا فالشعب يتعامل مع القائمين علي الأمر بمبدأ إن الحكومة دايما علي حق. فبالأمس القريب إستقبل تراب مصر شهيدتين جديدتين من ضحايا الداخلية وكان أحن عليهما من سكان هذه الأرض الملعونة التي تبرر للقاتل قتله للأبرياء وهما "سندس رضا أبوبكر" شهيدة الأسكندرية في السابعة عشر من عمرها،والشهيدة الثانية هي"شيماء الصباغ"في الثلاثين من عمرها زوجة ثم أم وأخيرا شهيدة مصرية أصيلة عضوة بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي(يسارية)التي توفت عصر السبت في مسيرة للحزب بالورود في ميدان طلعت حرب، وقال "اللواء عبدالفتاح عثمان"، مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات بعد الحادث بساعات قليلة وحتي قبل بداية أي تحقيق، إن الأجهزة الأمنية لم تطلق أي طلقة خرطوش، وإنما أطلقت قنابل مسيلة للدموع عقب تظاهر ما يقرب من 50 شخصًا من الاشتراكيين الثوريين(وهو التصريح الفوري وتتر البداية للداخلية عقب أي أحداث ينتج عنها إصابات أو شهداء ثم أضاف «عثمان»، أن بعض العناصر اندست وسط المتظاهرين، وهي من أطلقت الخرطوش على المتظاهرين من الاشتراكيين الثوريين، وتسببت في مقتل شيماء الصباغ، أمينة العمل بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مشيرًا إلى أن قوات الأمن لم تتجاوز في التعامل مع المتظاهرين، ولكن هناك أيادٍ خفية تسعى لتأجيج الموقف وبث الفوضى في البلاد. الكارثة الكبري أن هناك من يصدق دائما هذه الرواية الحمقاء دون حتي بعض التفكير والتروي وهي رواية مصرية للمبتدأين في المقام الاول،فالمعلم الكبير "بفتح العين" جورج بوش في أعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر لم يخرج بعدها بساعات علي الشعب الأمريكي بتصريحات من هذه النوعية السطحية ولكن تصريحاته كانت عن أن جهات التحقيق سوف تكتشف في اسرع وقت الفاعل بصرف النظر عن ماهية الحادثة واغراضها البعيدة ولكن الشاهد هنا احترام الحكومة للشعب الأمريكي،ولكن في مصر الحكومة دايما علي حق حتي لو كانت بتعرف القاتل قبل حتي ما يتم التحقيق...منتهي العبث. استشهاد شيماء الصباغ كان دليلا دامغا علي أن لا شئ تغير او عفوا كل شئ قد تغير للأسوأ...فالإنتقام من الشباب الثوري هو الدستور الوحيد السائد في البلاد،وكالعادة فإعلامنا المناضل يبرر ويدافع عن وزارة الداخلية وتبرر قتل الشهداء علي أنهم إما من القله المندسة أو أن تم قتلهم من قبل القله المندسة..القله المندسة ذلك المصطلح السينمائي والكلمة السحرية للخروج من أي مأزق وهو أيضا نفس المصطلح الذي تستخدمه جموع الشعب الصامته من أجل إراحة ضمائرهم تجاه من استشهد،هذه الكلمة السحرية التي تستخدمها الأذرع الإعلامية(كما جاء في فضيحة التسريبات)شوية ال...كي يجملوا صورة الجهات المسؤلة وتشويه صورة الشباب الثوري الطاهر، ذلك الشباب الذي أعتنق مجموعة من المبادئ التي أمن بها...ذلك الشباب الذي أمن بتحقيق وطن حر يمتلك كرامته وقراره..وطن يتساوي فيه الجميع وتكون هناك فرص متساوية للجميع..وطن للعدالة والحق والخير..أمنوا أن القمع و العنف ليس حلا وأن وطنا قائما علي "هيبة" الانسان هو الوطن الذي نبتغيه جميعا..أمنوا أن هيبه الإنسان هي التي تصنع هيبة الدولة وليس قمع الحريات وقتل الأبرياء وتلفيق التهم وتزييف الأدلة هو ما يصنع دولة قوية،شيماء استشهدت وهي واقفة بشموخ علي قدميها في رسالة صريحة وواضحة لقاتليها ومبررين قتلها كي يهتف حاملي نعشها "هي ماتت وهي واقفه...لكن انتم هتعيشوا راكعين هي ماتت و هي حرة...لكن انتم شوية عبيد" الجدير بالذكر هنا أن دولتنا العظيمة قد أعلنت حداد مدته سبعة أيام علي وفاة ملك السعودية ولم تعلن مثل هذا الحداد علي شهداء الثورة أو العساكر الغلابة علي الحدود المصرية ولن يكون هناك حداد علي سندس أو شيماء فنحن لحكومتنا أرخص بكثير من إعلان حداد علي شهداء أغلي بكثير من أمراء وملوك ورؤساء..سندس وشيماء الصباغ ليسوا أول الشهداء ولن يكونوا أخر الشهداء...فهم شهداء أحلام الحرية شهداء الفكرة ،والفكرة لا تموت. خالد سعيد..عماد عفت..مينا دانيال..رامي الشرقاوي..جيكا..كريستي..أسماء البلتاجي..الحسيني أبوضيف..(وسأترك القوس مفتوحا لتضعوا كل من تعرفونه من شهداء لم يحمل الخامس والعشرين من يناير عام 2015 جديدا يا أصدقائي لقد رحلتم عن عالمنا من أجل الحرية من أجل الأمل في وطن أفضل ولكن هذا لم يتحقق حتي الأن ويبدو أنه لن يتحقق قبل مزيد من التضحيات والشهداء..ستقابلون كل من سندس وشيماء الصباغ شهيدتين جديدتين للأمل..سيخبروكم بضعفنا وقلة حيلتنا حتي الأن..سيخبروكم شيئا واحدا يا أصدقائي هو اننا وحتي الان قد خذلناكم وخذلنا وطننا.