قال عمرو حلمي سفير مصر في إيطاليا، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي اختار إيطاليا كأول دولة أوروبية يزورها بالنظر إلي أن العلاقات المصرية الايطالية شهدت في الفترة الأخيرة تطورات متواصلة انعكست في الزيارات رفيعة المستوي التى تمت من الجانب الايطالي لمصر، وكان من أهمها زيارة رئيس وزراء ايطاليا كأول زعيم لدولة من دول الاتحاد الأوروبي يقوم بزيارة مصر عقب تولي الرئيس السيسي منصبه فى يونيو الماضي. وأشار السفير حلمي في تصريحات مساء "الأحد" في روما إلي أنه أعقب ذلك زيارة وزيرة الخارجية موجيريني مرتين لمصر، ثم زيارة وزير الداخلية ألفانو، ثم زيارة وزيرة الدفاع الإيطالية بينوتي ثم زيارة رئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، ما يعد أعلي مستوي للزيارات تقوم بها إيطاليا إلي دولة من دول جنوب البحر المتوسط، ويعكس تحولا في موقف ايطاليا ورغبة صادقة من الحكومة الايطالية في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وزيادة درجة التنسيق والتشاور حول مجمل القضايا التي تشهدها المنطقة سواء فيما يتعلق بالأوضاع في غزة أو ليبيا أو تصاعد الخطر الإرهابي في المنطقة. ولفت إلي أن إيطاليا هي الشريك التجاري الأول لمصر على مستوي الاتحاد الاوروبي والثالث على مستوي العالم بعد الولاياتالمتحدةوالصين، حيث يبلغ قيمة التبادل التجاري بين مصر وإيطاليا 5.9 مليار دولار منها صادرات مصرية بقيمة 2.3 مليار دولار. وأوضح أن الاستثمارات الايطالية في مصر تقترب من 6 مليارات دولار في قطاعات هامة ومتنوعة من بترول وغاز والصناعات التحويلية والمنسوجات والملابس والبناء والتشييد والخدمات المصرفية والصناعات الكيماوية. وفيما يخص التنسيق فى الملفات السياسية الساخنة التى تهم كل من مصر وإيطاليا ، قال السفير عمرو حلمى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية سامح شكرى الي ايطاليا تركزت على التحضير لزيارة الرئيس السيسى وتناولت مجمل القضايا الاقليمية فى المنطقة. وأضاف أن إيطاليا أيدت المبادرة المصرية فيما يتعلق بالأزمة فى غزة ، وشاركت على مستوى وزيرة الخارجية فى مؤتمر إعمار غزة الذى عقد فى شهر أكتوبر الماضى بالقاهرة. وأوضح أن الأوضاع فى ليبيا تحظى بأهمية قصوى من قبل إيطاليا فيما يخص الاوضاع فى المنطقة خاصة أن ليبيا تمثل المجال الحيوى لإيطاليا. وأكد حلمى أن هناك استثمارات إيطالية في ليبيا بما يقدر بحوالى 25 مليار دولار وحوالى 300 شركة إيطالية تعمل على الأراضي الليبية، وتمثل لها أهمية اقتصادية كبرى وهناك متابعة دقيقة للأوضاع هناك اتصالاً بالهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب. وقال سفير مصر فى روما أن الأوضاع في ليبيا تتطور بسرعة كبيرة يومياً ، وشدد على أن هناك اتفاقا مصريا إيطاليا على ضرورة وحدة وسلامة الأراضى الليبية وعدم تقسيمها إلى دويلات. وأضاف أن هناك إهتماما وتعاونا مصريا إيطاليا حول ضمان عدم تحول ليبيا الى قاعدة للإرهاب والتطرف التى سوف تؤثر على الأمن القومى المصري والليبي ودول جنوب أوروبا وأمن منطقة البحر المتوسط. وأشار إلى أن هناك تفهما مصريا للدور الذى يقوم به مبعوث الاممالمتحدة فى ليبيا ، معرباً عن أمله فى ان تكلل جهوده بالنجاح ، لافتا الى أن هناك اتفاقا حول ضرورة التوصل الى وقف إطلاق نار فى ليبيا يعقبها عملية سياسية تشارك فيها كافة الأطراف المتعلقة حتى يمكن حفظ وحدة الأراضى الليبية. وفيما يخص العائد الاقتصادي على المواطن المصري من زيارة الرئيس السيسى إلى إيطاليا ، قال السفير عمرو حلمي أن الرئيس السيسى سوف يشارك فى أعمال مجلس الأعمال المصري الايطالي الذي سوف تشارك فيه مجموعة من كبار رؤساء الشركات الايطالية سواء العاملة والتي لها استثمارات في مصر أو التي لم تدخل السوق وتبحث خلال الفترة المقبلة ذلك. وأضاف أنه سيتم فى إطار هذا الحدث الاقتصادي الهام التوقيع على عدة إتفاقيات ، منها اتفاقية خاصة بزيادة إستثمارات شركة " بيريلى " المتخصصة فى صناعة إطارات سيارات النقل والأتوبيسات بمختلف أحجامها والتي تبلغ استثماراتها الحالية 180 مليون دولار ، وسيتم زيادتها الى 100 مليون دولار إضافية. وأشار إلى أن هذا المشروع من ضمن 3 مشروعات خاصة بالشركة فى العالم ، الأول في البرازيل والثاني فى الصين والثالث في مصر، ونوه بأن 70 % من إنتاج هذا المشروع يخصص للتصدير إلى الخارج ، ومن ضمن الدول التي يصدر إليها هى إيطاليا. وفيما يخص الاتفاقية الأخرى التي سيتم التوقيع عليها ، قال حلمى أن مجموعة شركات "إيطالجين" ستقوم بإقامة مزرعة كبيرة للرياح فى منطقة جبل الزيت وستكون المرحلة الاولى 220 مليون دولار والثانية نفس المبلغ. وكشف السفير عن أن هناك مشروعا أخر فيما يخص تصنيع ألواح استيعاب الطاقة الشمسية في مصر وهو تعاون علمى وتكنولوجى فائق التطور فيما يخص الطاقة الشمسية والرياح الرملية ، مشيرا الى أن هناك شركة إيطالية لديها تكنولوجيا مستحدثة لمعاجلة عدم تأثر ألواح الطاقة الشمسية بالرياح الرملية باستخدام النانو تكنولوجي. وأضاف انه سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار ووكالة الائتمان الايطالية ، لتوفير خط إئتمانى يوفر حوالى 700 مليون دولار لتمويل استثمارات الشركات الايطالية فى مصر. وفيما يخص برنامج التعاون الاقتصادي بين البلدين ، قال السفير عمرو حلمى أن مصر ستحصل علي صفقة من مساعدات التنمية تتضمن منح لا ترد ومجموعة من القروض الميسرة وتفعيل الشريحة الثانية والثالثة من برنامج مبادلة الديون التي تصل الى 200 مليون دولار. وأضاف أنه فى إطار القروض الميسرة ، سيتم إعداد دراسة الجدوى الخاصة بالقطار فائق السرعة الذي سيربط بين الإسكندريةوالقاهرة وأسوان ، كما أن هناك أيضا مباحثات مكثفة ستجرى حول تفعيل المبادرة المصرية الايطالية التى تعرف بالممر الأخضر والتى تهدف الى تشجيع صادرات مصر من الخضر والفاكهة الى إيطاليا ومنها إلى الأسواق الأوروبية وتسيير خط ملاحي دائم منتظم بين مصر وإيطاليا ، وأعرب عن أمله أن تكلل تلك المباحثات بالنجاح لزيادة الصادرات المصرية إلى إيطاليا التي تقدر الآن بحوالي 108 ملايين دولار ، وهناك إمكانية كبيرة لزيادة هذه الصادرة. وتابع أن هناك برامج عديدة قائمة للتعاون بين مصر وبرنامج الغذاء العالمي تشمل تقديم وجبات غذائية لطلاب المدارس في مصر، وهناك منحة قدمها الاتحاد الأوروبي لمصر تقدر بحوالي 60 مليون دولار يقوم برنامج الغذاء العالمي بتنفيذها فى 8 محافظات مصر معظمها فى صعيد مصر. وأضاف حلمي أن مصر تتطلع لتوسيع هذا التعاون ليشمل عدد أكبر من الطلاب المصريين، لافتا إلى أن هناك موضوعا آخر، فيما يخص التعاون بين مصر والبرنامج وهو اللاجئين السوريين في القاهرة والبالغ عددهم 140 ألف مواطن ، مشيرا إلى أن برنامج الغذاء العالمي يقدم قسائم للغذاء تقدر بحوالي 40 دولار لكل أسرة وتغطى حاليا ما يقرب من 95 ألف لاجئ سورى ونريد توسعة الاستفادة من هذا البرنامج للاجئين السوريين الغير قادرين. وقال أن الرئيس السيسي سيبحث ايضا مع المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ملف المصريين العائدين من ليبيا وكيفية تعويضهم وكيفية توصيل المساعدات الغذائية الى ليبيا وأن تكون مصر مركزا لتقديم تلك المساعدات إلى الشعب الليبى.