شهدت جلسة لمجلس النواب الأردني، شتائم متبادلة بين نواب قوميين وآخر محسوب على التيار الإسلامي، على خلفية مناقشة اعتقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن زكي بني ارشيد. وفي الجلسة التي حضرها مراسل وكالة "الأناضول" الإخبارية، مساء الثلاثاء، انتقد النائب الإسلامي عبد المجيد الأقطش، اعتقال بني ارشيد وحبسه ومحاكمته لدى محكمة أمن الدولة، على خلفية انتقاداته لدولة الإمارات بعد أن وضعت قائمة ب 83 منظمة صنفتها على لائحة الإرهاب ومنها جماعة الإخوان المسلمين. وقال الأقطش: "إن حبس بني ارشيد جاء بعد أن انتقد دولة شقيقة "يعني الإمارات" وضعت نفسها على حد قوله بمكان الأممالمتحدة لتصنف جماعات الإرهاب". ومضى الأقطش في الجلسة التي حضرها رئيس الوزراء عبد الله النسور بالقول: "إن لجماعة الإخوان في الأردن تاريخ مشرف، فسبق وأن ترأس أحد أعضائها "عبد اللطيف عربيات" رئاسة مجلس النواب لثلاث دورات متتالية في الفترة من أعوام "1990 -1933"، كما أن الجماعة كانت إلى جانب الدولة الأردنية في حين كان القوميون يتآمرون على الوطن". حديث الأقطش عن القوميين تسبب في حالة غليان بين عدد من النواب، فانبرى رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الكريم الدغمي بالرد على زميله بعبارات قاسية وشتائم قائلا "اخرس يا أقطش والقوميين أشرف منك"، وعبارات أخرى تحمل شتائم، تتحفظ وكالة الاناضول على نشرها. كذلك عبرت النائب هند الفايز عن غضبها بالقول: "لا يحق لأمثال الأقطش الحديث عن القوميين الذي ملأوا السجون في فترات سابقة جراء نضالاتهم، في حين لم تفعل حركات الإسلام السياسي شئياً يذكر". وقبلها كانت النائب خلود خطاطبة وجهت نقداً لاذعاً للإسلاميين اتهمتهم فيه بأنهم يتلقون آوامر من الجماعة الأم وينفذون أجندة بعيدة عن قضايا الوطن، ولا بد أن يأخذ القانون مجراه في قضية بني ارشد الذي أساء، وفق تعبيرها، لعلاقات الأردن بأكثر الدول العربية دعماً لبلاد ممثلة بدولة الإمارات، قائلة "مثلما لا نقبل الإساءة للإمارات فنحن لا نقبلها لا بحق السعودية ولا قطر ولا تركيا". وانعكست أجواء التوتر بين القومين والمحسوبين على التيار الإسلامي في المجلس على بقية أعضاء المجلس الذين آثر عدد منهم الانسحاب من الجلسة احتجاجا منهم على حالة الفلتان التي شهدتها الجلسة، الأمر الذي اضطر رئيس مجلس النواب بالإنابة أحمد الصفدي إلى رفع الجلسة وفضها خوفاً من تفاقم الأمور بين النواب. وكانت السلطات الأردنية احتجزت نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد في العشرين من تشرين أول/نوفمبر الجاري، على خلفية تصريحات له عبر صفحته على فيسبوك وتداولتها مواقع إعلامية أردنية وصف فيها قرار الإمارات بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين من بين 83 منظمة إرهابية "بأنه يأتي كمبالغة في خدمة المشروع الصهيوني ويشكل اختراقاً لهوية الأمة ومقامرة فرعونية في كازينو الأجندة الصهيونية". وقامت السلطات الأردنية بتحويل بني ارشيد إلى محكمة أمن الدولة بتهمة "القيام بأعمال من شأنها تعكير صفو علاقات المملكة بدولة شقيقة"، رفضت عقبها المحكمة طلبين لتكفيل (دفع كفالة لإطلاق السراح مع استكمال غجراءات المحاكمة) بني ارشيد كان آخرهما الاثنين تقدم به محاميه عبد القادر الخطيب. وكان رئيس الوزراء عبد الله النسور التقى بأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، في وقت سابق الثلاثاء، في مبنى رئاسة الوزراء، وترأس الوفد الإخواني الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للجماعة محمد الزيود ونائبه علي أبو السكر والناطق الاعلامي باسم الجماعة مراد العضايلة، بحضور وزير الداخلية حسين المجالي والشؤون السياسية والبرلمانية خالد الكلالدة. وبحسب بيان للحزب، وصل الأناضول نسخة منه، فقد تطرق الوفد إلى الاعتقالات التي شهدتها البلاد مؤخراً والطريقة التي تمت بها، والتي جرت على أساس قانون مكافحة الإرهاب، وطالب وفد الحزب بضرورة طي هذه الصفحة، وإطلاق سراح المعتقلين وعلى رأسهم بني رشيد نائب. وقال الحزب في بيانه إن رئيس الوزراء أكد على دور الحركة الاسلامية، وأنها جزء من الدولة الأردنية، كما أن حزب جبهة العمل الإسلامي ضرورة وطنية، وأنه لا استهداف للحركة الاسلامية والحزب من قبل الدولة الأردنية أو الحكومة. وطالب الوفد في بيانه من الحكومة إلغاء قانون مكافحة الإرهاب، الامتناع عن رفع أسعار الكهرباء ووضع آلية واضحة وشفافة لتسعير المحروقات في ظل الانخفاض العالمي لأسعار النفط، المطالبة باتخاذ إجراءات رادعة وفاعلة بحق الفاسدين. كما طالب الوفد، بحسب البيان، العمل على استعادة أموال الدولة المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين وتحويلهم الىالقضاء، وحماية أموال الضمان الاجتماعي التي هي أموال الشعب الأردني من العبث والمشاركة في مشاريع فاشلة، والدعوة إلى حوار وطني شامل ومع كافة القوى المؤثرة للاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة والتوافق على قانون انتخابي يؤسس لمرحلة سياسية هامة. وفي الشأن الخارجي دعا بيان حزب جبهة العمل الإسلامي إلى إيلاء ملف المسجد الأقصى أهمية قصوى من الحكومة ووضع الخطط الكفيلة بإيقاف التصعيد الصهيوني، واتخاذ القرارات الأكثر حزماً لتنسجم مع حقيقة الوصاية الأردنية على الأقصى والمقدسات.