قرر وزير العدل الأمريكي، إريك هولدر، فتح تحقيق فيدرالي حول انتهاك الحقوق المدنية، بخصوص واقعة مقتل المواطن الأمريكي الأسود، إريك جارنر، على أيدي رجال شرطة بيض في نيويورك الصيف الماضي، وذلك بعد أن قررت هيئة محلفين في نيويورك أمس الأربعاء؛ عدم توجيه الاتهام للشرطي الذي تسبب في مقتل جارنر. ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن الوزير الأمريكي؛ إن وزارته " ستبدأ تحقيقا مستقلا وشاملا وعادلا وسريعا؛ حول انتهاك الحقوق المدنية بخصوص الواقعة ". ووصف الوزير؛ واقعة مقتل جارنر 43 عاماً وأب لستة أطفال بالتراجيدية، قائلا: " إن الحادثة هي الأحدث ضمن الوقائع الأخيرة؛ حيث وضعت الثقة على المحك تلك الثقة التي من المفترض أن تسود بين الأجهزة الأمنية، والمجتمعات التي تعمل تلك الأجهزة على حمايتها وخدمتها مؤكدا على ضرورة العمل من أجل تحسينها؛ بعد أن بدأت في الانهيار ". وسيبحث التحقيق الفيدرالي فيما إذا كانت واقعة مقتل غارنر؛ تعتبر انتهاكا للحقوق المدنية. وشهدت نيويوركوواشنطن، أمس الأربعاء، مظاهرات معترضة على قرار هيئة المحلفين، حيث نظمت في عدة مناطق بنيويورك، منها ميدان التايمز، وحي هارلم الذي يشكل المواطنون السود غالبيته وحي ستاتين أيلند - يقع فيه منزل غارنر وشهد واقعة مقتله حيث وضع المتظاهرون ورودا في المكان الذي قُتل فيه غارنر، كما أشعلوا الشموع. واعترض المتظاهرون على عدم محاكمة رجال الشرطة البيض؛ الذين يتصرفون بشكل متحيز ضد السود، ويستخدمون القوة المفرطة معهم. وعقد القس آل شاربتون مؤسس شبكة العمل الوطني في هارلم مؤتمرا صحفيا في المقر المركزي للشبكة في حي هارلم، برفقة والدة جارنر وزوجته. وقال آل شاربتون في المؤتمر الصحفي: " إن الولاياتالمتحدة تواجه أزمة قومية "، وانتقد النظام الذي يجعل قرار محاكمة أو عدم محاكمة رجال الشرطة بيد هيئات المحلفين، قائلا: " إن النظام القضائي في الولايات يتعاون مع الشرطة المحلية "، وأكد على ضرورة أن يتولى القضاء الفيدرالي مثل تلك الحالات. وأعلن آل شاربتون تنظيم مسيرة قومية، في الثالث عشر من الشهر الجاري، في واشنطن؛ للمطالبة بتولي وزارة العدل الأمريكية؛ التحقيق في الحوادث المشابهة. بدورها أشارت زوجة جارنر، إسوا جارنر، إلى بيان الاعتذار الذي سبق أن أصدره الشرطي، دانيال بانتاليو، قائلة: " إنها لا تقبل اعتذاره "، مضيفة: " بانتاليو لا يزال يعمل وبوسعه تأمين دخل لأولاده، في حين أن زوجي أصبح تحت التراب، وعلي أن أفكر في كيفية إطعام أولادي ". وشهدت العاصمة واشنطن أيضا؛ تظاهر المئات احتجاجا على عدم توجيه الاتهام لقاتلي جارنر ومايكل براون، ونظمت إحدى تلك المظاهرات أمام البيت الأبيض. ووقعت الحادثة في 17 يوليو/ تموز الماضي؛ حين أقدم رجال شرطة في نيويورك على اعتقال جارنر، للاشتباه في بيعه السجائر بشكل غير مشروع، وأظهر مقطع فيديو التقط للحادث؛ رجال الشرطة وهم يطرحون جارنر أرضا، ويقوم أحدهم بالضغط على رقبة جارنر بذراعه، ويُسمع في مقطع الفيديو، صوت جارنر المصاب بالربو، وهو يقول إنه لا يستطيع التنفس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. ويأتي قرار هيئة المحلفين بعدم توجيه الاتهام للشرطي المتسبب في مقتل جارنر، بعد قرار أصدرته هيئة محلفين أخرى في سانت لويس بولاية ميزوري في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي؛ بعدم توجيه الاتهام للشرطي الأبيض دارين ويلسون؛ قاتل الشاب الأسود، مايكل براون، 18 عاما، ما تسبب بموجة احتجاجات في أنحاء متفرقة من الولاياتالمتحدة.