أسعار الأعلاف ارتفعت لأكثر من 30% المربون يعانون من الأوبئة والأمراض الاستيراد يقضي علي المحلي والرقابة البيطرية غائبة الخبراء: منع ذبح الإناث وإحياء مشروع البتلو يعتبر الإنتاج الحيواني، من الأعمدة الرئيسية التي يعتمد عليها الفلاح المصري بصفة خاصة، ومن الركائز الأساسية في دعم النشاط الاقتصادي عموما، في ظل ارتفاع أسعار اللحوم وزيادة الطلب علي الاستيراد من الخارج. في التقرير التالي نرصد المشاكل والمعوقات التي تعرضت لها الثروة الحيوانية في الفترة الأخيرة، ونحاول وضع الحلول المقترحة من خلال الخبراء والعاملين في المجال. بداية يقول محمود إبراهيم مربي مواشي: إن أسعار الأعلاف قد ارتفعت في الفترة الأخيرة إلي أكثر من 30%، موضحا أن تكلفة التربية للمواشي، قد ازدادت، لافتا إلي أن المربي يعاني من مشاكل كثيرة، منها ارتفاع أسعار المواشي في الأسواق فضلا عن أن السلالات الموجودة حاليا في مصر، أصبحت لا تتحمل الأمراض والأوبئة. أما عبد العاطي فرج مزارع، فيري أن الأوبئة والأمراض انتشرت بصورة كبيرة، مما أدي إلي هلاك العديد من رؤوس الماشية، مشيرا إلى أن الكثير من المربين قد هجروا تربية المواشي، فمنهم من اتجه إلي تربية الدواجن، والأخر امتنع تماما عن التربية بسبب سوء الأحوال، وعدم ربحيتها. وأوضح فرج، أن هناك إهمال شديد من جانب الوحدة البيطرية التي لا توفر اللقاحات، والأمصال للوقاية من الأمراض المعدية، وتفعيل دور الوقاية قبل العلاج. فيما طالب جابر فرغلي مزارع الحكومة بتوفير مساحات كبيرة من الأراضي للاستصلاح الزراعي، حتى يستطيع المربين التوسع في تربية المواشي، مؤكدا أن أسعار العلف الأخضر، قد تصاعدت بسبب تأكل معظم الأراضي الزراعية، واتجاه الكثير من الفلاحين إلي زراعة الخضر والفاكهة مما رفع أسعار العلف الأخضر. ومن جانبه يقول مسعود عبد الحليم، رئيس جمعية لتنمية الثروة الحيوانية إن الثروة الحيوانية في مصر معرضة لكارثة، وأن أعداد المواشي تتناقص يوما بعد يوما. وأضاف عبد الحليم، أن ذبح الإناث هو السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المواشي وسوء حالتها الصحية والغذائية، بالإضافة لضعف تركيبها الوراثي، لافتا إلي أن ذلك الأمر يشكل خطورة كبيرة على تنمية الثروة الحيوانية؛ لأنه يؤدي إلى نقص في الإنتاج، وبالتالي في السلالات. وأوضح مسعود أن هناك مافيا لاستيراد اللحوم، والمواشي الحية من الخارج، لا تريد للثروة الحيوانية في مصر أن تتعافي، معللا ذلك بأنه يتعارض مع مصالحهم. ونوة إلي أن الشحنات المستوردة من الحيوانات الحية كانت سببا رئيسيا في نقل الأمراض، والأوبئة فضلا عن أن اللحوم المستوردة لا تتمتع بنفس جودة اللحوم البلدية، بسبب سوء المراعي الخارجية. ومن جانبه يؤكد الدكتور سليم الو رداني الخبير بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن الإكثار من الأعلاف الشتوية ذات الإنتاجية العالية، مثل بنجر العلف الذي ينتج مئات الأطنان من الأعلاف في فترة انتهاء البرسيم الشتوي وبداية العلف الصيفي يجل مشكلة تناقص الأعلاف في هذه الفترة. وشدد علي ضرورة استحداث أصناف من الأعلاف ذات الإنتاجية العالية، واستبدال الأعلاف التقليدية مرتفعة التكاليف. وأضاف سليم أن عدم تنظيم عمليات الذبح من المشكلات الخطيرة، فيما يذبح، ويعد ذلك بمثابة إعدام للثروة الحيوانية؛ لافتا إلي أن الذبح لا يتم تحت رقابة، كما أن عدم وجود رقابة حازمة على الحيوانات التي يتم استيرادها من الخارج والتي قد تكون حاملة لبعض الأمراض يمكن أن تنقلها للسلالات المحلية. وطالب الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة محمد عمر، بضرورة تقنين عمليات الاستيراد، لافتا الي أن فتح الباب علي مصراعيه للاستيراد، يعمل علي القضاء علي نشاط التربية الحيوانية في مصر. وشدد على ضرورة وضع جدول زمني للنهوض بالإنتاج الحيواني مع إحياء مشروع تربية البتلو، وإحكام الرقابة علي المجازر، والمحلات التي تذبح خارج المجازر المرخصة. ووجه الحكومة بضرورة التوسع في مشروعات الثروة الحيوانية، ودعم الإقراض للشباب، والتشجيع علي تربية المواشي، لأنها ثروة قومية يجب علي الجميع الحفاظ عليها، وتنميتها.