صرح الباحث الاثرى أحمد عبد القادر بأن ظاهرة شروق الشمس النادرة على المحور الرئيسى لمعابد الكرنك بالأقصر ستحدث في نحو الساعة السادسة و40 دقيقة صباح غد الأحد، وهو يوم " الانقلاب الشتوى " الذي يواكب بداية فصل الشتاء فلكياً لدى سكان الجزء الشمالى للكرة الارضية ، حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط. وقال عبد القادر: إن الزائرين والمتابعين لتلك الظاهرة النادرة سيتمكنون من رؤية قرص الشمس وأشعتها التي تنتشر في جميع ارجاء المعبد وبذلك تتميز تلك الظاهرة التي تحدث يوم الانقلاب الشتوى في معبد الكرنك عن التي تحدث نفس اليوم في معبدى قصر قارون بالفيوم، ومعبد حتشبسوت بالدير البحرى في البر الغربي بالأقصر حيث إن ضوء الشمس سينعكس فيهما على منطقة معينة أو تماثيل محددة فقط. وفسر الباحث حدوث تلك الظاهرة في الكرنك، بأنه من المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بالضوء وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذي اعتبر الحرم المقدس للاله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة ، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللا حركة، ولذلك كان من الضرورى توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة خاصة في فصل الشتاء ، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار. وأضاف أن الطبيب المصرى القديم قد ربط بين الضوء والحالة النفسية والصحية للإنسان، فقد جاء في بردية " ايبرس " الطبية وصف لحالات الانهيار العصبى ومرض الاكتئاب، وكان علاج تلك الحالات يتم عن طريق النوم في حجرات خاصة بالمعبد والتعرض لضوء واشعة الشمس الدافئة، ومن المثير للدهشة أن الأطباء اليوم يصفون نفس الحالات المرضية تحت اسم " الاكتئاب الشتوى " الذي يصيب من لا يتعرضون لقدر كاف من ضوء الشمس، خاصة في فصلى الخريف والشتاء، كما انهم يصفون نفس العلاج الذي وصفه الطبيب المصرى القديم للمرضى، وهو التعرض الكافى لأشعة شمس الشتاء الدافئة. وأشار عبد القادر المروج للسياحة الفلكية والعلاجية والاستشفائية بمحافظة الأقصر إلى أن الاحتفال بظاهرة شروق الشمس على المعابد المصرية القديمة يهدف إلى جذب السياحة العلاجية والاستشفائية بمصر بصفة عامة، ومحافظة الأقصر بصفة خاصة، حيث أن المحافظة تمتاز بمقومات السياحة الفلكية والعلاجية والاستشفائية غير المستغلة سياحيا، والتي يمكن إدراجها على أجندة المؤتمر الاقتصادى الدولى بالقاهرة المقرر عقده في مارس 2015. وأكد أن معابد الكرنك لعبت دورا هاما في الطقوس الدينية والعلاجية في مصر القديمة، وسوف يتم إدراج صالة الاعمدة الكبرى بمعابد الكرنك ضمن موسوعة " جينس " للارقام القياسية، حيث تعتبر أكبر صالة في العالم شيدت من الحجر، وبها أكبر عدد من الاعمدة الحجرية، كما أنها أكبر صالة تم سقفها بالواح حجرية، وقد ذكر بها اسم الملك رمسيس الثانى أكثر من ألف مرة، وجاء ذكرها في إحدى روايات الكاتبة البريطانية "اجاثا كريستى"، واستغلتها " ناعومى كمبل " عارضة الازياء الشهيرة في عرض بعض الازياء العالمية.