أكد الفنان محمود قابيل، إنه شارك في الحرب التي جرت عام 1967 بين مصر واسرائيل، وقال على الرغم من كونها هزيمة أليمة، إلا أنها شهدت بطولات كثيرة، حيث أن الضباط لم يتركوا جنودهم واستمروا في أرض المعركة، وأنه شاهد جنود متفحمين على مدافعهم لحمايتها، وأخر نزف دمه حتى أخر قطرة لحماية أرض بلده. وأضاف قابيل في حواره ببرنامج "إنت حر"، الذي يقدمه السيناريست مدحت العدل، عبر فضائية "سي بي سي تو": "كنا ضباط نأخذ الفرقة ونعطيها لجنودنان وكان لدينا طريقة استيعاب وتمرين على الأسلحة مختلفين، وقمت بعدد من عمليات العبور، لننتصر في حرب 1973، ولكني خرجت قبل الحرب بشهرين بسبب إصابتي العسكرية، وسمعت بيان القوات المسلحة الأول، وقلت حينها إن الحرب قامت، لأن هذا البيان لم يكن طبيعيا". وحول علاقته بالسينما، قال: "العلاقة قبل دخولي الكلية الحربية، وكنت حينها في العجمي، وكانت فيلا عائلتي بجانب فيلا فاتن حمامة، وكان هناك شخص ينظر لي من فيلتها، وقلت لأبنة فاتن حمامة عن هذا، وقالت لي هذا اونكل جو – يوسف شاهين – وفي ثاني يوم، وجدته ينادي علي ويطلب مني الجلوس، وسألني شوفت باب الحديد وصلاح الدين، قلت له نعم، وحكي لي حكاية فيلم لأرشح له أبطال، فرشحت له فاتن حمامة، وسألني عن البطل، فقلت له أحمد رمزي، فقال لي لا كبير على الدور، وبعدها قال لي عايزك إنت تمثل الدور ده". واستكمل :"قال لي لازم تشوف الكاميرا بتحبك ولا لا، وأخذ لي عدد من الصور، وخرجت بشكل جيد، ثم قابلت عبد الوارث عسر ليظبط لي مخارج الألفاظ، وكان محمد مرشد مساعد يوسف شاهين هو من يلازمني طوال الوقت، وبدأنا العمل في الفيلم، ثم سافرت فاتن حمامة إلى أسبانيا، وقال لي يوسف شاهين إن سناء جميل سيتقوم بالدور، وقابلتها، وسألها يوسف شاهين عن تقييمها لي، فقالت بالفرنسية له إني عيل بيبي، وهذا الرأي حطم احلامي". واستطرد :"خرج يوسف شاهين ووجدني أبكي، وكنت حينها في 17 من عمري، وقال لي أنا شايف فيك أن مكانك ورا الكاميرا مش قدام الكاميرا، وأخذني معهد السينما، وتم قبولي فيه، واعتبرت هذا عام الإختيار، لأني كنت مقدم في الكلية الحربية وتجارة والمعهد، ولكني اخترت الكلية الحربية، وأنا كنت عاشق للتاريخ من صغري، ومستمر في القراءة حتى الآن". وأكد :"الشاب عندما يدخل الكلية الحربية يكتب عقدا مع الموت ليدافع عن بلده، ويكون مشروع شهيد لأخر عمره، وهذا هو إحساس القوات المسلحة، وأبسط شئ هو أي شخص يطاول على الجيش فعليه أن يفكر جيدا في هذا". وفيما يختص بسفره لأمريكا، أوضح قائلا: "أسرت طيار إسرائيلي وأستجوبته، ولكني تهت به في الصحراء لمدة يومين، وسلمته لضابط أمن فرقة ثانية، واثناء حرب الاستنزاف، كنا في مقابر وكتبت قصة وهمية عن سقوط شخصين أعداء في الصحراء وتوهانهم، يكون الخوف من الصحراء والمجهول هو العدو الحقيقي، وتظهر إنسانيتهم، وفي سنة 1980 وجدت صاحب شركة السياحة يقوم بعمل خط طيران بيننا وبين تل أبيب، وقال لي يجب أن نسافر حتى نفتتح الخط، فلم أوافق، ليجئ صحفي مسافر لإسرائيل، وسألني عايز حاجة من هناك، فقلت له أريد معرفة كل شئ عن الأسير الإسرائيلي، لأجد بعدها أنيس منصور يقول لي إني كاتب، فقلت له، كيف، فقال لي إنها منشورة في كل جريدة بتل أبيب". وتابع: "جاء لي تليكس من إسرائيل، يقول شكرا على السيناريو، وكانت من الأسير الإسرائيلي، وذلك لأن هناك مواقف بيننا لم يعلمها سوانا، وهو علم أن القصة تدور حول سقوطنا سويا، وعزمني على إسرائيل، ولكني عزمته في مصر، وجاء هو وزوجته، وقاموا بعمل مؤتمر صحفي هنا".