يعانى قطاع السياحة المصرية منذ قيام "ثورة يناير" وحتى اليوم من حالة تراجع غير مسبوقة في أعداد السياح الوافدين للبلاد ، وخسائر متتالية لشركات السياحة والفندقة بمختلف المقاصد السياحية المصرية ، التي تأثرت جميعها بالأزمة السياحية في البلاد . وقالت دعاء مهران الباحثة المصرية ، التي رصدت اخفاقات وانتصارات السياحة المصرية خلال عام 2014 في دراسة صدرت عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية تلقت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) نسخة منها اليوم الاثنين إن حالة التراجع السياحي بمصر أدت الى تدهور كبير في صناعة السياحة وإغلاق الاف البازارت والمنشآت والمطاعم والفنادق وتسريح مئات الالاف من العمال ، خاصة بعد أن تسببت الأحداث السياسية وما كان يصاحبها من أوضاع أمنية في صدور قرارات حظر سفر سياح كثير من البلدان الى مصر. وأضافت أن الغاء حظر كثير من الجنسيات السفر الى الأقصروأسوان لم يخفف من حدة الأزمة السياحية في المدينتين ، اذ كانت حركة السياحة الثقافية التي تشتهر بهما المدينتان بجانب السياحة النيلية ، من اكثر القطاعات تضررا من حالة التراجع السياحي . وأوضحت الباحثة المصرية دعاء مهران في دراستها أن العام الجاري شهد تعافيا تدريجيا لقطاع السياحة المصرية ، الا أنه لم يخل من الضربات الموجعة للقطاع الذى ما أن يبدأ في التعافي حتى يتعرض لازمة جديدة تهدم ما قبلها من الجهود التي تبذل لاستعادة الحركة السياحية مجددا الى البلاد . وتقول الدراسة إنه رغم الضربات الموجعة الا أن السياحة في مصر شهدت في العام الجاري ارتفاعا في نسب السياح الوافدين وأعداد الليالي السياحية ، اذ شهد مطلع العام وبقية شهوره اعلانات متتالية من عمليات متتالية من معظم البلدان الأوروبية برفع الحظر الذى فرضته على سفر مواطنيها الى مصر ، لتعود كثير من الجنسيات في الظهور مجددا وسط المزارات الأثرية والسياحية المصرية . ولفتت الدراسة إلى أن عدد السياح الذين زاروا مصر خلال شهور تموز/ يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر بلغ نحو 767 ر2 مليون سائح، مقابل 630ر1 مليون سائح خلال نفس الفترة من عام 2013 . وقالت الدراسة إن مصر استقبلت خلال العام الجاري 10 ملايين سائح ، وأن نسبة التدفق السياحي للبلاد ارتفعت عن عام 2013 بنسبة 20 بالمئة . ويقول ناجي عريان خبير سياحي ونائب رئيس غرفة الفنادق إن رفع الحظر لم يأت بالنسبة المتوقعة من هذه الدول والأسوأ من ذلك لا توجد أية تعاقدات جديدة لموسم الشتاء لأن المخاوف مازالت موجودة من القدوم إلي المقصد المصري. فيما يرى الخبير السياحي المصري علي غنيم، أنه رغم رفع الحظر فلا تأتي أي سياحة إلي الأقصروأسوانوالقاهرة ولا تتعدي نسب الاشغالات 8 بالمئة وبأبخس الأسعار ، لافتا إلى أن الكارثة الأكبر أنه لا يوجد طلب علي مصر في موسم الشتاء، وهذا واضح من منظمي الرحلات. واشار إلى أن ما يحدث له علاقة بالسياسة ، خاصة أن 82 بالمئة من السياحة القادمة لمصر من السوق الأوروبي، فلا توجد سياحة من ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا، ونسب الاشغالات لا تتعدي 5 بالمئة في شرم الشيخ والغردقة وهي من السوق الروسي فقط . ومن المؤشرات السياحية لعام 2014 والتي رصدتها الدراسة ارتفاع معدلات السياحة الألمانية الوافدة لشواطيء البحر الأحمر عن نفس الفترة من العام الماضى بنسبة تراوحت ما بين 50 و60 بالمئة وأن عدد زوار مصر من ألمانيا في الفترة من كانون أول/ يناير وحتى شهر أيلول/سبتمبر من العام الجاري بلغ 620 ألف سائح قضوا 5 ملايين ليلة سياحية . لكن السياحة الثقافية الوافدة الى مدن الأقصروأسوان لم تشهد أي تقدم ، وكان هذا هو التحدي الذى واجهه قطاع السياحة المصري خلال هذا العام ، وفى اطار جهود مواجهة ذلك فقد استضافت مدينة الأقصر هذا العام فعاليات المؤتمر السنوي لاتحاد تكتلات المكاتب السياحية الألمانية او تي ايه بمشاركة 830 من صناع القرار السياحي بألمانيا ، واستضافت أسوان قرابة 800 اخرين من مديري وملاك شركات السياحة ومكاتب السفر الألمانية ، فيما أعلن وزير السياحة أنه التقى هذا العام قرابة 400 شخصية من اصحاب المكاتب السياحية ومنظمي الرحلات الألمان . ويرى الخبير السياحي المصري محمد عثمان نائب رئيس غرفة وكالات السياحة والسفر بمحافظة الأقصر في صعيد مصر أن من مؤشرات السياحة المصرية خلال العام 2014 جذب قرابة 6 ملايين سائح لتبلغ نسبة استعادة التدفقات السياحية 40 بالمئة بالقياس الى عام الذروة 2010 ، بالاضافة إلى نجاح الجناح المصرى ببورصتي لندن وبرلين وارتفاع نسبة الاشغال السياحي بالمقاصد السياحية الشاطئية الى قرابة 60 بالمئة . وأضاف أن من الاخفاقات التي شهدها القطاع السياحي المصري خلال العام الجاري الفشل في استعادة التدفقات السياحية من اليابان والصين بسبب رفض شركة مصر للطيران تسيير رحلات من القاهرة وغيرها من المطارات المصرية الى كل من اليابان والصين وعدم تمكن المكاتب السياحية لوزارة السياحة بالعواصم الأجنبية من بث رسالة طمأنة بحقيقة الوضع الأمني بمصر ، إضافة إلى عدم وجود خطة تسويقية عامة تشمل كافة الأنماط السياحية المصرية من سياحة ثقافية وسياحة شاطئية وغير ذلك