الصين وأمريكا .. حروب تجارية لا تنتهي محيط كريم فؤاد لاتكاد ان تنتهي تداعيات قضية اقتصادية بين العملاق الصيني والولاياتالمتحدةالأمريكية إلا وتظهر مشكلة أخرى تهدد بتأجيج الحروب التجارية بين البلدين، ولعل أخر مسائل الاختلاف ما هددت به شركة جوجل بمغادرة الصين وسحب استثماراتها على إثر خلافات مع شركات صينية حكومية وزيادة الرقابة عليها وعلى مستخدميها. وسرعان ما أعلنت وزارة التجارة الصينية بعدم تلقيها أي مؤشرات من شركة جوجل بمغادرة الصين معتبر ذلك مجرد إشاعات لم تثبت وأنها لن تؤثر على العلاقات التجارية الصينية الأمريكية. وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية ياو جيان في مؤتمر صحفي أن الوزارة ولجنة بلدية بكين للتجارة لم تتلقيا حتى الآن أي تقارير بان جوجل ستسحب استثماراتها من الصين أو ستنسحب من السوق الصيني موضحاً أن الصين تضم أكبر عدد من مستخدمي الانترنت في العالم. وأضاف أن الشركات الخارجية ومنها جوجل لابد أن تحترم القوانين واللوائح والمصالح العامة والثقافة التقليدية وسياسات الدولة المضيفة. وكان بيان نشر عن المستشار القانوني ومسئول التنمية في شركة جوجل ديفيد دروموند في مدونة الشركة الرسمية وفقا لما ورد في وكالة الأنباء السعودية "واس" يشير إلى احتمال ان تغلق الشركة موقع "google.cn" الالكتروني وكذا مكاتبها في الصين بعد خلافات مع شركات حكومية وزيادة الرقابة عليها وعلى مستخدميها. والحروب التجارية بين القوى الكبرى في العالم ليست بالشيء الجديد، فهي تظهر للسطح كلما ظهرت الاختلالات بين القوى الكبرى في الميزان التجاري العالمي. وعندما صعدت الصين بشكل آثار قلق القوى الاقتصادية التقليدية في العالم خاصة في الغرب جعل هذه القوى تمارس ضغوطا بوسائل متنوعة لكبح جمح نمو التنين الصيني. وتعد الصين من أكثر دول العالم التي لديها قضايا إغراق كمتضرر أو كمتسبب به فهي الدولة الأولى في العالم المرفوعة ضدها قضايا إغراق وكذلك الدولة المفروض على صادراتها أكبر رسوم لمكافحة هذا الإغراق ولعل السلع الصينية الأكثر جدلا هي الاسطوانات المدمجة والمنتجات الكيميائية والدراجات والزجاج وأواني الألمونيوم وإطارات السيارات والأسمنت الأبيض والأحذية بالإضافة إلى صناعة النسيج وأنابيب النفط وإطارات السيارات وحرب الصلب وحرب الأقراص المدمجة وعصير التفاح الصيني. إلا أن هذه الحرب التجارية المتبادلة بين الأقطاب التجارية الكبرى في العالم (الولاياتالمتحدة وأوروبا والصين) لا تعد إلا واحدة من حروب أخرى سبقتها، كان الإغراق هو سيد الموقف فيها. صنع في الصين تستهدف الإدارة الأمريكية عبارة "صنع في الصين" فبعد الاستماع إلى شكاوى الشركات الأمريكية من فقدان الطلب على منتجاتها لصالح منتجات الشركات الصينية بدأت الولاياتالمتحدة فرض رسوم جمركية على عدد كبير من المنتجات الصينية من الصلب وحتى أجهزة التلفزيون، حيث تم بحث دراسة إصدار تشريع لفرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية من التفاح وحتى مشغلات الأقراص المدمجة. وهذه التحركات الأخيرة من جانب الإدارة الأمريكية أثارت المخاوف من اشتعال حرب تجارية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين التي تعد أكبر سوق استهلاكية في العالم وفي نفس الوقت أكبر مورد للواردات الأمريكية. "عصير التفاح" في عام 1994 كانت حصة الصين من سوق عصير التفاح في أمريكا واحداً في المئة فقط، وصلت هذه النسبة العام الماضي إلى 27% وأقام مزارعو التفاح الأمريكيون دعوى إغراق ضد الصادرات الصينية من عصير التفاح بعد انخفاض الأسعار بنسبة 53%. وفي تعاملها مع القضية اختارت وزارة التجارة الأمريكية دولة "ممثلة" لتحديد التكلفة المحتملة لإنتاج عصير التفاح الصيني وكان على الوزارة الاختيار ما بين بولندا وتركيا كدولة ممثلة، وبعد دراسة الموقف في تركيا قررت الوزارة أن خمس شركات صينية لا تمارس الإغراق في صادراتها من عصير التفاح. يقول جيم كراني عضو جمعية التفاح الأمريكي "لو أن الوزارة اختارت بولندا لوجدت أن هذه الشركات تستحق فرض رسوم جمركية عليها لأنها تمارس الإغراق". "أنابيب النفط" تعود أصل المشكلة إلى فرض وزارة التجارية الأمريكية رسوما جمركية على واردات الولاياتالمتحدة من أنابيب النفط الصينية المنشأ ،مؤكدة أن الصين تبيع هذه المنتجات بأسعار أقل من الأسعار العادية بكثير، فيما وصفت الصين القرار الأمريكي بأنه استغلال لإجراءات الحماية. وكانت الولاياتالمتحدة قد فرضت رسوما جمركية على وارداتها من الإطارات الصينية لحماية صناعة الإطارات الأمريكية في سبتمبر الماضي، مما أشعل فتيل أول خلاف تجاري كبير بين البلدين منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض. وفي بيان لوزارة التجارة الأمريكية نقلت شبكة ال "بي بي سي" قالت الوزارة أنها " تأكدت أن شركة OCTG الصينية قامت ببيع أنابيب آبار النفط في الولاياتالمتحدة بأسعار أقل من السعر العادي بنسب تراوح ما بين صفر إلى 99%، مقدرة صادراتها إلى الولاياتالمتحدة بنحو 2.6 مليار دولار خلال عام 2008. ونتيجة لذلك تم فرض ضريبة بنسبة 36.53% على أنابيب النفط القادمة من الشركات الصينية، فيما حصلت بعض الشركات الصينية الأخرى على معدل إغراق مبدئي بنسبة 99.14%. وكان عدد من الشركات الأمريكية المنتجة لمثل هذه الأنابيب واتحادات العمال قد طالبوا الإدارة الأمريكية بالتحقيق في أسعار الأنابيب التي تصدرها الصين إلى الولاياتالمتحدة. "العملة الصينية" تتهم كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكيةواليابان، الصين بتعمد تخفيض قيمة عملتها المحلية حتى تظل المنتجات الصينية أقل سعرا في الأسواق العالمية مقارنة بمنتجات اليابانوالولاياتالمتحدةالأمريكية. وتقول واشنطن أن اليوان المقيم حاليا بأقل من قيمته الحقيقية يسهم في حدوث اختلال في التعاملات التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين وتلح الصين على الولاياتالمتحدة من أجل الاعتراف بها كاقتصاد سوق بالإضافة إلى تقديم تنازلات في قضايا متعلقة بالتجارة وهو الأمر الذي سيزيد من صعوبة اتخاذ الولاياتالمتحدة لأي إجراءات ضد المنتجات الصينية. "إطارات السيارات" "إطارات السيارات" .. الخلاف بدأ في 11 سبتمبر من العام الماضي عندما أعلنت إدارة أوباما أنها ستفرض رسوم جمركية تصل إلى 35% في إطارات السيارات الصينية الصنع على نحو فعال التسعير لهم للخروج من الطرف المنخفض من السوق الأمريكية بعد ذلك بيومين ، قالت الصين أنها ستبدأ تحقيقات مكافحة الإغراق ضد واردات منتجات الدجاج الأمريكية وبعض قطع غيار السيارات. "حمض الأديبيك" وفي خطوة سابقة أعلنت الصين مطلع نوفمبر من عام 2009 فرص رسوم مكافحة إغراق لخمس سنوات، تتراوح من 5% إلى 35.4% ، على واردات حمض الأديبيك من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وجمهورية كوريا. وكانت الوزارة بدأت تحقيقات مكافحة إغراق بشأن واردات حمض الاديبيك في نوفمبر الماضي، ثم شرعت في يونيو من عام 2008 في تحصيل مبلغ ضمان ، كإجراء مؤقت لمكافحة الإغراق ، على حمض الأديبيك المستورد من الدول الثلاث. ويذكر أن هذا الحمض يستخدم في الأصل في إنتاج النايلون 6-6 وفي تصنيع رغوة البولي يوريثان وراتينجات البوليستر.