تيرانا : توعدت المعارضة الألبانية بتصعيد احتجاجاتها المناهضة للحكومة بعد يوم من مقتل ثلاثة من أنصارها في مظاهرة ضد رئيس الوزراء صالح بريشا. وفيما شيعت السبت جنازة أحد الضحايا ، اتهم بريشا المعارضة بمحاولة إشعال ثورة على غرار ما حدث في تونس ودعا إلى مسيرة ضخمة ضد العنف بالعاصمة تيرانا يوم الأربعاء القادم. ومن جانبه ، قال زعيم الحزب الاشتراكي المعارض ورئيس بلدية تيرانا إيدي راما إن الاحتجاجات ستستمر بعد دفن الضحايا ، محملا صالح بريشا مسئولية سقوط قتلى. وأضاف راما "ستنظم المعارضة يوم حداد لكن بعد تكريم القتلى في استعراض للحرية والعدالة، نؤكد لصالح أننا سنتصدى له بكل ما نشعر به من مسئولية تاريخية ومدنية كي نتخلص من هذا النظام اللصوصي الذي لا يطاق". وفي تعليقه على ما سبق ، اتهم بريشا زعيم المعارضة إيدي راما بمحاولة إشعال ثورة على غرار ما حدث في تونس ، قائلا :" ألبانيا ليست في حالة طوارئ ولن تنتقل إلى حالة طوارئ ولكن لن يتم التغاضي عن سيناريوهات العنف". وشبه في هذا الصدد خصومه الاشتراكيين بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ، داعيا إلى تنظيم مسيرة ضخمة ضد ما أسماه العنف يوم الأربعاء القادم . وتعد المظاهرة الدامية التي وقعت الجمعة في ألبانيا -التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي- أسوأ أعمال بعد اقتحام مبنى الحكومة إثر موت أحد النواب في عام 1998. ورشق أنصار الحزب الاشتراكي المعارض مبنى مكتب بريشا والشرطة بالحجارة والعصي الجمعة ، في حين ردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وخراطيم المياه وقنابل الصدمة. وقال ألفريد جيجا نائب مدير مستشفى تيرانا العسكري إن ثلاثة مدنيين قتلوا أحدهم برصاصة في رأسه والآخرين نتيجة إصابتهما بالرصاص في صدريهما من مسافة قريبة، مشيرا إلى أن 33 محتجا و17 شرطيا أصيبوا في تلك المواجهات وأن مدنيا وشرطيا حالة كل منهما خطيرة. ويسود الغموض بشأن من أطلق الرصاص على المتظاهرين، ففي حين أكد رئيس الوزراء أن الشرطة والجيش لا يستعملون الرصاص المستخدم بعملية القتل ، تصر المعارضة على أن الضحايا قتلوا برصاص الجنود لدى محاولتهم اقتحام مبان حكومية. ويرفض أنصار الحزب الاشتراكي قبول نتيجة انتخابات أجريت عام 2009 ويتهمون الحكومة بالفساد والتلاعب في تلك الانتخابات التي فاز فيها الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه بريشا بفارق بسيط كما أخفقت مرارا محادثات استهدفت الخروج من هذا المأزق. ونظم الحزب الاشتراكي العديد من الاحتجاجات غير العنيفة في وسط تيرانا من بينها إضراب طويل عن الطعام منذ انتخابات عام 2009 ولكن بعض المحللين يعتقدون أن المواجهة مع الحكومة قد تتصاعد ما لم يتدخل الغرب بقوة أكثر مما فعل حتى الآن. وأبدت بعثات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الموجودة في تيرانا أسفها العميق في بيان مشترك على سقوط ضحايا ودعت إلى التوصل لحل وسط وإلى الهدوء وضبط النفس والامتناع عن الاستفزازات. وفي العام الماضي ، رفض الاتحاد الأوروبي طلب ألبانيا التي تضم أغلبية مسلمة بأن تصبح مرشحة رسمية للانضمام للاتحاد ودعا البلاد لمكافحة الفساد وإقامة نظام ديمقراطي فعلي .