وجدت الأبحاث الحديثة استخدام بعض مضادات الاكتئاب خلال فترة الحمل يمكن أن تؤدي إلى تغييرات مدى الحياة في السلوك المتعلقة بالقلق في ذريتهم وحمايتهم من الاضطرابات ذات الصلة بالقلق عندما يصلوا إلى مرحلة البلوغ. وقالت آن أندروز أستاذ علم النفس والكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة "كاليفورنيا"، إن الآثار المترتبة على هذه النتائج، هي إمكانية تحديد العديد من مضادات الاكتئاب أكثر أماناً للنساء الحوامل، طبقاً لما ذكرته وكالة "أنباء الشرق الأوسط". ومن ناحية أخرى، درس الباحثون تعرض فئران في مراحل النمو الأولى والتي تحاكي نفس الفترة البيولوجية للشهور الثلاث الأولي للحمل عند الإنسان إلى جرعات من مضادات الاكتئاب مختلفة "بروزاك، ليكسابرو". وقد توصلت الأبحاث إلى أنه على الرغم من الاعتقاد السائد بامتصاص مضادات الاكتئاب المثبطة - السيروتونين الانتقائية - "أس.أس.أر.أى"، للعمل بنفس الطريقة ، فإنها لم تسفر عن التغييرات نفسها على المدى الطويل في السلوكيات والقلق في الفئران البالغة. وكانت الفئران التي تعرضت لعقار "ليكسابرو"، شهدت تغييرات دائمة في مستويات "السيروتونين" العصبي وكانت أقل قلقاً مثل البالغين من الفئران الذين تعرضوا لعقار "بروزاك". وأكدت أندروز في معرض الأبحاث المنشورة في دورية "الأدوية النفسية والعصبية"، أن هذا كان مفاجئاً تماماً، نظراً لأن هذه الأدوية تنتمي إلى نفس فئة المخدرات، حيث يعتقد بأنها تعمل على طريق نفس الآلية، مضيفاً أنه من الممكن عندما يتم التعامل مع الأمهات لعلاج الاكتئاب أو القلق أثناء الحمل أن بعض "أس.أس.أر.أى" قد تعزز مرونة تطوير هذه الاضطرابات عند الأطفال في وقت لاحق من الحياة".