الثورة لم تولد خلسة حركة كفاية وبيان رحيل مبارك عمار علي حسن: دخلنا التحرير بدمائنا التحرير كان مركز المعرفة والتنوير كثيرون هم من عاشوا ثورة يناير وبما جرى بها من أحداث، لكن قلة قليلة جداً من عاشت أحداث هذه الثورة قبل أت تبدأ وشارك في التحضير لها. وعمّار علي حسن، الباحث والكاتب والروائي المصري، أحد هؤلاء القلائل الذين عاشوا إرهاصات الثورة، وكان شاهداً على الكثير من أحداثها، وقد سجل حسن شهادته تلك في كتاب أصدرته الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت عنوان "عشت ما جرى". يقول الكاتب والباحث عمّار علي حسن في كتابه: "البداية كانت بعيدة بعض الشيء، فالثورة لم تولد خلسة ولا من دون مقدمات، بل هي النتيجة لتمهيد طويل"، ويستعرض حسن تأسيس حركة كفاية في عام 2004، حيث وقع مائتان من رموز الوطن على بيان يطالب حسني مبارك بالرحيل. حركة كفاية قد أصابها بعض الموت بمرور الوقت، هكذا يرى المؤلف، مضيفا أنها قد سلمت راية المعارضة إلى "الجمعية الوطنية للتغيير" التي ضمت قاعدة أوسع انتشرت في محافظات مصركلها، وساعدت على قيام زخم شعبي رافض للثوريث قبيل الثورة بسنوات. 2010.. عام التزوير الفج يقول عمار علي حسن: "وجاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، انتخابات مزيفة بشكل ومضمون فاضحين، وكسر القاعدة التي عاش عليها نظام مبارك ثلاثين عاماً، بتحطيم الديكور وحرمان المتظرين على الأبواب من الفتات". وتم تزوير الانتخابات، وأقامت المعارضة برلماناً موازياً، فقال عنه مبارك جملته الشهيرة: "خليهم يستلوا". بعد دعوات على "الفيس بوك"، يأتي يوم 25 يناير، ويخرج الآلاف من المصريين إلى ميدان التحرير، فيعتصموا هناك، حتى يأتي منتصف الليل وتفرقهم أيادي البطش، فيرحل الشباب على وعدٍ بلقاء آخر يوم 28 من يناير. جمعة الغضب ويأتي الثامن والعشرين من يناير، ويصلي الشباب الجمعة، لينطلقوا بعدها في زحف هادر من كل الشوارع إلى ميدان التحرير، وتدور الكثير من المعارك على مداخل الميدان. يقول عمار على حسن: "كان لا يمكن أن يُسمح لنا بالتقدم إلا بدم، فهناك مصفحات وهراوات تنتظنا، وبنادق وحديد وغضب عارم يكسو وجه الضباط، وما هي إلا دقائق وبدأت المذبحة.. ساعتان كاملتان من الكر والفر حتى انجلى كل شيء، اسحب الجنود بغتة ذابوا كأنهم لم يقفوا هنا متشبثين بمواقعهم، وتقدمنا نحو ميدان التحرير". يقول عمار علي حسن، عن الثورة المصرية إنها "أهدت البشرية تكتيكاً مغايراً في فن الاحتجاج السلمي، يختلف اخلافاً جذرياً عن كل الأساليب التي وضعها عالم السياسة الأمريكي جين شارب، والتي ظلت تقد إرشادات للبشر في كيفية تحويل الغضب المنظم إلى طاقة من أجل التحرر". ويكمل حسن قائلاً: "ولهذا يبدو هزيلاً وهزلياً ذلك القول بأن الثورات العربية صناعة أجنبية، أو تم تدريبها في معامل المخابرات الغربية أو أنها جزء من سياسة الفوضى الخلاقة التي بشرتنا بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس". يقول عمار علي حسن، عن ميدان التحرير: "لقد أحيا ميدان التحرير السياسة التي أماتها نظام الرئيس المخلوع، وعوض تخاذل أحزاب المعارضة عن أدار دورها في تعليم الناس فن ممارسة السياسة.. هذا الميدان هو مركز المعرفة والتنوير السياسي".