في الإنتخابات البرلمانية عام 1938 قرر علي ماهر باشا رئيس الوزراء انذاك اسقاط كل مرشحي الوفد "حزب الأغلبية الشعبية وقتها" بما فيهم مصطفي النحاس باشا زعيم الوفد. اجتمع النحاس باشا بعد معرفته بهذا التوجه بهيئة الوفد فطرح فؤاد باشا سراج الدين فكرة أن يتقدم النحاس باشا في دائرته, سمنود, حتي تتجه انظار الحكومة لهذا ثم يتقدم في اخر لحظة في دائرة الزعفران. كان فؤاد باشا سراج الدين معتمداً علي أن له أراضي وأطيان في هذه الدائرة وفعلاً اقنع فؤاد باشا سراج الدين كل أهل الدائرة بعدم الترشح. تقدم النحاس باشا بأوراق الترشح لدائرة الزعفران قبل موعد غلق أوراق الترشيح بخمس دقائق وكان فكرة فؤاد باشا سراج الدين العبقرية هو ان يفوز بالتزكية فلا يصبح للقصر ولا لحكومة علي ماهر باشا حجة لاقصائه خارج البرلمان تحت أي مبرر وكان من المفترض ان تنجح الفكرة النجيبة .... ولكن .... وصل الخبر إلي القصر بعد نصف ساعة فصدرت الأوامر بفتح الخزينة بعد الموعد القانوني وقاموا بأحضار شخص من الدائرة لتقديم أوراق ترشحه ودفع مبلغ التأمين تمهيداً لتزوير الانتخابات وفعلاً تم اسقاط مصطفي النحاس باشا أمام شخص مجهول ونجحت الدولة في مخططها ليقول مصطفي النحاس باشا لفؤاد باشا سراج الدين "الدولة محدش يقدر يغلبها". تذكرت هذه القصة فور علمي برفض حزب مصر العروبة الديمقرطي, الذي دعا لتاسيسه الفريق سامي عنان, فمصرنا الحبيبة بها ما يزيد عن 90 حزباً أغلبهم تم تأسيسهم دون ان يسمع عنهم أحد ... بعضهم أحزاب بلا مقرات أو مقرات مغلقة وبعضهم أحزاب تقتصر عضوياتها علي رئيس الحزب فقط ... ولكن الدولة "اللي محدش يقدر يغلبها" لما تحب تخلي حد في المشهد تذلل له كل الصعوبات ولما تبقي مش عايزه حد مهما حاول مش هيقدر يعمل حاجة. المدهش هو معرفة "المعلن" من اسباب رفض الحزب فمثلاً هذا مواطن أبي الا أن يكون عضو مؤسس في الحزب فتوجه للجنة شئون الأحزاب ليتظلم بحجة ان وكلاء مؤسسي الحزب رفضوا أستلام توكيله وهاهي لجنة شئون الأحزاب تطلب استيفاء بعض الأوراق من وكلاء مؤسسي الحزب فبعد ان يستوفوها ترفض إشهار الحزب لأسباب اخري غير الواردة في اعتراضاتهم الأولي وهاهي ايضاً لجنة شئون الأحزاب توصي الإدارية العليا برفض الحزب رغم ان مهمتها المحددة قانوناً هي العمل علي أستيفاء وإستكمال أوراق تأسيس الأحزاب حتي يتم أشهارها ... ونهاية ورغم محاولات مؤسسي الحزب سد كل الثغرات يتم تأخير موعد أول جلسة أمام الإدارية العليا إلي 17 يناير القادم .. وجلسة ورا جلسة لن يلحق هذا الحزب بالإنتخابات البرلمانية ولتصدق مقولة النحاس باشا "الدولة محدش يقدر يغلبها" وادينا قاعدين مستنين باقي اللي الدولة مش عيزاهم هيكون مصيرهم ايه في الانتخابات القادمة ... ده في حالة إنها اتعملت.