أعلنت واشنطن عن تأييدها لوقف إطلاق النار في حلب شمال سوريا، محملة نظام رئيس النظام السوري بشار الأسد "تغذية نمو داعش في سوريا". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي أمس الاثنين في الموجز الصحفي للوزارة من واشنطن "نحن بكل تأكيد ندعم وقف إطلاق النار الذي يقدم إغاثة حقيقية للمدنيين السوريين ولكونه يتسق مع المبادئ الإنسانية"، نقلا عن وكالة الأناضول التركية. واستدركت بقولها "لكننا، على أي حال، شاهدنا في بعض المدن مثل حمص، وللأسف فإن العديد من الهدنات المحلية التي تم تحقيقها حتى الآن شكلت بطريقة هي أقرب إلى ترتيبات استسلام في مقابل ترتيبات وقف إطلاق نار حقيقية ودائمة تتفق مع أفضل الممارسات الإنسانية". وقد أكدت ساكي على دعم بلادها لجهود دي مستورا بقولها "نحن ندعم أي جهد لإنقاذ حياة الإنسان والتي من شأنها أن تمثل تحولاً في نهج نظام بشار الأسد، ولكننا نعرف تاريخ نظام الأسد في وقف إطلاق النار". وشددت على أن "نظام الأسد يتحمل مسؤولية جمة في هذه الكارثة الإنسانية والمعاناة اليومية للشعب السوري، ويجب علينا - برغم استغلال داعش لهذا الفراغ - ألا نغفل جرائم الأسد المستمرة ضد الشعب السوري والتي غذت نمو داعش في سوريا". وأوضحت أن الولاياتالمتحدة ودي مستورا متفقان على أن الحل الوحيد للأزمة السورية "سياسي"، ومبينة أن "الوقت الراهن لا يؤهل إلى عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات". وكان المبعوث الخاص لأمين عام الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا قد تقدم يوم الأحد الماضي بمبادرة جديدة لتجميد القتال في مناطق عدة بدءًا بمدينة حلب وتطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170 و 2178 المتعلقين بمحاربة الإرهاب ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة. واقتربت الأزمة السورية من عامها الرابع دون أن يحدث أي تغيير إما بانتصار النظام أو المعارضة، وبدأت في مارس 2011 مع اندلاع ثورة شعبية ضد حكم بشار الأسد، قاومها الأخير بالقمع، مما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران وحزب الله اللبناني بشكل رئيسي. ووصل عدد قتلى الصراع منذ اندلاعه وحتى نهاية أبريل الماضي أكثر من 191 ألفاً، وذلك حسب آخر إحصائية أممية رسمية، في حين نزح ما يقرب من نصف الشعب السوري عن دياره البالغ عدده نحو 22,5 مليون.