«البغدادي» ذراع أردوغان في المنطقة مخاوف من دعم إيران للميليشيات الشيعية الاتحاد الأوربي يتعامل بحذر مع حماس أمريكا تخشى وضع الإخوان على قوائم الإرهاب «داعش» يراهن على تحريك الشباب قال جاسم محمد، رئيس المركز الأوربي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، إن جميع الحركات الجهادية خرجت من عباءة الإخوان، وتعتمد على كتابات ابن تيمية وحسن البنا وسيد قطب. وأضاف خلال حواره مع شبكة الإعلام العربية «محيط»، أن سيناء تمثل هدفاً للإخوان والجماعات الجهادية وخاصة تنظيم القاعدة، وأشار إلى وجود جسور بين جماعة الإخوان المسلمين والولاياتالمتحدة وأوروبا. وأشار إلى أن المناصحة الفكرية مع الجماعات الإسلامية المتطرفة هي واحدة من أفضل الخيارات في التعامل معهم، شريطة أن تكون ضمن حزمة إجراءات عديدة، وتحدث عن أحداث هامة وتفاصيل أخرى نكشفها في سياق الحوار التالي.. ما هي قراءتك للمشهد السياسي الدولي الخاص بقضايا الإرهاب والحرب على "داعش"؟ هناك تغيّر ايجابي في المشهد السياسي، ما بعد سبتمبر 2014، وتشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة تحديداً، وتصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم 15 أغسطس 2014، على قرار قطع التمويل عن كل من تنظيمي "داعش" وجبهة النصرة. حيث دعا قرار مجلس الأمن الدولي (2170) جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى التحرك لوقف تدفق المقاتلين الأجانب والتمويل وغيره من أشكال الدعم إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة في العراقوسوريا. وتضمن القرار وضع قائمة طويلة من الأسماء على لائحة الإرهاب، ولكم المأخذ على هذا التحالف، هو تأكيده على المقاتلين الأجانب وانعكاساته على الغرب أكثر من إيجاد حلول حقيقية للمنطقة. كيف ترى موقف الولاياتالمتحدة من "داعش"؟ إن موقف الولاياتالمتحدة من "الدولة الإسلامية" يعتبر متذبذباً وغير واضح، ولم يضع الحلول الحقيقية لموجهة هذا التنظيم وهو يراهن على الغطاء الجوي والتحالف مع المجموعات المسلحة على الأرض في المنطقة الغربية والشمالية الغربية في العراق. فهو يتحالف مع الزعامات العشائرية والسياسية لإيجاد مجموعات تقاتل بالنيابة، والاكتفاء بإرسال مستشارين وصل عددهم إلى 300، يتوزعون في المناطق التي توجد فيها مصالح ومنشآت أميركية، أما في الأنبار فتتمركز في قاعدة عين الأسد قرب مدينة هيت. وماذا عن الموقف التركي؟ هو موقف مزدوج، فتركيا ضمن حلف الناتو لكنها لم تتخذ أي خطوة ضد "الدولة الإسلامية"، وقد كشفت التحقيقات تورط حكومة أردوغان مع أبو بكر البغدادي، ليتحول الأخير إلى ذراع أردوغان في المنطقة، وقد فضحت تطورات مدينة كوباني الكثير من حقيقة هذا الدور المزدوج. و قد كان الموضوع الرئيسي لحلف الناتو في المؤتمر الأمني الذي عقد في بروكسل نوفمبر الماضي، هو تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراقوسوريا في الغالب عبر الأراضي التركية، حيث ناقش المؤتمر قضية إحكام السيطرة على المعابر الحدودية التي تمثل منفذاً للمتطرفين لدخول الأراضي السورية والعراقية والعودة منها، أي أن تركيا تعتبر ملاذاً ومنطقة عبور "للجهاديين". لماذا لم تدرج أمريكا الإخوان علي قائمة الإرهاب الدولي؟ كان الإخوان يراهنون منذ البداية على الدعم الخارجي، وهذا يعود إلى جسور الإخوان في الولاياتالمتحدة و أوربا والعالم، فتدخل أمريكا والاتحاد الأوربي بشكل مباشر في الشأن المصري كشف الكثير من هذه العلاقات التي تعود إلى فترة ما قبل استلامهم السلطة. فإصرار الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي على إنقاذ قيادات التنظيم، يرجع إلى محاولتهم بعدم كشف الحقائق التي توصلت إليها التحقيقات القضائية والتي أشارت إلى قيام السفيرة الأميركية السابقة "آن باترسون" بلقاءات مباشرة مع قيادات الإخوان خلال فترة اعتصامات رابعة والنهضة بطريقة مكشوفة، بصورة تعكس إصرار الإدارة الأميركية على استمرار علاقتها مع الجماعة. إضافة لذلك أن وضع الجماعة على قائمة الإرهاب يعني ضرب مصالحها في المنطقة وهو ما يعرضها إلى عمليات إرهابية. ولماذا خرجت حماس من قائمة الإرهاب؟ إن إخراج حماس من قائمة الإرهاب جاء بقرار قضائي من المحكمة وليس قرار سياسياً، وهذا يعني بأن المحكمة لم تحصل على براهين وأدلة جنائية لإدانة الجماعة، مما يوضح أن هناك تقصير فني بعدم كفاية الأدلة. ويشار إلى أن دول الاتحاد الأوربي، مازالت تتعامل مع حماس بحذر وتحاول أن تفصل ما بين جناحها العسكري والسياسي، وهذا ما فعلته مع حزب الله من قبل. كيف ترى الدور الإيراني في محاربة تنظيم "داعش"؟ الدور الإيراني في محاربة التنظيم على الأراضي العراقية دوراً ايجابياً، وتحتاجه الأطراف الإقليمية والدولية، وهذا الدور جاء بموافقة أميركية، وهذا لأن إيران لاعب قوي في المنطقة لا يمكن تجاهله. فإيران ترتبط بعلاقات مع القاعدة، ومتورطة معها في تنفيذ عمليات إرهابية، لكن في ما يتعلق بتنظيم " الدولة الإسلامية" يأخذ مسار أخر وهو موضع ترحيب حتى من السعودية، في هذه المرحلة. ولكن هناك مخاوف إقليمية من دعم إيران للمليشيات الشيعية ومستقبل هذه الجماعات. وماذا عن الدعم الأمريكي لميلشيات الحشد الشعبي في العراق؟ الدعم الأميركي للحشد الشعبي مفقوداً، ربما ينحصر بتقدير المعلومات الاستخباراتية عبر المسح الجوي، فالجهد الأميركي يتركز في المناطق السنية، بإيجاد فصائل تقاتل بالوكالة ويعمل على تدريبها وتسليحها، أما الحشد الشعبي يحظى برعاية الحكومة العراقية وهو المعني بتسليحها وتدريبها. ما الدور الذي يمكن أن يلعبه رئيس الوزراء العراقي "العبادي" على المستوى المحلي؟ يمكن لرئيس الحكومة العبادي لعب دوراً إيجابيا من خلال إيجاد علاقات عمل جيدة مع رئيس البرلمان العراقي، ومع إقليم كوردستان والزعامات السنية العشائرية والسياسية، واتخاذ خطوات على الأرض في معالجة الفساد في مؤسسات الأمن والدفاع. وماذا عن المستوي الإقليمي؟ لقد انفتح العراق على دول الخليج والدول العربية، بعد أن كان يؤخذ بجريرة إيران، وهذا يعني إمكانية حصول العراق على دعم خليجي لمكافحة الإرهاب واستنساخ تجربة مصر في العراق. ما هي أسباب انسحاب الجيش العراقي من الموصل بشكل مفاجئ؟ إن أسباب انهيار الجيش العراقي كان ضمن مخطط و خيانة من قيادات ميدانية في الموصل، غالبيتها من السنة والأكراد، تحالفت مع التنظيم الدولة الإسلامية، وانهارت مدينة الموصل من الداخل في يونيو 2014. خلافات عديدة بين القاعدة وتنظيم الدولة.. فهل نحن بصدد صدام قوي بينهما؟ التقارير الميدانية من داخل سوريا كشفت بأن جبهة النصرة تتجه للمصالحة مع "الدولة الإسلامية" وكان ذلك خلال مرحلة الإجماع الدولي لمحاربة التنظيمين، رغم ارتباط النصرة بالقاعدة وإعطاء بيعتها للظواهري. فهذا الموقف يعكس أن كلا التنظيمين يشتركان في ايدلوجية وعقيدة "جهادية" واحدة لكنها تختلف فيما بينها على الزعامة والسيطرة على الموارد. فهذه الجماعات تتحدث عن حرب "صليبية والدفاع عن الأعراض والحرائر" وهي لغة الاستقطاب في إعلامهما، وهذا يعني أن المواجهة في الوقت الحاضر ما بين القاعدة والدولة الإسلامية مستبعدة، لكن يبقى هنالك تناحر وسجال بينهما حول زعامة عولمة الجهاد. ماذا يريد تنظيم "الدولة الإسلامية" من الإعلام؟ يعتبر الإعلام عند "الدولة الإسلامية" ركيزة هامة بجانب "الجهاد" الميداني ليتجاوز المنابر التقليدية وينتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. ويراهن التنظيم على تحريك مجموعات الشباب من داخل الدول الغربية ليتخطى الإجراءات الاحترازية التي تتخذها في المطارات والمعابر الحدودية، فنشره لفيديوهات صورت عمليات الذبح، هي رسالة مزدوجة إلى قاعدة وجمهور التنظيم، بأنه لا يعمل حساب إلى حكومات هذه الدول وإنه بموقع قوي لا يتأثر بالتحالف الدولي والضربات الجوية التي لم تأت بنتائجها. لتوصيل رسالة لجمهوره بأنه لا يتفاوض أو يخضع للتهديد بإيقاف عمليات القتل والذبح فهي مستمرة، وهذا ما يعزز استراتيجية التنظيم في مجال الإعلام، أي تعزيز صورته الوحشية الدموية لدى بعض الشباب. وهل نجح هذا الدور الإعلامي؟ بالطبع.. ويمكننا أن نستدل على ذلك من خلال قيام التنظيم بجذب عدد كبير من الشباب من خلال صورته الوحشية الدموية التي غالبا ما تشبع رغبات الكثير منهم. فتلك الفئة من الشباب وجدت ضالتها في هذا التنظيم من خلال الفوضى وعدم الانضباط بأي قانون أو شريعة والرغبة في الحصول على الزعامة والامتيازات المادية. يدعي البعض أن مصر تربة خصبة لظهور الفكر "الداعشي".. ما رأيك؟ يمكننا القول بأن الحركات الجهادية جميعها خرجت من عباءة الإخوان، وتعتمد على أفكار ابن تيمية وحسن البنا وسيد قطب. كما أن سيناء تحديداً تمثل هدفاً للإخوان والجهاديين بمختلف درجاتهم، وخاصة تنظيم القاعدة الذي يقاتل فيها تحت راية "التوحيد والجهاد"، ويراهن الظواهري على سيناء أكثر من غيرها، رغم إعلان أنصار بيت المقدس البيعة للبغدادي، بعد أن عجز الظواهري عن تمويله. كيف سيتعامل إخوان مصر مع دعوات "داعش" للانضمام في صفوفه؟ الإخوان تحالفت وتتحالف مع كافة الجماعات الجهادية لمواجهة الحكومة في مصر، فليس مستبعداً وجود تنسيق وتعاون بينهم في مجال التدريب وتدفق الانتحاريين والمقاتلين. هل تجدي المناصحة والمراجعة الفكرية مع الجماعات الإسلامية المتطرفة في هذا التوقيت؟ المناصحة الفكرية هي واحدة من أفضل الخيارات، فقد تأتي بنتائج إيجابية شريطة أن تكون ضمن حزمة إجراءات من شأنها إعادة تأهيل أفراد وجماعات داخل المجتمع، ومنها توفير فرص العمل ومراجعة سياسات الإقصاء والتهميش، وكان للمملكة العربية السعودية واليمن دوراً في ذلك.