قال مسؤول بوزارة النفط الليبية اليوم الإثنين إن إنتاج بلاده من النفط تراجع إلي 550 ألف برميل يوميا، وذلك مقارنة بمستواه نهاية الأسبوع الماضي عند 800 ألف برميل يوميا. وأضاف المسؤول في تصريحات لوكالة الأناضول أن سبب تراجع الإنتاج هو توقف العمل في ميناء السدرة النفطي عن التصدير بسبب الاشتباكات المُسلحة بالقرب منه، ويبلغ إجمالي ما يجرى تصديره عبر الميناء يوميا 300 ألف برميل. وفرضت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا ومقرها طرابلس يوم أمس الأحد حالة القوة القاهرة على مينائي السدرة ورأس لأنوف وهما أكبر ميناءين لتصدير النفط في البلاد. وتقدمت قوات فجر ليبيا يوم السبت من قرية بن جواد بالقرب من ميناء السدرة النفطي، وتصدت لها قوات حرس المنشآت النفطية بمشاركة سلاح الجو الليبي التابع لمجلس النواب المُعترف به دولياً والمنعقد في مدينة طبرق شرق البلاد . وحالة القوة القاهرة تفرضها الموانئ الليبية للإعلان عن عدم تمكنها من الالتزام بأي تعاقدات. وكان المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) قد قال، في بيان له مؤخرا، إنه جرى تشكيل غرفة عمليات أطلق عليها اسم "الشروق" لتحرير الموانئ والمقار النفطية في الهلال النفطي (شرق) تفعيلا لقرار المؤتمر 42 لسنة 2013. ومنطقة الهلال النفطي هي منطقة خليج سرت الممتدة من سرت وحتى الزويتينة، وتضم ( ميناء السدرة، ومجمع رأس الانوف النفطي، والبريقة، والزويتينة). وتبعد السدرة عن سرت شرقا بحوالي 20 كم، أما الزويتينة فيفصلها عن أجدابيا 10 كم غربا، ومساحة الهلال النفطي قرابة 300 كم. ويوجد بميناء السدرة أربعة مراسي مجهزة لسفن الشحن وبسعة تخزينية 6.2 مليون برميل من النفط الخام، ويعتبر من أكبر الموانيء النفطية في ليبيا. وتغذي أربعة حقول نفطية وهى الواحة، والسماح، وجالو، والظهرة ميناء السدرة النفطي، وتديره شركة الواحة للنفط المملوكة للمؤسسة الوطنية للنفط بالمشاركة مع ثلاث شركات أمريكية هي "كونوكو فيلبس"، و"ماراثون" ، و"اميراداهيس"، ويصل السعة التصديرية للميناء إلى 340 ألف برميل يوميا. ويوجد بميناء رأس لانوف 13 خزانا، ويحصل على النفط الخام من حقول هي (الصباح، زلة، الحكيم، الفداء، ماجد) التابعة لشركة الزويتينة، وكذلك حقول ( أم الفرود، والبيضاء، والنافورة) التابعة لشركة الخليج العربي، وكذلك حقول شركة ونترشيل الألمانية، ويتم تزويد مصفاة التكرير بمجمع رأس لانوف بنحو 140 ألف برميل يوميا، من تلك الحقول، فيما يصل السعة التصديرية اليومية له إلى 200 ألف برميل يومياً من النفط الخام. وميناء رأس لانوف تقوم بتشغيله شركة الهروج للعمليات النفطية المحدودة (فيبا سابقا) منذ عام 1955، وقد بدأت العمل تحت اسم "موبيل ليبيا للنفط المحدودة". وتدور معارك شرسة منذ أغسطس/ آب الماضي في مناطق غرب العاصمة بين قوات فجر ليبيا التي تتشكل من كتائب ثوار إسلامية، وتستمد شرعيتها من المؤتمر الوطني العام بطرابلس، والمنتهية ولايته، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والتي تستمد شرعيتها من مجلس النواب بطبرق (أقصى الشرق) والذي صدر حكم من المحكمة العليا ببطلان الانتخابات التي أفضت إليه. وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).