وصفت الخارجية الإثيوبية اللقاءات التي يجريها وفد الدبلوماسية الشعبية بالقاهرة ب"الإيجابية والمفيدة"، مشيرة إلى أنها "ستساعد على إزالة سوء الفهم لدى بعض قطاعات الشعب المصري من بناء سد النهضة لأغراض تنموية". وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، إن "اللقاءات التي يجريها الوفد الإثيوبي خلال زيارته لمصر، إيجابية ومفيدة وتعزز التعاون بين البلدين في كافة المجالات وستعمق العلاقات الشعبية بين البلدين". وأوضح، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة أديس أبابا، أن "تبادل وجهات النظر بين الجانبين سيؤكد على تبادل المصالح والتوزيع العادل لمياه النيل". وأضاف: "زيارة البعثة ستساعد على إزالة سوء الفهم لدى بعض قطاعات الشعب المصري من بناء سد النهضة لأغراض تنموية". وأشار إلى أن "مصر لها مخاوف بشأن بناء السد بأنه سيؤثر في تدفق المياه إلى مصر"، مؤكدًا أن "السد لن يلحق أي ضرر بحصة مصر". وانتقد مفتي، في الوقت نفسه، المزاعم التي تروّج على تأثيرات السد على حصة مصر، قائلا: "السد سيزيد من تدفق المياه وسيساعد في استمراره على مدار السنة وسيعزز التنمية.. وإثيوبيا ستصدر الكهرباء لدول الحوض". وتابع: "إثيوبيا قررت إرسال البعثة الدبلوماسية الشعبية إلى مصر بعد زيارة وفد مصري لإثيوبيا في 2011، لافتًا إلى أن "الزيارة تأخرت نتيجة للتطورات التي شهدتها مصر، واليوم اكتملت زيارة الوفد الرفيع المستوى الذي يزور مصر ويجري لقاءات مع عدد من المسؤولين في مصر في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال خمسة أيام". يذكر أن العلاقات الإثيوبية المصرية شهدت توترا على فترات متقطعة، مؤخرا، إثر إعلان أديس أبابا بناء سد النهضة على مجرى النيل، ما أثار مخاوف مصرية من تأثيره على حصتها السنوية من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب، ومع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم في يونيو الماضي، بدأت العلاقات في التحسن مع محاولة الطرفين حل الخلاف في إطار ثنائي. وعقب ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، زار وفد شعبي مصري يضم قيادات سياسية ورؤساء أحزاب وأكاديميين ومرشحين للرئاسة حينها أديس أبابا لمناقشة أزمة حوض النيل، وإيصال رسالة للشعب الإثيوبي بأن "الشعب المصري لا يمكن أن يقف أمام مشروعات التنمية في الدول الأفريقية". ويضم الوفد، الذي تمتد زيارته من 16-20 من ديسمبر الجاري، 70 عضوًا من مختلف مكونات المجتمع الإثيوبي من ممثلين لأحزاب سياسية موالية للحكومة وأخرى معارضة، إلى جانب تمثيل شبابي ونسائي ورجال دين مسلمين ومسيحيين، وأستاذة جامعات، وإعلاميين.