بسبب قصيدته "مصرُالعروبةِ... عراقُ العجَم"، يستعد عدد من العراقيين صباح يوم غدٍ الجمعة للتجمع قرب تمثال المتنبي، حاملين معهم دواوين وكتباً للشاعر سعدي يوسف بهدف احراقها، بسبب ما اعتبروه اساءات سعدي للعراق ولأهل الجنوب بالتحديد. وقد أدان مثقفون من العراق ومصر، فكرة إحراق الكتب، وحذروا من تأجيج الفتنة الطائفية ووأد الإبداع مستقبلا، ومشيرين إلى أن إساءات يوسف يرد عليها بالتوثيق لا بالحرق . وعلى العكس، احتفت مجلة (بانيبال) الفصلية بالشاعر العراقي سعدي يوسف ووصفته ناشرة المجلة مارغريت أوبانك بأنه «الشاعر الكوني» باعتباره من أبرز الشعراء العرب الأحياء.
(بانيبال) مجلة بريطانية فصلية تصدر في لندن وتعني بترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية، وخصصت ملفًا خاصًا بالشاعر يوسف في عددها 51 الذي حمل غلافه بورتريه للشاعر من أعمال الرسام العراقي المقيم في برلين منصور البكري.
وقالت أوبانك -محررة وناشرة مجلة (بانيبال) الأدبية كما أنها عضو في مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية)- في المقال الافتتاحي للعدد: «إن المجلة التي صدر عددها الأول العام 1998 احتفت دائمًا بشعر يوسف، واليوم وقد بلغت سن الثمانين فقد أصبحنا أكثر فخرًا بتخصيص هذا العدد للاحتفاء بمنجزه الشعري المدهش».
وأضافت في جزء آخر أن يوسف «يمزج تأملاته الثاقبة للحياة اليومية بتراثه الشعري ورؤيته ليخلق حتى في ترجمتها الإنجليزية أصواتًا ساحرة وأبياتًا شعرية ثرية تستحق الأداء المسرحي أكثر من الإلقاء الشعري المعتاد». وختمت أوبانك قائلة: «إن سعدي يمتلك الموهبة الفذة التي تجعله على تماس متواصل بالحياة اليومية فيتفاعل شعريًا مع كل ما يدور حوله، وهو صريح ومستقل كليًا ويعبر في أعماله الشعرية عما يدور في خلده حاملاً على كتفيه كل أمجاد العراق وأحزانه ويدرك في الوقت نفسه الميراث الاستعماري في بلاده. إنه يقيم في قلمه وليس في هذا البلد أو ذاك فيما اللغة العربية هي وسيلته ليحيا في هذا العالم».
القصيدة الأزمة القصيدة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، وجاءت كالتالي : "مصرُالعروبةِ... عراقُ العجَم "! من مصر تأتيني الحقائقُ ملموسةً . أصدقائي من أهل الثقافةِ الحقّ ، يأخذون مكانَهم ومكانتَهم : محمد بدوي ، في " فصول " . محمد شُعَير ، في " عالَم الكتُب " . سعد القرش ، في " الهلال " . إبراهيم داود ، في " الأهرام " . رفعت سلام ، في دائرة الترجمة بالهيأة المصرية العامة للكتاب . أحمد مجاهد ، يدير الهيأة المصرية العامة للكتاب ... جمال الغيطاني ، يتفضّلُ على " الأخبار " بفيضٍ منه . أحمد عبد المعطي حجازي يغرِّدُ طليقاً ! ( لستُ مؤرِّخاً لأحصي ! ) لكنّ عليّ القول إني ابتهجتُ بجابر عصفور وزيراً للثقافة في جمهورية مصر العربية . * كلما دخلتُ مصرَ أحسسْتُ بالعروبة ، دافقةً ... ليس في الأفكار . العروبةُ في المسْلكِ اليوميّ . أنت في مصرَ ، عربيٌّ ... هكذا ، أنت في مصر عربيٌّ ، لأن مصر عربيةٌ . ولأنّ أي سؤالٍ عن هذا غير واردٍ. الأمرُ مختلفٌ في أراضٍ أخرى . السؤالُ يَرِدُ في بلدانٍ مثل الجزائر والمملكة المغربية وموريتانيا ، والسودان ، ولبنان أيضاً ، على اختلافٍ في المستوى . لكن هذا السؤال ، في هذه البلدان ، ذو مستوىً ثقافيّ أركيولوجيّ . هو سؤالُ هويّةٍ وتاريخٍ . في العراق اختلفَ الأمرُ . وربّتما كان مختلفاً منذ دهرِ الدهاريرِ . هل العراق عربيٌّ ؟ يرِدُ تعبيرُ " شيخ العراقَين " في فقهاء أجمعَ عليهم الناسُ . يعنون : عراق العرب وعراق العجم . * الدولة الحديثة ، بتأسيسِها الأوربي ، الاستعماري ، ليست دولة الفقيه . هي دولة ٌ لإدارة كيانٍ جغرافيّ ( قد يكون متعددَ الإثنيّات ، وقد لايكون ) . لكن العراق ليس مستحدَثاً . اسمُ العراق آتٍ من أوروك ! إذاً ... ما معنى السؤال الآن عن أحقيّة العراقِ في دولةٍ جامعةٍ ؟ ما معنى أن يتولّى التحكُّمَ في البلدِ ، أكرادٌ و فُرْسٌ ؟ ما معنى أن تُنْفى الأغلبية العربية عن الفاعلية في أرضها التاريخية ؟ ما معنى أن تُستقدَم جيوشٌ من أقاصي الكوكبِ لتقتلَ عرباً عراقيّين ؟ ما معنى أن تكون اللغة العربية ممنوعةً في إمارة قردستان البارزانية بأربيل ؟ * إذاً : نحن في عراق العجم ! * سأسكن في مصر العربية ! لندن 15.11.2014 احتفت مجلة (بانيبال) الفصلية بالشاعر العراقي سعدي يوسف ووصفته ناشرة المجلة مارغريت أوبانك بأنه «الشاعر الكوني» باعتباره من أبرز الشعراء العرب الأحياء. (بانيبال) مجلة بريطانية فصلية تصدر في لندن وتعني بترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية، وخصصت ملفًا خاصًا بالشاعر يوسف في عددها 51 الذي حمل غلافه بورتريه للشاعر من أعمال الرسام العراقي المقيم في برلين منصور البكري. وقالت أوبانك -محررة وناشرة مجلة (بانيبال) الأدبية كما أنها عضو في مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية)- في المقال الافتتاحي للعدد: «إن المجلة التي صدر عددها الأول العام 1998 احتفت دائمًا بشعر يوسف، واليوم وقد بلغت سن الثمانين فقد أصبحنا أكثر فخرًا بتخصيص هذا العدد للاحتفاء بمنجزه الشعري المدهش». وأضافت في جزء آخر أن يوسف «يمزج تأملاته الثاقبة للحياة اليومية بتراثه الشعري ورؤيته ليخلق حتى في ترجمتها الإنجليزية أصواتًا ساحرة وأبياتًا شعرية ثرية تستحق الأداء المسرحي أكثر من الإلقاء الشعري المعتاد». وختمت أوبانك قائلة: «إن سعدي يمتلك الموهبة الفذة التي تجعله على تماس متواصل بالحياة اليومية فيتفاعل شعريًا مع كل ما يدور حوله، وهو صريح ومستقل كليًا ويعبر في أعماله الشعرية عما يدور في خلده حاملاً على كتفيه كل أمجاد العراق وأحزانه ويدرك في الوقت نفسه الميراث الاستعماري في بلاده. إنه يقيم في قلمه وليس في هذا البلد أو ذاك فيما اللغة العربية هي وسيلته ليحيا في هذا العالم». وشارك في الكتابة عن تجربة يوسف وشهادات عنه كتَّاب ومترجمون عرب وأجانب، منهم خالد مطاوع وراوي الحاج وحسين بن حمزة وصالح الطعمة وخليل صويلح وصلاح عواد ومنى أنيس ويار هوري وحسن نجمي وجاك هيرشمان وبيتر موني وستيفن واتس وكريستينا فيتي.