كشفت مصادر سورية مطلعة أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سوف يبلغ روسيا أن توقيت مبادرتها لإحياء العملية السياسية لا يصب في مصلحة دمشق حاليا التي تستفيد من الحرب الدولية ضد داعش. وقال صحيفة "السفير" اللبنانية القريبة من النظام السوري: "إن السوريين سوف يذهبون إلى موسكو مثقلين بتساؤلات كبيرة عن جدوى المبادرة الروسية، وتوقيتها والرامية الجارية لإعادة نصب طاولة المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة بمشاركة الفاعلين في مؤتمر جنيف". ووفقا للصحيفة فإن دمشق تعتقد أن اللحظة الراهنة تشهد انهيار المعارضة المسلحة والسياسية ، وأنه لا داعي لإعادة تأهيلها تحت أي شعار ، كما أن جزءاً من العمل العسكري ضد الجناح السلفي والجهادي، من " داعش " و" جبهة النصرة " وغيرها ، يصب كله في مصلحة الجيش السوري على المدى المباشر ، وأن الوقت في النهاية يلعب لمصلحتها ، ميدانياً وسياسياً. وأشارت إلى أن الحماسة الرسمية السورية لخطة المبعوث الأممي لسوريا دي ميستورا التي تعزز الاتجاه إلى تسوية محلية واستبعاد المعارضة الخارجية منها ، وتجميد القتال في مدينة حلب أولا ، بدت رسالة غير مباشرة لموسكو لطبيعة الحل الذي تريده وتفضله دمشق ، خصوصا أن شقه السياسي لا يتضمن أي تعديلات مباشرة أو جوهرية في بنية النظام ، كما لا يهدف إلى أي تغييرات في توزيع الصلاحيات ويبتعد عن روح جنيف 1. والأرجح أن المعلم سيبلغ الروس انه لا اعتراض على الخطة الروسية ، رغم عدم حماسته لها ، خصوصا أنها تستند إلى نسخة مخففة من جنيف 1 ، تعيد النظر في العملية الانتقالية ، وتضمن مكاناً مؤثرا للرئيس السوري بشار الأسد في البنيان الجديد ، واحتفاظه بقسط واسع من صلاحياته. وأكدت الصحيفة أن السوريين لا يملكون ترف الاعتراض على الاقتراح الروسي ، ورغبتهم في استعادة التوازن إزاء الهجوم الأمريكي في المشرق والتحالف ضد الإرهاب الذي يفوّض الأمريكيين بمهمة ووجود طويل الأمد ، عبر الإمساك بالملف السياسي ، واستعادة المعارضة السورية في الداخل والخارج ، والتي لم تحسن واشنطن ، وسفيرها روبرت فورد توحيدها ، لا عسكرياً ولا سياسياً.